النهار

بينهم شقيقة هنية... ضحايا بغارات إسرائيلية على غزة ‏واستهداف مدرستين ‏للنازحين ‏
المصدر: النهار العربي - أ ف ب - رويترز
شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنّ "المرحلة العنيفة من ‏المعارك ضدّ حماس على وشك الانتهاء.
بينهم شقيقة هنية... ضحايا بغارات إسرائيلية على غزة ‏واستهداف مدرستين ‏للنازحين ‏
ركام المباني في غزة (أ ف ب)
A+   A-
 
ذكر فلسطينيون من مسؤولي الصحة أن القوات الإسرائيلية ‏قتلت 24 فلسطينيا على الأقل في ثلاث ضربات جوية منفصلة ‏على مدينة غزة في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء، فيما تواصل ‏الدبابات توغلها في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.‏

وقال مسعفون إن ضربتين أصابتا مدرستين في مدينة غزة، ‏مما أسفر عن مقتل 14 على الأقل. وأدت غارة أخرى على ‏منزل في مخيم الشاطئ، أحد المخيمات الثمانية التاريخية ‏للاجئين في القطاع، إلى مقتل 10 آخرين.‏

وقال أقارب ومسعفون إن المنزل المستهدف في مخيم الشاطئ ‏مملوك لعائلة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة ‏المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)المقيم في قطر، مما ‏أدى إلى مقتل إحدى شقيقاته وأقارب آخرين.‏

وفقد هنية عددا من أفراد عائلته جراء غارات جوية إسرائيلية ‏منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) ومن بينهم ثلاثة من ‏أبنائه.‏
 
الجيش الاسرائيلي 
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته استهدفت خلال الليل ‏مسلحين في مدينة غزة من المتورطين في التخطيط لهجمات ‏على إسرائيل. وأضاف أن من بين المسلحين بعض ‏المتورطين في احتجاز رهائن وبعض الذين شاركوا في هجوم ‏حماس عبر الحدود على إسرائيل في السابع من تشرين الأول ‏‏(أكتوبر).‏‎ ‎

وقال الجيش في بيان إن سلاح الجو ضرب مبنيين ‏‏"يستخدمهما إرهابيو حماس في (مخيم) الشاطئ و(حي) ‏الدرج-التفاح في شمال قطاع غزة. وزاول الإرهابيون ‏عملياتهم داخل مجمعات مدرسية تستخدمها حماس درعا ‏لأنشطتها الإرهابية".‏

وتنفي حماس استخدام المنشآت المدنية مثل المدارس ‏والمستشفيات لأغراض عسكرية.‏

وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم الثلاثاء إن المستشفيات ‏والمراكز الطبية في القطاع تعاني من نقص حاد في الأدوية ‏والمستلزمات الطبية بسبب العمليات الإسرائيلية المستمر ‏وسيطرة إسرائيل وإغلاقها جميع المعابر واستهدافها القطاع ‏الصحي في غزة.‏

وذكرت الوزارة في بيان أن هناك نقصا لا سيما في الأدوية ‏اللازمة لعلاج حالات الطوارئ والتخدير والعناية المركزة ‏والعمليات، في حين لا يتسنى لمرضى السرطان السفر ‏للمستشفيات.‏
 

وقالت وكالة "وفا"، إنه مع دخول الحرب يومها الـ263، ‏‏"سقط عشرات الشهداء والجرحى في قصف لخان يونس ‏ومخيمي المغازي والشاطئ ومناطق جنوب غزة".‏

وأفادت المصادر عن "سقوط شهداء وجرحى في قصف ‏إسرائيلي لمدرستي إيواء تابعتين لوكالة غوث وتشغيل ‏اللاجئين الفلسطينيين (لأونروا) في مخيم الشاطئ وحي الدرج ‏بمدينة غزة".‏

وأشار الدفاع المدني الى أن "طواقمه انتشلت خمسة ضحايا ‏بينهم أطفال، بينما تم نقل عدد آخر من الشهداء والمصابين في ‏مركبات مدنية في إثر القصف الاحتلال مدرسة "أسماء" التي ‏تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، والتي ‏اشتعلت فيها النيران"، بحسب "وفا". ‏

وأضافت: "كما انتشلت طواقم الدفاع المدني 6 شهداء من ‏جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة عبد الفتاح حمود ‏بمنطقة يافا وسط مدينة غزة".‏
 
