النهار

لجنة تحقيق أممية تتّهم إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ‏و"حماس" بجرائم حرب
المصدر: النهار العربي - أ ف ب
اتهمت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب ‏جرائم ضد الإنسانية "مثل الإبادة" في غزة.‏
لجنة تحقيق أممية تتّهم إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ‏و"حماس" بجرائم حرب
غزة أصبحت مدينة انقاض (أ ف ب)
A+   A-
 

اتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة في تقرير اليوم ‏الأربعاء، إسرائيل وسبع "مجموعات فلسطينية مسلحة" بينها ‏حركة حماس بارتكاب جرائم حرب منذ السابع من تشرين ‏الأول (أكتوبر).‏

ويشكّل تقرير "لجنة التحقيق الدولية المستقلّة التابعة للأمم ‏المتحدّة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلّة" أول تحقيق ‏بالعمق تجريه الأمم المتحدة في مجريات الحرب التي اندلعت ‏في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بعد هجوم غير مسبوق ‏لحركة حماس داخل الأراضي الإسرائيلية.‏‎ ‎

ورأت اللجنة أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد ‏الإنسانية وانتهاكات للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي ‏لحقوق الإنسان.‏
 
وأشار التقرير إلى وجود "هجوم متعمد ومباشر على السكان ‏المدنيين" في قطاع غزة.‏
 
 


وشددت اللجنة على "استهداف رجال وصبيان فلسطينيين عبر ‏جرائم ضد الإنسانية مثل الإبادة والاضطهاد الجنساني ‏بالإضافة الى جرائم القتل والنقل القسري والتعذيب والمعاملة ‏اللاإنسانية أو القاسية".‏

وسارعت إسرائيل إلى رفض ما خلص إليه التقرير متهمة ‏اللجنة بممارسة "تمييز منهجي" في حقها.‏

وأكدت سفيرة إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف ميراف ‏إيلون- شاحر في بيان أن لجنة التحقيق "أثبتت مرة جديدة أن ‏تحركاتها تأتي كلها خدمة لأجندة سياسية تركز على مناهضة ‏إسرائيل".‏

وخلافا للإبادة الجماعية، لا تستهدف الجرائم ضد الإنسانية ‏بالضرورة مجموعة معينة من السكان، بل قد تستهدف أي ‏مدنيين بحسب الأمم المتحدة. لكن لتوصيفها على انها كذلك، ‏يجب أن تأتي في إطار هجمات واسعة النطاق، خلافا لجرائم ‏الحرب التي قد تكون حوادث معزولة.‏

واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول (أكتوبر) بعد شن حماس ‏هجوما غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية خلف 1194 ‏قتيلا غالبيتهم مدنيون وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند ‏إلى معطيات إسرائيلية رسمية.‏

ورأت اللجنة أنه خلال هذا الهجوم كان "الجناح العسكري ‏لحركة حماس و6 مجموعات فلسطينية مسلحة أخرى مسؤولة ‏عن جرائم حرب كتوجيه الهجمات المتعمدة ضد مدنيّين والقتل ‏العمد والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية أو القاسية وتدمير وحجز ‏ممتلكات العدو والاعتداء على كرامة الشخص وأخذ الرهائن ‏بمن فيهم الأطفال" مشيرة كذلك إلى انتهاكات للقانون الدولي ‏الإنساني وقانون حقوق الإنسان.‏

خلال هذا الهجوم احتُجز 251 رهينة ما زال 116 منهم في ‏غزة بينهم 41 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.‏

وردّت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات ‏البرية أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37164 شخصا ‏في غزة معظمهم مدنيون وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في ‏القطاع.‏

وسيعرض التقرير أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم ‏المتحدة الأسبوع المقبل.‏

وشكل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لجنة التحقيق ‏غير المسبوقة في أيار (مايو) 2021 للتحقيق في الانتهاكات ‏المحتملة للقانون الانساني الدولي وقانون حقوق الإنسان في ‏إسرائيل والأراضي الفلسطينية.‏
 

‏"جرائم حرب" في هجوم حماس ‏
ومنذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، ركز أعضاء اللجنة ‏الثلاثة على حرب غزة بين إسرائيل وحركة حماس.‏

