يستمر الجيش الإسرائيلي لليوم الـ257 بقصفه مناطق متفرّقة في قطاع غزة، حاصداً المزيد من الضحايا وآلاف المفقودين تحت الأنقاض.
وأعلنت وزارة الصحّة في غزة مقتل 37396 فلسطينياً وإصابة 85523 في الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر).
وقالت الوزارة في بيان إن ما لا يقل عن 24 شخصاً قتلوا في الساعات الـ24 الأخيرة حتى صباح الأربعاء.
غارات وضحايا...
في آخر المستجدّات، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بـ"استشهاد 7 مواطنين على الأقل وإصابة العشرات ليل الثلاثاء الأربعاء في قصف عنيف للاحتلال الإسرائيلي استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي شمال غرب رفح جنوب قطاع غزة، بالإضافة إلى اندلاع حرائق في الخيام مع أنباء عن وقوع مجزرة".
واستهدفت الطائرات الحربية خيام النازحين في شارع الشاكوش جنوب غرب مدينة خان يونس، جنوب القطاع.
وقصفت الطائرات الإسرائيلية الحربية والمدفعية الحي السعودي غرب رفح، بالتزامن مع إطلاق النار بشكل كثيف من الطائرات المسيّرة على الحي مع تغول قوّات إسرائيلية برّاً نحو الحي وشارع الطيارة، ما تسبّب بحصول اشتباكات عنيفة.
وقصفت القوّات الإسرائيلية منازل المواطنين في بلدة المغراقة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، إذ أشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى أن الطائرات الإسرائيلية شنّت فجراً 5 غارات على المخيّم.
وأطلقت زوارق النار بشكل مكثّف تجاه شواطئ النصيرات والزهراء شمال غرب المحافظة الوسطى.
وأطلقت مسيّرات إسرائيلية من طراز "كواد كابتر" النار على منازل الفلسطينيين شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على المناطق الغربية لمدينة رفح واستهدف بالقصف المدفعي محيط المستشفى الميداني الإماراتي غرب المدينة.
وفي مدينة غزة، أفادت مصادر طبية بـ"استشهاد 6 مواطنين وإصابة الغشرات بجروح جراء قصف الاحتلال لمنزل يعود لعائلة أبو صفية في الشارع الثاني بحي الشيخ رضوان".
واستهدفت المدفعية حي الزيتون جنوب شرق المدينة وسط إطلاق نار كثيف، وأطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية النار باتّجاه منازل المواطنين قبالة ساحل مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
صفارات إنذار...
إلى ذلك، دوّت صفارات الإنذار في مستوطنات عدّة في غلاف غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه رصد إطلاق جسم جوي مشبوه من قطاع غزة وسقوطه في مناطق الغلاف جنوبي إسرائيل.
من جهّتها، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بسماع دوي صفارات الإنذار صباحاً بمناطق غلاف غزة، تحذيراً من تسلّل مسيّرة للمرّة الأولى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
أوضاع كارثية...
متابعة للأزمة الإنسانية في القطاع، أعلن منسّق المستشفيات الميدانية في غزة مروان الهمص مساء الثلاثاء أن "الوضع الصحي في القطاع كارثي جدّاً ويزداد تدهوراً بسبب استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات وبعض المرضى يموتون بسبب نقص الأدوية".
وأشار إلى أن الأمراض المعدية تنتشر في مخيّمات النازحين خاصة التهاب الكبد الوبائي، لافتاً إلى أن الحشرات تنتشر في محيط المستشفيات والمخيّمات بسبب مياه الصرف الصحي.
ولفت إلى أن "المجاعة تفتك في شمال القطاع ولا نستطيع إنقاذ الأطفال من سوء التغذية".
بدورها، ذكرت الأمم المتحدة أنّها لم تتمكّن من توزيع المساعدات في قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل بسبب الفوضى والذعر بين الجياع في المنطقة، على الرغم من وقف إسرائيل النشاط العسكري نهاراً.
وقال المتحدّث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن الأمم المتحدة رحّبت بالهدنة التكتيتكية التي أعلنها الجيش الإسرائيلي، لكنّه أضاف أن "هذا لم يتترجم بعد إلى وصول المزيد من المساعدات إلى المحتاجين". وقال إن المنطقة الواقعة بين كرم أبو سالم وطريق صلاح الدين خطيرة للغاية.
وأضاف "القتال ليس السبب الوحيد لعدم القدرة على استلام المساعدات... عدم وجود أي شرطة أو سيادة قانون في المنطقة يجعل نقل البضائع إلى هناك أمراً خطيراً للغاية".
وتابع "لكنّنا مستعدّون للتعامل مع جميع الأطراف لضمان وصول المساعدات إلى الناس في غزة، وسنواصل العمل مع السلطات وقوات الأمن، في محاولة لمعرفة ما يمكن القيام به لتهيئة الظروف الأمنية".
وأردف "عندما تصل المساعدات إلى مكان ما، يكون هناك أناس يتضوّرون جوعاً، ويشعرون بالقلق من أن هذا قد يكون آخر طعام يرونه... يجب أن يتأكّدوا من أنّه سيكون هناك تدفّق منتظم للبضائع حتى لا يكون هناك ذعر عندما نصل إلى المنطقة".
تشكو الأمم المتحدة ومنظّمات إغاثة منذ فترة طويلة من المخاطر والعقبات التي تحول دون إدخال المساعدات وتوزيعها في جميع أنحاء غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة من أن شبح المجاعة يلوح في الأفق.
لكن عمليات التسليم تعطّلت عندما كثّفت إسرائيل عملياتها العسكرية في رفح الشهر الماضي بهدف تعلنه هو هزيمة الوحدات المتبقية من مقاتلي "حماس". وأغلقت مصر معبر رفح بسبب التهديد الذي يحيط بالعمل الإنساني، وقامت بنقل المساعدات المتراكمة والوقود عبر معبر كرم أبو سالم.
وذكر حق أن معبر رفح لا يزال مغلقاً والوصول محدود عبر معبر كرم أبو سالم. وفي شمال غزة، قال إنّه لم يعد من الممكن الوصول إلى معبر إيريز (بيت حانون) بسبب تصاعد حدّة القتال، في حين تم تشغيل معبر إيريز الغربي وزيكيم.
من جانبها، أفادت الوكالة الأميركية للتنمية بأن مديرة الوكالة سامانثا باو بحثت مع رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي التحديات التي تواجه تدفّق المساعدات.
وأمس الثلاثاء، قالت سامانثا باو إن شاحنات مساعدات قليلة تصل إلى القطاع وعلى الجيش الإسرائيلي بذل المزيد من الجهود لتسهيل حركة شاحنات المساعدات.
ومنذ أن بدأت الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" قبل أكثر من ثمانية أشهر، دخلت مساعدات إلى 2.3 مليون فلسطيني في المقام الأول عبر معبرين إلى جنوب غزة هما معبر رفح من مصر ومعبر كرم أبو سالم من إسرائيل.