واصل الجيش الإسرائيلي غاراته اليوم الإثنين على مناطق عدّة في قطاع غزة، في اليوم الثاني لعيد الأضحى، حاصداً المزيد من الضحايا في ما لا يزال الآلاف تحت الأنقاض، في وقت تسعى دول الوساطة لإعادة إحياء مفاوضات الهدنة والتوصّل لاتّفاق.
جديد المفاوضات...
في ظل الجمود الذي يطال مسار المفاوضات بين إسرائيل وحركة "حماس" حالياً، نقلت القناة "12" الإسرائيلية عن مسؤول كبير أن "وقف الحرب على غزة لن يتم إلّا باتّفاق، وليس بالتزامات مسبقة".
وأضاف: "لن يكون هناك انسحاب من غزة وإنهاء للحرب قبل عودة جميع المختطفين".
وتابع: "هناك احتمال بنجاح الوسطاء في إحياء المفاوضات، لكن طريق الصفقة لا يزال طويلاً".
غارات وضحايا...
ميدانياً، استهدف قصف مدفعي إسرائيلي حي الزيتون جنوب مدينة غزة ومنطقة المغراقة وسط القطاع، مع توغّل لآليات إسرائيلية.
وأفادت مصادر محلية فلسطينية بأن غارات وقصفاً مدفعياً إسرائيلياً متواصلاً يستهدف مدينة رفح.
ودوّت انفجارات عنيفة في مخيّم النصيرات، بالتزامن مع تحليق طائرات حربية إسرائيلية في المنطقة.
من جهّتها، لفتت وكالة الأنباء الفلسطينية إلى أن "مواطنين استشهدا فجراً جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في حي الزرقا شمال مدينة غزة وأصيب 13 على الأقل بينهم نساء وأطفال".
إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية فلسطينية أن طائرات مسيّرة من نوع "كواد كابتر" أطلقت النار باتّجاه أراضٍ زراعية بمنطقة الحكر في دير البلح.
وأفادت مصادر صحية بالقطاع بـ"استشهاد 3 مواطنين بينهم سيدة وبإصابة آخرين بجروح وصفت بالخطيرة جراء قصف الاحتلال منزلاً في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة".
صفارات إنذار...
في الموازاة، دوّت صفارات الإنذار فيي كيبوتس نيريم بغلاف غزة.
وأفادت منصّات محلّية فلسطينية بأن رشقة صاروخية أطلقت من داخل القطاع.
"حرب على الأطفال"
بدوره، لفت متحدّث منظّمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" جيمس إلدر إلى أنّه ليس من الطبيعي أن يعيش أطفال قطاع غزة في "رعب مستمر بسبب القصف الإسرائيلي".
وشدّد في تصريح على أن "قتل الأطفال والدمار في قطاع غزة لن يجلبا السلام للأطفال أو المنطقة"، مشيراً إلى أن "التأثير الذي تحدثه الحرب على الصبيان والفتيات يؤكد الاعتقاد السائد بأن الحرب على غزة هي حرب على الأطفال".
وأفاد بأن "المشاهد التي رصدتها في المستشفيات خلال زيارتي لقطاع غزة فظيعة والأطباء هنا يتحلّون بروح هائلة"، مبيناً أنّه خلال الحرب على غزة قتل أكبر عدد من زملائه في الأمم المتحدة، أكثر من أي صراع آخر في تاريخ الأمم المتحدة.
وقد أكّدت "الأونروا" أن "193 من زملائنا في الوكالة قتلوا منذ بداية الحرب في غزة، وهو أعلى عدد من القتلى في تاريخ الأمم المتحدة".
من جانبه، اعتبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أن "القصف على غزة حوّل القطاع الفقير الخاضع للحصار إلى جحيم على الأرض، وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة الذين يقفون على حافة المجاعة أمر شبه مستحيل".
وأضاف: "العاملون في المجال الإنساني والأمم المتحدة في غزة قتلوا بأعداد غير معقولة، كما أن زعماء العالم خذلونا وبعضهم قدّم دعماً غير مشروط لحلفائه رغم الأدلة على انتهاكهم القانون الإنساني".
ولفت إلى أن "الأسلحة استمرت بالتدفّق إلى إسرائيل من واشنطن ودول أخرى رغم التأثير المروّع للحرب على المدنيين بغزة".
وختم: "المدنيّون والبنية التحتية بغزة تعرّضوا لضرر مفرط وهناك تسييس للمساعدات وسط انتشار الجوع والمرض".
"القتال سيستمر"
في السياق، أكّد قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي اللواء يارون فينكلمان، أن القتال في أقصى جنوب غزة سيستمر حتى هزيمة "حماس"، رغم إعلان الهدنة التكتيكية.
وأأضاف، خلال لقاء مع قوّاته في رفح أمس الأحد، أنّه "على الرغم من الخسائر الفادحة إلا أن توجه الجيش هو مواصلة القتال والمضي قدماً"، وفق ما نقلت صحيفة "تايمز أف إسرائيل" اليوم.
وقال للجنود: "أنتم تهاجمون كتائب حماس، وسنستمر حتى نهزمها".
ورأى أن أهم شيء يجب على الجيش الإسرائيلي فعله في الوقت الحالي هو مواصلة القتال، مع إجراء تحقيق شامل في حادث مدرّعة النمر التي وقعت قبل يومين وأسفرت عن مقتل 8 جنود.
من جانبها، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن "الجيش أكّد أن إعلان الهدنة الإنسانية بمنطقة معبر كرم أبو سالم صدر بعد تعليمات المستوى السياسي، إذ كانت التعليمات تقضي بالسماح لإدخال المساعدات الإنسانية".