وقالت نافي بيلاي رئيسة لجنة التحقيق "من الضروري ‏محاسبة كل من ارتكب جرائم". وكانت بيلاي سابقا مسؤولة ‏حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وقاضية في المحكمة الجنائية ‏الدولية.‏

وأكدت "يجب على إسرائيل فوراً إيقاف عملياتها وهجماتها ‏العسكرية على غزة".‏

وأضافت "يجب على حركة حماس والمجموعات الفلسطينية ‏المسلحة فورًا وقف إطلاق الصواريخ والإفراج عن جميع ‏الرهائن. فإن أخذ الرهائن يُعتبر جريمة حرب".‏

وخلصت اللجنة إلى ان "أفرادا في المجموعات الفلسطينية ‏المسلحة، (..) قتلوا وجرحوا وعذبوا وأخذوا رهائن بما في ‏ذلك الأطفال وارتكبوا عنف جنسي وجنساني ضد مدنيين ‏وضد أفراد من قوات الأمن الإسرائيلية بمن فيهم جنود، ‏بعضهم كانوا يعتبرون عاجزين عن القتال ولم يكن يجب ‏استهدافهم".‏

وأضافت أن ذلك يشكل جرائم حرب وانتهاكات للقانون ‏الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.‏

ولفتت اللجنة إلى أنها "حددت أنماطا تدل على حدوث عنف ‏جنسي وخلصت إلى أنها كانت حالات غير معزولة، إنما تم ‏ارتكابها بشكل مماثل في عدة أماكن، وبالأخص ضد نساء ‏إسرائيليات".‏

كذلك رأت اللجنة أن "أنواعا محددة من العنف الجنسي ‏والجنساني هي جزء من إجراءات قوات الأمن الإسرائيلية ‏التشغيلية".‏

ووصل التقرير الى هذا الاستنتاج "بحكم معدل تكرار وانتشار ‏وجسامة الانتهاكات بما فيها نزع الملابس والتعرية العلنية ‏القسرية بنية إذلال المجتمع ككل".‏

‏"تجويع" إسرائيلي لغزة ‏
ورأت اللجنة ان السلطات الإسرائيلية من خلال ممارساتها في ‏غزة "مسؤولة عن جرائم حرب مثل التجويع كوسيلة حرب أو ‏القتل العمد وتوجيه الهجمات بشكل متعمد ضد المدنيين ‏والاعيان المدنية والنقل القسري والعنف الجنسي والتعذيب ‏والمعاملة اللاإنسانية أو القاسية والاحتجاز التعسفي والاعتداء ‏على كرامة الشخص".‏

وشدد التقرير على أن الجوع سيوثر على سكان غزة ولا سيما ‏الاطفال "لعقود".‏

وتابع أن إسرائيل فرضت "حصارا كاملا  يرقى الى مستوى ‏عقاب جماعي ضد السكان المدنيين. استخدمت إسرائيل ‏الحصار وحجب ضروريات الحياة كسلاح" ما يشكل انتهاكا ‏أيضا للقانون الإنساني الدولي.‏

وفي الضفة الغربية رأت اللجنة أن "القوات الإسرائيلية ‏ارتكبت العنف الجنسي والتعذيب والمعاملة القاسية أو ‏اللاإنسانية والاعتداء على كرامة الشخص وجميعها تعتبر ‏جرائم حرب".‏

وخلصت إلى أن "الحكومة والقوات الإسرائيلية سمحت ‏وعززت وحرّضت على حملة هجمات عنيفة من قبل ‏مستوطنين ضد مجتمعات فلسطينية في الضفة الغربية" ‏المحتلة.‏

واستندت اللجنة في تقريرها على مقابلات عن بُعد مع ضحايا ‏وشهود وارسال بعثات الى تركيا ومصر وعلى آلاف ‏المعلومات المستمدة من مصادر علنية وصور الأقمار ‏الاصطناعية وتقارير الطب الشرعي.‏

وشددت اللجنة على أن إسرائيل "أعاقت التحقيقات ومنعت ‏وصول اللجنة الى إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلّة".‏
 
 

 
 
إسرائيل تندّد
من جانبها، ندّدت اسرائيل "بتمييز منهجي" تمارسه لجنة ‏تحقيق للامم المتحدة في حقها.‏
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium