قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين، إن إسرائيل تقترب من القضاء نهائياً على القدرات العسكرية لحركة حماس في قطاع غزة.
وأضاف نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه: "نتقدم صوب نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس الإرهابي، وسنستمر في ضرب فلوله".
وفي أبرز التطورات الميدانية، أمر الجيش الإسرائيلي اليوم بإخلاء أحياء في منطقتَي خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على شبكات التواصل الاجتماعي: "إلى كل السكان والنازحين المتواجدين في مناطق القرارة وبني سهيلا" وبلدات أخرى "عليكم الإخلاء بشكل فوري إلى المنطقة الإنسانية". وجاء ذلك بعد ساعات من الإعلان عن إطلاق "عشرين مقذوفًا" من جنوب القطاع على إسرائيل دون تسجيل إصابات.
وأفاد أحمد النجار، وهو من سكان منطقة بني سهيلا، بأن "الناس ظهر عليها الخوف والقلق الشديد بعد أمر الإخلاء"، مشيرا إلى "حالة نزوح كبيرة للمواطنين".
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحّة التابعة لـ" حماس " في قطاع غزة الإثنين أن حصيلة ضحايا الحرب بين إسرائيل والحركة المستمرّة منذ نحو تسعة أشهر، ارتفعت إلى 37900 على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إنّها أحصت بين من وصلوا إلى المستشفيات "23 شهيداً و91 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة" حتى صباح الإثنين.
وأشارت إلى أن إجمالي عدد المصابين "بلغ 87060 إصابة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)".
صواريخ ومعارك...
ميدانياً، ذكر سكّان ومسؤولون أن حركة " الجهاد الإسلامي " الفلسطينية أطلقت رشقة من الصواريخ على إسرائيل اليوم الاثنين في وقت تواصل فيه الدبابات الإسرائيلية توغّلها في قطاع غزة وسط قتال عنيف.
وقالت "سرايا القدس" - الجناح العسكري لحركة " الجهاد الإسلامي " إن مقاتليها أطلقوا صواريخ باتجاه مستوطنات إسرائيلية عدّة قرب السياج الحدودي مع غزة ردّاً على "جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنّه لم تقع إصابات جراء إطلاق نحو 20 صاروخاً، إلا أن عملية الإطلاق تظهر أن المقاتلين لا يزال بجعبتهم قدرات صاروخية رغم مرور تسعة أشهر تقريباً على بدء هجوم إسرائيل الذي تقول إنه يهدف إلى تحييد التهديدات.
ويواصل المقاتلون شنّ هجمات تستهدف القوّات الإسرائيلية في مناطق بالقطاع انسحب الجيش منها قبل أشهر.
في السياق، أعلنت " كتائب القسّام " - الجناح العسكري لحركة " حماس " أنّها فجّرت دبّابة إسرائيلية من طراز "ميركافا 4" بعبوتي "العمل الفدائي" جنوب شارع الطيران بحي تل السلطان بمدينة رفح جنوبي القطاع.
توغّل...
إلى ذلك، لفت سكّان إلى أن الدبّابات الإسرائيلية توغّلت أكثر اليوم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة لليوم الخامس على التوالي، وتقدّمت الدبّابات في غرب ووسط مدينة رفح في جنوب القطاع على الحدود مع مصر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه قتل عدداً من المسلّحين في مواجهات في الشجاعية وعثر على كميّات كبيرة من الأسلحة هناك.
من جانبها، وأفادت " القسّام " بأن مقاتليها تمكّنوا من استدراج قوّة إسرائيلية لمنزل مفخّخ شرق مدينة رفح "وفور دخول الجنود للمنزل تم تفجيره وإيقاع أفراد القوة بين قتيل وجريح".
كما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي في معارك بجنوب غزة. ةقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجندي كان داخل مبنى مفخّخ والتفجير جرح فيه 9 جنود إصابة أحدهم خطرة.
وأعلنت أنّها استهدفت دبابتين إسرائيليتين من نوع ميركافا بعبوتين من نوع شواظ في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأضافت أنّها قنّصت جندياً في الجيش الإسرائيلي داخل أحد المنازل في حي الشجاعية.
وقالت " سرايا القدس " إنّها قصفت بقذائف هاون جنود وآليات الجيش الإسرائيلي المتوغلين في حي الشجاعية، وسط استمرار المعارك في المنطقة.
وأضافت أن مقاتليها استهدفوا دبابة ميركافا صهيونية بقذيفة RPG واشتبوا مع الجنود في الموقع ذاته جنوب غربي مدينة رفح.
وفي رفح أيضاً، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن غارة جوّية قتلت مسلّحاً أطلق صاروخاً مضادّاً للدبّابات على قوّاته.
"استجابة مستحيلة"
بدورها، لفتت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إلى أن قيود إسرائيل المشدّدة على وصول المساعدات لقطاع غزة تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية أمراً صعباً للغاية، إن لم يكن مستحيلاً.
جاء ذلك وفق مسؤولة الاتصالات بالأونروا لويز ووتردج، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بشأن تقييد إدخال المساعدات إلى القطاع ونشرت فحواها الوكالة الأممية على حسابها عبر "إكس".
وشددت على "أنّنا نحن بحاجة إلى وصول مستمر ويمكن التنبؤ به حتّى نتمكّن من تقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة".
واشتعل فتيل الحرب عندما اقتحم مقاتلون بقيادة " حماس " جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول (اكتوبر) في هجوم مباغت أسفر وفقاً للإحصائيات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 أسيراً بينهم مدنيّون وعسكريون واقتيادهم لغزة.
وأسفر الهجوم الجوي والبري والبحري الإسرائيلي المضاد عن مقتل نحو 38 ألف فلسطيني حتى الآن وفقاً لوزارة الصحّة في غزة، وتسبّب في دمار واسع بالقطاع الساحلي المكتظ بالسكّان.
ولا تفرّق إحصائيات وزارة الصحّة في غزة بين المقاتلين وغير المقاتلين، لكن المسؤولين يقولون إن معظم القتلى من المدنيين.
ولفت إسرائيل إلى أن 316 من جنودها قتلوا في غزة وثلث القتلى الفلسطينيين على الأقل من المسلّحين.