واصل الجيش الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة، في اليوم الـ260 من الحرب، وسط تعثّر المحادثات الهادفة إلى الوصول لهدنة بين حركة "حماس" وإسرائيل.
وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم السبت إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 37,551 فلسطينيا وإصابة 85,911 منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وذكرت الوزارة في بيان أن 101 فلسطيني قتلوا وأصيب 169 آخرون خلال آخر 24 ساعة.
غارات وضحايا...
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بـ"استشهاد مواطنين وإصابة العشرات بعدما أطلقت آليات الاحتلال القذائف والنار صوب منازل المواطنين وخيام النازحين في المنطقة الغربية لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، ووسط وشرق المدينة، وجرى نقلهم الى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس".
وشنّت الطائرات سلسلة غارات وسط مدينة رفح، ونسفت مبانٍ سكنية.
وفي خان يونس، أطلق الجيش الإسرائيلي بشكل مكثّف الرصاص وعشرات القذائف في المناطق الغربية للمدينة، وتحديداً في منطقة "المواصي"، ما أدى ذلك إلى وقوع إصابات في صفوف المواطنين، وسط عملية نزوح لعشرات العائلات من المناطق الغربية لمدينتي رفح وخان يونس باتجاه المناطق الوسطى.
وأطلقت المدفعية القذائف صوب منازل المواطنين وسط القطاع، وفي المناطق الشمالية الغربية لمخيم النصيرات، ما أدى لإصابات عدد من المواطنين، بينهم أطفال، وتم نقلهم الى مستشفى العودة.
أما في مدينة غزة، أطلقت الدبّابات المتمركزة في محور "نيتساريم" منذ ساعات الصباح قذائفها صوب أحياء الزيتون، وتل الهوى، والشيخ عجلين، والصبرة، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بينهم أطفال ونساء، ونقلوا الى مستشفى المعمداني في المدينة، رافق ذلك إطلاق مروحيات من نوع أباتشي النار باتجاه منازل المواطنين جنوب حي الزيتون، جنوب شرق المدينة.
وذكر إعلام فلسطيني أن ضحايا سقطة بقصف إسرائيلي مع تقدم آليات في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني "استهداف الاحتلال بشكل مكثّف مناطق آمنة في مواصي خان يونس، ورفح، في ما يشكّل النزوح الكبير للمواطنين عبئاً على الخدمات الطبية مع استمرار إغلاق معبر رفح"، منذ السابع من شهر أيار (مايو) الماضي.وأكّد أن "الطواقم الطبية في قطاع غزة بحاجة ماسة إلى المستلزمات الصحية، والمحاولات حثيثة لتفعيل خدمات الإسعاف والطوارئ شمال قطاع غزة، لمعالجة تداعيات العدوان".
إلى ذلك، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى انفجار صاروخين في منطقة مفتوحة بكيبوتس صوفا في غلاف غزة.
وأعلنت "سرايا القدس" - الجناح العسكري لحرة "الجهاد الإسلامي"- "أنّنا استهدفنا جنود الجيش الإسرائيلي المتمركزين عند البوابة الخارجية لمعبر رفح ومحيطها وحقّقنا إصابات مباشرة".
"مقذوفات من العيار الثقيل"
ليل الجمعة، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سقوط "مقذوفات من العيار الثقيل" ألحقت أضراراً بمكتبها في غزة الذي يوجد في محيطه مئات المدنيين النازحين، وهو ما أدّى أيضاً إلى مقتل 22 شخصاً وجرح 45 آخرين.
ولم تذكر اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أطلق "المقذوفات من العيار الثقيل" لكنها قالت في بيان عبر منصّة "إكس" إنّها "ألحقت أضراراً بمكتب" اللجنة الدولية الذي يحيط به مئات النازحين الذين يعيشون في خيام.
وأشارت إلى أن هذه الواقعة "تسبّبت في تدفّق أعداد كبيرة من الضحايا إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني" الواقع في المنطقة والذي "استقبل 22 قتيلاً و45 جريحاً"، لافتة إلى وجود "تقارير عن سقوط ضحايا إضافيين".
وقالت في البيان "سقطت مقذوفات من العيار الثقيل على بعد أمتار من مكتب ومساكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد ظهر الجمعة".
واعتبرت أن إطلاق النار بشكل خطير بالقرب من "منشآت إنسانية يعلم أطراف النزاع بمواقعها وتحمل شارة الصليب الأحمر بوضوح، يعرّض حياة المدنيين وموظّفي الصليب الأحمر للخطر".
ورأت اللجنة أن "هذه الحادثة الأمنية الخطيرة هي واحدة من حوادث عدة وقعت في الأيام الأخيرة. ففي وقت سابق طالت رصاصات طائشة مباني اللجنة الدولية. ونحن ندين هذه الحوادث التي تعرّض حياة العاملين في المجال الإنساني والمدنيين للخطر".
من جهّتها، أفادت وزارة الصحّة في القطاع الذي تديره "حماس" بأن 25 قتيلاً و50 جريحاً سقطوا في القصف الذي ألقت باللوم فيه على إسرائيل.
وأشارت الوزارة إلى أن القصف الإسرائيلي "استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي" المحيطة بقاعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ولم يعترف متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي بأي دور في الحادثة لكنّه قال إنّها "قيد المراجعة".
وأضاف لـ"فرانس برس" أن "التحقيق الأولي الذي أجري يدل الى أنّه لا يوجد ما يؤشر الى أن الجيش الإسرائيلي قد نفذ غارة في المنطقة الإنسانية في المواصي. الحادثة قيد المراجعة".
مدارس غزة...
في السياق، أكّدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن أكثر من 76% من مدارس قطاع غزة بحاجة إلى إعادة بناء أو تأهيل بشكل كبير لتتمكّن من العمل مجدّداً.
وقالت، عبر منصّة "إكس" إنّه "في غزة يحتاج أكثر من 76% من المدارس إلى إعادة البناء أو تأهيل كبير، كي تتمكّن من العمل مرة أخرى، وفقاً لمجموعة التعليم العالمية".
وشدّدت على أن التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان، مطالبة بوقف إطلاق النار فوراً في هذا القطاع الفلسطيني المحاصر.