وبحسب "وفا"، انتشلت طواقم الدفاع المدني في غزة، ‏‏"جثماني امرأتين شهيدتين ونقلت عدداً من الإصابات في ‏الاستهداف الإسرائيلي لمنزل عائلة الزميلي في منطقة ‏الشجاعية شرقي المدينة.‏‎ ‎واستهدف الاحتلال غربي رفح ‏جنوبي قطاع غزة بغارات جوية وقصف مدفعي وإطلاق نار ‏من الدبابات".‏
 
وأشارت الوكالة الى أنه "في وقت سابق الليلة، استشهد شاب ‏وأصيب آخرون، إثر قصف اسرائيلي استهدف تل السلطان ‏غربي رفح جنوب قطاع غزة".‏
 

والإثنين، استهدف قصف إسرائيلي قطاع غزة غداة إعلان ‏رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنّ مرحلة المعارك "العنيفة" ‏ضد مقاتلي حركة حماس، ولا سيّما في مدينة رفح جنوبي ‏القطاع، "على وشك الانتهاء"، وتأكيده في الوقت نفسه أنّ ‏الحرب ستتواصل.‏

وردّت حركة حماس على إعلان نتنياهو، مؤكدة أنّ أيّ اتفاق ‏يجب أن يتضمن "تأكيدا واضحا على وقف دائم لإطلاق النار ‏والانسحاب الكامل من قطاع غزة"، وهما شرطان ترفضهما ‏إسرائيل.‏

وبمواجهة الضغوط الشديدة من الرأي العام الإسرائيلي، أكد ‏نتنياهو في مقابلة أجرتها معه القناة 14 الإسرائيلية أنّه لن ‏يقبل أيّ اتفاق "جزئي"، مشيراً إلى أنّ "الهدف هو استعادة ‏الرهائن" المحتجزين في غزة منذ هجوم حركة حماس في ‏السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، و"اجتثاث نظام حماس في ‏غزة".‏

وشدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنّ "المرحلة العنيفة من ‏المعارك ضدّ حماس على وشك الانتهاء. هذا لا يعني أنّ ‏الحرب على وشك الانتهاء، بل أنّ الحرب في مرحلتها العنيفة ‏على وشك الانتهاء في رفح".‏

وفي كلمة ألقاها أمام الكنيست الإثنين، أكّد نتنياهو "التمسّك ‏بالمقترح الإسرائيلي الذي أيّده الرئيس بايدن". وأضاف ‏‏"موقفنا لم يتغيّر".‏

وتابع "لن نضع حدّاً للحرب ما لم نقضِ على حماس ولم نُعِد ‏سكان الجنوب والشمال إلى بلداتهم بكلّ أمان".‏

وينصّ المقترح الذي أعلنه بايدن في 31 أيار (مايو) وقال إنه ‏مقترح إسرائيلي، في مرحلته الأولى على وقف فوري لإطلاق ‏النار لستة أسابيع والإفراج عن رهائن مقابل إطلاق سراح ‏معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية و"انسحاب القوات ‏الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكّان في غزة".‏

ويرمي المقترح في مرحلة لاحقة إلى إرساء وقف "دائم" ‏لإطلاق النار شرط أن تحترم حركة حماس "تعهّداتها"، وفق ‏بايدن.‏
 

وشنّ الجيش الإسرائيلي في مطلع أيار (مايو) هجوماً برّياً ‏على رفح، المدينة الواقعة جنوبي القطاع على الحدود ‏المصرية، بهدف معلن هو القضاء على حماس.‏

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأنّه حتى 17 أيار (مايو)، لم ‏يبقَ في رفح سوى 750 شخصاً، بعدما كانت المدينة تؤوي ‏‏1,4 مليون فلسطيني، نزحت غالبيتهم العظمى بعد الهجوم ‏البرّي الإسرائيلي في السابع من أيار (مايو).‏

وقالت سميّة العمارين الستينية النازحة من حيّ الزيتون في ‏مدينة غزة في شمال القطاع "اوقفوا الحرب وخلّصونا من ‏القتل والموت، نحن لا نعيش، جميعنا أموات مع وقف التنفيذ". ‏مضيفة "يكفي قتل الأبرياء ونسف وقصف وتدمير البيوت، ‏أصبحت حياتنا جحيما لا يطاق والعالم يتفرج".‏
 

‏"لا بدّ أن تقع حرب" ‏
ويواجه نتنياهو انتقادات شديدة داخل إسرائيل حيث تظاهر ‏أكثر من 150 ألف شخص بحسب المنظمين مساء السبت في ‏تل أبيب للمطالبة بانتخابات مبكرة وبعودة الرهائن، في أكبر ‏تجمّع احتجاجي منذ اندلاع الحرب.‏

