أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش أطلق عملية عسكرية مباغتة اليوم الخميس في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقال الجيش في بيان إنه أطلق العملية في الشجاعية عقب معلومات استخبارية عن عودة مسلحي "كتائب القسام" للعمل هناك، موجهاً أوامر للفلسطينيين أثناء دخول الدبابات أن عليهم التحرك نحو الجنوب.
وأفادت إذاعة الجيش الاسرائيلي، في وقت سابق من اليوم، نقلا عن تقارير فلسطينية، بأن قوات برية تابعة للجيش الإسرائيلي تنفذ عملية عسكرية في حي الشجاعية شمال قطاع غزة، بينما ذكرت "القناة 12" أن نزوحا كبيرا شهده حي الشجاعية بعد عملية للجيش.
وقال الدفاع المدني في غزة إن القصف الإسرائيلي العنيف أجبر عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين على النزوح من منازلهم.
وأضاف أن هناك عددا من القتلى والمصابين في الشجاعية لم تستطع طواقم الدفاع المدني الوصول إليهم، بسبب كثافة القصف ونفاد الوقود.
من جهتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنه في بداية الحرب، كان مقاتلو "لواء غولاني" و"الفيلق 188" مدرع يعملون في حي الشجاعية، وفي ذلك الوقت، أعلن الجيش الإسرائيلي في نهاية العملية أنه تم تفكيك القدرات الأساسية لحماس في حي الشجاعية، مضيفة: "واليوم يعود الجيش الإسرائيلي مرة أخرى إلى الحي".
وقال سكان حي الشجاعية في مدينة غزة إنهم تفاجأوا بالدبابات المتوغلة التي أطلقت النار بعد الظهر، وسط هجمات لطائرات مسيرة بعد القصف الليلة الماضية.
وصرح محمد جمال (25 عاما) وهو من سكان مدينة غزة لـ"رويترز" عبر تطبيق للدردشة "الوضع وكأنه الحرب بترجع من جديد، عدة غارات دمرت بيوت كتير في المنطقة وهزت المباني".
وأضاف جمال: "إحنا بنتعرض لمجاعة في شمال غزة وبيتم اصطيادنا من الدبابات والطيارات بلا أي أمل في أي وقف للحرب".
وذكرت قوات الدفاع المدني الفلسطينية في وقت لاحق من اليوم الخميس إن الهجمات الإسرائيلية قتلت سبعة أشخاص على الأقل في الشجاعية. وأشارت إلى مخاوف من وجود المزيد من الضحايا تحت الأنقاض حيث لا يمكن لفرق الإنقاذ الوصول إليهم.
وأظهرت مقاطع نساء ورجالا وأطفالا يحملون الحقائب والطعام ويركضون في الشوارع بعد اندلاع الهجوم. وكان بعض الرجال يحملون أطفالا مصابين، بعضهم ينزفون، في أثناء الفرار.
وأعلنت " سرايا القدس "، الجناح العسكري لحركة " الجهاد الإسلامي " المتحالفة مع حماس، أنها فجرت عبوة ناسفة مزروعة مسبقا ضد دبابة إسرائيلية شرقي الشجاعية.
وقال افيخاي ادرعي المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي على منصة إكس: "إلى جميع السكان والنازحين المتواجدين في منطقة الشجاعية والأحياء الجديدة، التركمان والتفاح...من أجل سلامتكم عليكم الإخلاء بشكل فوري جنوبا على شارع صلاح الدين إلى المنطقة الإنسانية".
وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لـ"حماس" إن دبابات توغلت قبل الاعلان وإن الناس من الحي الشرقي كانوا يركضون باتجاه الغرب تحت إطلاق النار بينما أغلقت إسرائيل الطريق جنوبا.
"حماس" تندد
في ما نددت "حماس" في بيان بالهجمات قائلة إن "القصف المكثف على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، والذي بدأه جيش الاحتلال المجرم صباح اليوم، ونَشْرِه إنذارات بإخلاء الحي، والبدء في عملية توغل فيه، وارتقاء أعداد من الشهداء ودفع الآلاف للنزوح عنه تحت وطأة قصف واستهداف ممنهج للمدنيين العزل؛ هو استمرار لحرب الإبادة التي تشنها حكومة الاحتلال الفاشية على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، بدعم وتغطية كاملة من الإدارة الأمريكية الشريكة في هذه الجرائم".
ارتفاع حصيلة الضحايا
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة في بيان اليوم أن ما لا يقل عن 37.765 فلسطينيا قتلوا و86.429 أصيبوا في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وفاة طفلة بسبب سوء التغذية
وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني اليوم الخميس إن طفلة أخرى توفيت بسبب سوء التغذية في شمال قطاع غزة الليلة الماضية كما قتل ستة أشخاص وأصيب آخرين في تجدد القصف الإسرائيلي على مناطق سكنية في مدينة غزة.
وفي مدينة رفح بجنوب القطاع، التي كانت تعد في السابق منطقة آمنة وتقول إسرائيل إنها على وشك الانتهاء من عملية استمرت لمدة شهر تقريبا ضد مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، قال سكان إن الجيش دمر عدة أحياء تماما خلال الأيام القليلة الماضية.
وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي نشبت بعد هجوم مباغت شنه مسلحو حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، يقول موظفو إغاثة إن القطاع لا يزال معرضا لخطر المجاعة بشكل كبير، إذ يواجه ما يقرب من نصف مليون شخص مستويات "كارثية" من انعدام الأمن الغذائي.
وقال مسؤول بالقطاع الصحي إن وفاة طفلة أخرى في مستشفى كمال عدوان في وقت متأخر أمس الأربعاء رفع عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف إلى 31 على الأقل، مضيفا أن الحرب تزيد من صعوبة تسجيل مثل هذه الحالات.
وتنفي إسرائيل اتهامات بأنها خلقت ظروف المجاعة وتلقي باللوم على وكالات الإغاثة في مشكلات التوزيع وتتهم حماس بالسيطرة على المساعدات وهي اتهامات تنفيها المسلحون.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن ثلاثة أشخاص قتلوا عندما قصفت طائرات إسرائيلية خمسة مبان سكنية في حي الصبرة بمدينة غزة. وتبحث فرق الإنقاذ عن آخرين محاصرين تحت الأنقاض، فيما لقي ثلاثة أشخاص آخرين حتفهم في حي الشجاعية القريب.
وأظهرت لقطات من طائرات مسيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تتمكن رويترز من التحقق من صحتها بعد، عشرات المنازل المدمرة في أجزاء من رفح المتاخمة لمصر مع تدمير قرية السويدية الواقعة على الجانب الغربي من المدينة بالكامل.