كثّف الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس قصفه الصاروخي والمدفعي، جوّاً وبرّاً وبحراً، على منطقة المواصي التي تؤوي آلاف النازحين غرب مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، في اليوم الـ251 للحرب.
وقال سكّان إن دبّابات إسرائيلية توغّلت أكثر في المنطقة الغربية لمدينة رفح خلال واحدة من أسوأ ليالي القصف الجوي والبري والبحري، ما أجبر العديد من الأسر على الفرار من منازلهم وخيامهم في الظلام.
وذكر السكّان أن القوات الإسرائيلية توغّلت باتّجاه منطقة المواصي القريبة من ساحل البحر والتي تصنّف على أنها منطقة إنسانية في جميع التوجيهات والخرائط التي نشرها الجيش الإسرائيلي منذ أن بدأ هجومه العسكري على رفح في أيار (مايو).
ونفى الجيش الإسرائيلي في بيان له شن أي غارات داخل منطقة المواصي الإنسانية، وقال في بيان إنّه يواصل "العمليات محدّدة الأهداف المستندة إلى المعلومات الاستخبارية" في رفح، قائلاً إن القوّات عثرت أمس على أسلحة وقتلت مسلّحين فلسطينيين في اشتباكات من مسافة قريبة.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن طائرات سلاح الجو قصفت أمس "ودمّرت 45 هدفاً إرهابياً في أنحاء قطاع غزة، من بينها مبان عسكرية وخلايا مخربين مسلّحة ومنصّات صاروخية وفتحات أنفاق".
إلى ذلك، أطلقت زوارق بحرية نيران رشاشاتها الثقيلة صوب المناطق الغربية لمدينة رفح، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وقتل 3 فلسطينيين وأصيب أكثر من 10 آخرين جراء استهداف القوّات الإسرائيلية منزلاً في النصيرات وسط قطاع غزة. وقتل 3 فلسطينيين أيضاً وأصيب 5 في استهداف إسرائيلي في منطقة المغراقة شمالي المحافظة الوسطى بالقطاع المحاصر.
وقتل 6 فلسطينيين آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في شارع أبو العظام بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، حيث دمّر القصف منزلاً مكوّناً من 3 طوابق.
وأطلقت طائرات مسيّرة حربية من نوع "كواد كابتر" النار على منازل المواطنين في حيي الشجاعية والزيتون بمدينة غزة.
وقصفت آليات الجيش الاسرائيلي المتمركزة في محور نتساريم القذائف الصاروخية على أحياء الزيتون والصبرة وتل الهوا والشيخ عجلين في مدينة غزة تزامناً مع إطلاق النار.
إلى ذلك، تواصل آليات الجيش عملية التوغّل في الأطراف الجنوبية الشرقية من حي الزيتون في مدينة غزة تزامناً مع قصف صاروخي ومدفعي في المنطقة.
توقّف المستشفيات
في السياق، أطلقت وزارة الصحة في قطاع غزة نداء استغاثة لتوفير الوقود اللازم لتشغيل محطّة الأكسجين الوحيدة بمدينة غزة وشمالي القطاع، بعد تدمير قرابة 20 محطّة أكسجين في هذه المناطق.
وحذّرت من توقّف المستشفيات والمراكز الصحية والمحطّة الوحيدة بمحافظة غزة التي تزوّد المرافق الصحية والمرضى المزمنين بالأكسجين، بسبب سيطرة الجيش الإسرائيلي على المعابر وعدم إدخال السولار لتشغيل المولّد المغذّي لمحطّة الأكسجين وثلاجات حفظ الأدوية.
وقالت الوزارة إن حياة عشرات من المرضى والجرحى معرّضة للموت المحتم، إضافة إلى تعرّض الأدوية في الثلاجات للتلف.
وناشدت كافّة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية سرعة التدخّل لإدخال الوقود والمولّدات الكهربائية وقطع الغيار اللازمة للصيانة.
من جانبها، أكّدت "أطباء بلا حدود" تسجيل أكثر من 800 شهيد ونحو 2400 جريح بقصف مكثّف وهجمات برية للقوات الإسرائيلية على غزة منذ مطلع حزيران (يونيو) الجاري.
وأضافت المنظّمة أنه "لم يعد بإمكاننا قبول القول إن إسرائيل تتخذ جميع الاحتياطات، فهذه مجرّد دعاية".
نفايات...
متابعة للأزمة الإنسانية، كشفت وكالة "الأونروا" عن أن أكثر من 330 ألف طن من النفايات تراكمت في جميع مناطق قطاع غزة ما يشكّل مخاطر بيئية وصحية كارثية.
واضافت: "وصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق ووقف إطلاق النار الآن أمران ضروريان لاستعادة الظروف المعيشية".
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان اليوم الخميس إن أكثر من 37,232 فلسطينيا قتلوا وأصيب 85,037 آخرون جراء الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول.
واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول (أكتوبر) مع شن "حماس" هجوماً غير مسبوق على إسرائيل خلّف 1194 قتيلاً، غالبيتهم مدنيّون، وفق تعداد لـ"فرانس برس" يستند إلى معطيات إسرائيلية رسمية.
وخلال هذا الهجوم، تم احتجاز 251 أسيراً، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وردّت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدّت حتّى الآن إلى مقتل أكثر من 37 ألف شخص في غزة، معظمهم مدنيّون، وفق وزارة الصحّة في القطاع.