كما تسبّبت الحرب في قطاع غزة بتصاعد التوتر مع حزب ‏الله على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان، ما يبعث مخاوف ‏متزايدة من اتساع  النزاع.‏

وقال نتنياهو في مقابلته الأولى مع قناة تلفزيونية إسرائيلية منذ ‏بدء الحرب إنّه "بعد انتهاء المرحلة العنيفة، سنعيد نشر بعض ‏قواتنا نحو الشمال، وسنفعل ذلك لأغراض دفاعية في شكل ‏رئيسي، لكن أيضا لإعادة السكّان (النازحين) إلى ديارهم".‏

وفيما ينتقد نتنياهو التأخير في تسليم أسلحة أميركية في مرحلة ‏تشهد تشنّجاً بينه وبين الحليف الأميركي، وصل وزير الدفاع ‏الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن لإجراء محادثات ‏وصفها بأنها "حاسمة" لمجرى الحرب.‏

وأعلن نتنياهو الأحد أنّ "الخلاف" مع واشنطن "سيُحلّ في ‏مستقبل قريب".‏

وقبيل لقائه رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل ‏بيرنز ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قال غالانت ‏‏"أود أن أؤكد أن التزام إسرائيل الأساسي هو إعادة الرهائن، ‏دون استثناء، إلى عائلاتهم ومنازلهم".‏

‏"نهب وتهريب" ‏
وفي قطاع غزة، استهدف قصف مدفعي الإثنين رفح ومخيم ‏النصيرات المجاور (وسط)، وكذلك حي الزيتون في مدينة ‏غزة (شمال) حيث أفيد عن معارك، بحسب شهود.‏

وأعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل عن ‏مقتل مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة في غزة ‏هاني الجعفراوي وعامل آخر في مجال الصحة في ضربة ‏جوية على عيادة الدرج في مدينة غزة.‏

وبحسب وزارة الصحة، قتل ما لا يقل عن "500 من الطواقم ‏الطبية جراء العدوان الإسرائيلي" على القطاع المستمر منذ ‏أكثر من ثمانية أشهر.‏

من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال ‏هرتسي هليفي خلال جولة على وحدات في مدينة رفح "نحن ‏بكل معنى الكلمة نقترب من النقطة التي سنقول فيها إننا فككنا ‏لواء رفح" التابع لحماس، وفق متحدث باسم الجيش.‏

وأعلن الجيش الإسرائيلي مواصلة "عملياته المحددة الأهداف" ‏في محيط رفح مؤكدا "تصفية" مقاتلين و"تفكيك مداخل أنفاق" ‏في المنطقة.‏

اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم حماس غير المسبوق داخل ‏إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، أسفر عن مقتل ‏‏1195 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة ‏‏"فرانس برس" تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية بعدما أكد ‏الجيش الإسرائيلي الإثنين مقتل جندي من البدو قال إن جثّته ‏نقلت إلى قطاع غزة خلال هجوم حماس.‏

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في ‏غزة، بينهم 42 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.‏

وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات ‏البرّية أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ 37626 شخصا معظمهم من ‏المدنيين في قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.‏

وفي ظل الوضع الإنساني الكارثي وفيما تحذر الأمم المتحدة ‏على نحو متكرر من مجاعة وشيكة مع تشديد القيود على ‏دخول المساعدات، حذر فيليب لازاريني المفوض العام ‏لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الاثنين ‏من أن "انهيار النظام العام يؤدي إلى عمليات نهب وتهريب ‏متفشية تعرقل إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها ‏السكان بشكل ملح جدا".‏

والإثنين حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل ‏الأردني الملك عبد الله الثاني إسرائيل على رفع كل "القيود" ‏المفروضة على توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفق ‏بيان للرئاسة الفرنسية.‏

كذلك أكّد ماكرون وعبدالله الثاني خلال لقاء في الإليزيه على ‏وجوب "التوصل دون مزيد من التأخير إلى وقف فوري ودائم ‏لإطلاق النار في غزة" كما حضّا على "إطلاق سراح جميع ‏الرهائن"، وفق البيان.‏

وتسببت الحرب بنزوح سكاني كثيف في القطاع الذي يعد ‏‏2,4 مليون نسمة. ويتنقل أكثر من مليون شخص بصورة ‏متواصلة بحثا عن مكان آمن في حين أكدت منظمة الصحة ‏العالمية أن "لا مكان آمنا" في القطاع.‏
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium