النهار

تراجع طفيف في التأييد لـ"حماس" في غزة وخيار المقاومة المسلّحة لا يزال مرتفعاً
المصدر: القدس - "النهار العربي"
أدت تلك المعاناة إلى تهجير حوالي مليون نازح وغير نازح من رفح إلى منطقة المواصي ومناطق أخرى انسحب منها الجيش الإسرائيلي في منطقة خان يونس ودير البلح ومناطق أخرى في وسط قطاع غزة.
تراجع طفيف في التأييد لـ"حماس" في غزة وخيار المقاومة المسلّحة لا يزال مرتفعاً
عناصر في "كتائب القسّام".
A+   A-
بلغت حصيلة قتلى الحرب بين إسرائيل و"حماس"، المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، 37202 على الأقل، بحسب وزارة الصحة التابعة للحركة. وبات نصف سكان قطاع غزة يتوقعون انتصار "حماس" وعودتها للحكم بعد الحرب، وفقاً لمسح أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، ومقره رام الله.
 
وأجري الاستطلاع في الضفة الغربية وقطاع غزة في الفترة ما بين 26 أيار (مايو) والأول من حزيران (يونيو) 2024. وسبق الاستطلاع اتساع رقعة الحرب على قطاع غزة ليشمل الهجوم البري مدينة رفح واحتلال المعبر والسيطرة على محور صلاح الدين المعروف أيضاً باسم فيلادلفيا.
 
وأدت تلك المعاناة إلى تهجير حوالي مليون نازح وغير نازح من رفح إلى منطقة المواصي ومناطق أخرى انسحب منها الجيش الإسرائيلي في منطقة خان يونس ودير البلح ومناطق أخرى في وسط قطاع غزة. كما زادت حدة المجاعة في شمال القطاع وغيره من المناطق التي لم يصلها إلا القليل من المعونة بسبب إغلاق معبر رفح مع مصر بعد احتلاله، وتوقف الرصيف العائم عن العمل بسبب العواصف.
 
كذلك، شهدت الفترة نفسها طلب المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وزعيم "حماس" إسماعيل هنية ورئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار وقائد جناحها العسكري محمد ضيف. 
 
وقبل إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن اقتراحاته لوقف النار في غزة، أُعلن أواخر أيار (مايو) فشل جهود التوصل لوقف لإطلاق النار رغم قبول "حماس" باتفاق قدمه الوسطاء المصريون لها. واستمر الحديث بشأن "اليوم التالي" لما بعد الحرب بدون تقدّم يذكر بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية للفكرة.
 
وسط هذه الأجواء، أظهر الاستطلاع أن ثلثي الفلسطينيين يتوقعون انتصار "حماس" في الحرب، لكن هذه النسبة تهبط لحوالي النصف فقط في غزة. كما أن نصف سكان القطاع فقط يتوقعون عودة الحركة للسيطرة عليه بعد الحرب.
 
وفيما لا يزال التأييد الإجمالي لهجوم "حماس" في 7 تشرين الأول (أكتوبر) مرتفعاً، فإنه تراجع أربع نقاط مئوية مقارنة بالاستطلاع السابق، إذ يبلغ اليوم الثلثين. جاء الانخفاض في هذه النسبة من قطاع غزة، الذي شهد انخفاضاً قدره 14 نقطة مئوية. ويشير "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية" إلى أن تأييد هذا الهجوم "لا يعني بالضرورة تأييداً لحماس بل انطلاقاً من دافع آخر"، إذ تظهر النتائج أن أكثر من 80٪ من الفلسطينيين يعتقدون أن الهجوم قد أعاد القضية الفلسطينية إلى دائرة الاهتمام وقضى على سنوات من الإهمال لها على المستويين الإقليمي والدولي.
 
 
والمسح هو الثالث منذ "هجوم 7 أكتوبر"، أجري الثاني قبل ثلاثة أشهر والثاني قبل ستة أشهر.
 
ويلخص مسؤول وحدة البحوث السياسية والمسحية وليد لداودة لـ"النهار" أبرز التغيرات في اتجاهات المستطلعين على النحو الآتي: 
 
- مع أن شعبية "حماس" وزعيمها اسماعيل هنية لا تزال مرتفعة مقارنة بشعبية حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية، إلا أنها تراجعت قليلاً عن الاستطلاع السابق.
 
- تراجع القبول بحل الدولتين في قطاع غزة.
 
- تراجع القبول لحركة "فتح" كممثل للشعب الفلسطيني وتزايد المطالبات بحل السلطة.
 
ويردّ لداودة هذه النتائج إلى حجم القتل غير المبرر للفلسطينيين في غزة والتعامل الوحشي معهم، إضافة إلى عجز السلطة بمؤسساتها المختلفة عن خلق انطباع ايجابي عن دورها وفعاليتها.
 
ورغم المشاهد التي انتشرت عن الفرحة التي سادت غزة الشهر الماضي عند إعلان "حماس" موافقتها على الاقتراح المصري لوقف النار، لا يزال خيار المقاومة المسلحة مرتفعاً في غزة مع بقاء نسبة دعم المفاوضات بدون تغيير.
 
ويشرح لدادوة أن الغالبية من سكان غزة تؤيد وقف النار وإنهاء الحرب على غزة، عندما توافق عليه  الحركة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium