عَبَر 21 مريضاً بالسرطان من قطاع غزة المنكوب، إلى مصر الخميس عبر معبر كرم أبو سالم، وفق ما أفاد مصدر طبي في مدينة العريش المصرية وكالة " فرانس برس ".
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته لـ " فرانس برس ": "وصل 21 مريضاً بالسرطان إلى الأراضي المصرية عبر معبر كرم أبو سالم لتلقي العلاج بالإمارات".
وهذه أول عملية إجلاء من غزة منذ إغلاق معبر رفح الحدودي أوائل أيار (مايو) عندما سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه.
وتعثّرت مراراً المفاوضات لإعادة فتح معبر رفح، وهو منفذ رئيسي للمساعدات وعمليات الإجلاء.
ورفضت القاهرة استئناف العمليات عبر المعبر ما دامت القوات الإسرائيلية تسيطر على الجانب الفلسطيني.
ووفقاً لمحمد زقوت، المسؤول الرفيع في وزارة الصحة في غزة، تم إجلاء نحو خمسة آلاف مريض منذ بدء الحرب، لكن 25 ألفاً آخرين "ما زالوا بحاجة إلى العلاج في الخارج".
وقال زقوت لصحافيين الخميس إن بين هؤلاء 10200 مريض سرطان، بينهم نحو ألف طفل، و250 مريضاً "بحاجة إلى مغادرة غزة فوراً".
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أنّه نسق "مع مسؤولين في الحكومة الأميركية ومصر والمجتمع الدولي" من أجل "عبور 68 طفلاً مريضاً ومصاباً مع من يرافقونهم من قطاع غزة".
ولفتت حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، عبر منصّة " إكس " إلى أن "ثمّة أخباراً إيجابية اليوم عن إجلاء أطفال مرضى بحالات حرجة من غزة، للمرة الأولى منذ 7 أيار".
أضافت "لا يزال يوجد أكثر من عشرة آلاف مريض في غزة بحاجة إلى تلقي رعاية طبية خارج القطاع. ومن بين 13872 شخصاً تقدموا بطلبات للإجلاء الطبّي منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر)، أجلي 35% فقط، بدعم من منظمة الصحة العالمية والشركاء".
وشدّدت على أنّه "يجب إنشاء ممرات آمنة للإجلاء الطبي سريعا، لضمان المرور المستدام والمنظم والآمن وفي الوقت المناسب للمرضى ذوي الحالات الحرجة من غزة، عبر كل الطرق الممكنة. ويشمل ذلك المرور عبر معبري رفح وكرم أبو سالم إلى مصر، وكذلك عبر الضفة الغربية والقدس الشرقية إلى بلدان أخرى متى اقتضت الحاجة".
وأكّدت بلخي أنّ "منظمة الصحة العالمية على أهبة الاستعداد لمواصلة دعم عمليات الإجلاء الطبي المنقذة للحياة".
ومنذ استيلاء القوات الإسرائيلية على معبر رفح، بات دخول المساعدات الشحيحة أصلا إلى غزة، وفقاً للأمم المتحدة، بطيئاً إلى حد كبير.
وتم تحويل بعض شاحنات المساعدات إلى معبر كرم أبو سالم القريب من إسرائيل، لكن مصادر إنسانية تقول إن المعدل اليومي للشاحنات التي تدخل الأراضي الفلسطينية يقل عن 90 شاحنة.
وتقول الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى 500 شاحنة يوميا على الأقل لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان غزة.
وقد دقّت الأمم المتحدة مراراً ناقوس الخطر بشأن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة الذي يعاني مجاعة ويتعرّض لقصف، حيث تكافح المستشفيات القليلة المتبقية لتعمل، بينما يصعب الحصول على الغذاء وغيره من الضروريات.
ونتيجة نقص الوقود، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الخميس اضطراره إلى وقف أكثر من ثلث أسطول سيارات الإسعاف التابعة له.
اندلعت الحرب في غزة إثر شنّ " حماس " هجوماً غير مسبوق داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول، أسفر عن مقتل 1194 شخصاً، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة لـ " فرانس برس " تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.
واحتجز المهاجمون 251 أسيراً، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 41 يقول الجيش إنّهم لقوا حتفهم.
وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرّية أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن 37765 شخصاً في قطاع غزة، حسب وزارة الصحّة التابعة لـ "حماس ".