النهار

فشل ورقة العشائر يفاقم معضلة إسرائيل... من سيدير غزة بعد الحرب؟
المصدر: النهار العربي، رويترز، أ ف ب
تتمثل الخطة التي عرضتها إسرائيل لغزة ما بعد الحرب، على حلفاء الولايات المتحدة، في إدارة القطاع بالتعاون مع عشائر محلية ذات نفوذ
فشل ورقة العشائر يفاقم معضلة إسرائيل... من سيدير غزة بعد الحرب؟
فلسطينيون يقفون بالقرب من المباني التي دمرتها غارة إسرائيلية في خان يونس (رويترز)
A+   A-
تتمثل الخطة التي عرضتها إسرائيل لغزة ما بعد الحرب، على حلفاء الولايات المتحدة، في إدارة القطاع بالتعاون مع عشائر محلية ذات نفوذ، لكن المشكلة هي أنه لا أحد يرغب في أن يُرى وهو يتحدث إلى العدو في مكان لا تزال تتمتع فيه حركة " حماس " بنفوذ قوي جداً.

وتتعرض إسرائيل لضغوط من واشنطن لوقف نزيف الخسائر البشرية وإنهاء هجومها العسكري بعد نحو تسعة أشهر، لكنها لا تريد أن تتولى " حماس " المسؤولية بعد الحرب.

ومن ثم، يحاول المسؤولون الإسرائيليون رسم مسار لما بعد توقف القتال.

وبحسب تصريحات علنية لمسؤولين إسرائيليين بارزين، فإن أحد الركائز الأساسية للخطة يتمثل في تشكيل إدارة مدنية بديلة تضم جهات فلسطينية محلية ليست جزءا من هياكل السلطة القائمة ومستعدة للعمل مع إسرائيل.

لكن المرشحين المعقولين الوحيدين في غزة لهذا الدور، وهم رؤساء العشائر المحلية القوية، غير مستعدين للمشاركة، وفقا لمحادثات أجرتها "رويترز" مع خمسة أفراد من العشائر الكبيرة في غزة ومن بينهم رئيس إحدى العشائر.
 
"قرار الشعب الفلسطيني"
مساء اليوم، قال الناطق باسم حركة " حماس " جهاد طه، إن "من يقرر مستقبل غزة بعد الحرب هو الشعب الفلسطيني وليس تل أبيب وواشنطن"، مشيراً إلى أن "جهود الوسطاء مستمرة من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى. الكرة باتت في ملعب الاحتلال وعليه أن يلتزم بالقرارات الدولية ووقف عدوانه".
 
وأكد طه أن "على الإدارة الأميركية الضغط على حكومة نتنياهو لقبول مقترح وقف إطلاق النار"، لافتاً إلى أن "المواقف الأميركية منحازة للاحتلال منذ اليوم الأول ووفرت غطاء مستمرا له".
 

 
الخوف من انتقام " حماس "
وقالت تهاني مصطفى، المحللة البارزة في الشأن الفلسطيني في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مركز أبحاث مقره بروكسل، إن إسرائيل "تبحث جاهدة عن عشائر وعائلات محلية على الأرض للعمل معها... وهم يرفضون".

وأضافت تهاني التي لها اتصالات ببعض العائلات وأصحاب المصلحة المحليين الآخرين في غزة، أن العشائر لا تريد المشاركة، ويرجع ذلك جزئيا إلى خوفها من انتقام " حماس ".

وهذا التهديد حقيقي لأنه، على الرغم من هدف إسرائيل الصريح من الحرب المتمثل في تدمير " حماس "، لا تزال للحركة أفراد فاعلون يفرضون إرادتها في شوارع غزة، وفقا لستة من السكان تحدثوا مع "رويترز".

وردا على سؤال عن النتيجة التي سيحصل عليها أي رئيس عشيرة ذات نفوذ في غزة إذا تعاون مع إسرائيل، قال إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي لحماس في غزة: "أتوقع أن يكون الرد مميتا لأي عشيرة أو جهة ترتضي أن تنفذ مخططات الاحتلال، أتوقع أن يكون الرد مميتا من قبل فصائل المقاومة".

واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتحديات الأسبوع الماضي، قائلا في مقابلة مع القناة 14 التلفزيونية الإسرائيلية إن وزارة الدفاع حاولت بالفعل التواصل مع العشائر في غزة لكن " حماس " قضت على المحاولات.

وأضاف أن وزارة الدفاع لديها خطة جديدة لكنه لم يذكر تفاصيل سوى الإشارة إلى عدم رغبته في مشاركة السلطة الفلسطينية التي تحكم حاليا الضفة الغربية المحتلة.

ولم تتمكن "رويترز" من التأكد مما إذا كانت جهود إسرائيل للعمل مع العشائر مستمرة.

وناقش وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خطط ما بعد الحرب في اجتماع عُقد في واشنطن الأسبوع الماضي مع مسؤولين أميركيين.

وقال غالانت في مؤتمر صحافي خلال الزيارة: "الحل الوحيد لمستقبل غزة هو أن يحكمها الفلسطينيون المحليون. لا يتعين أن تكون إسرائيل ولا يتعين أن تكون حماس". ولم يذكر العشائر تحديدا.

وأحال مسؤول من مكتب رئيس الوزراء رويترز إلى تعليقات نتنياهو المعلنة السابقة عن هذه النقطة. ولم ترد وزارة الدفاع الإسرائيلية على أسئلة "رويترز".

عشائر قوية
في غزة، يوجد عشرات من العائلات صاحبة النفوذ تعمل كعشائر منظمة تنظيما جيدا. وكثيرون منها لا روابط لهم رسمية بـ " حماس ". وتستمد العشائر قوتها من السيطرة على النشاط الاقتصادي وتتمتع بولاء مئات أو آلاف من الأقارب. ولكل عائلة زعيم له لقب "المختار".

واعتمد الحكام الاستعماريون البريطانيون لفلسطين قبل إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948 بشكل كبير على هؤلاء الزعماء (المخاتير) في الحكم. وبعد السيطرة على غزة عام 2007، قلصت " حماس " من قوة العشائر. لكن هذه العشائر احتفظت بدرجة من الاستقلالية.

وتتحدث إسرائيل بالفعل مع بعض التجار في غزة لتنسيق الشحنات التجارية عبر نقطة تفتيش في الجنوب. ويتردد السكان في الكشف عن أي تعاملات مع إسرائيل.

ووصف أفراد من عشائر غزة التقارب مع إسرائيل بأنه كان محدود النطاق وتعلق بقضايا عملية داخل غزة نفسها، وركز على شمال القطاع حيث تقول إسرائيل إنها تركز جهودها في الحكم المدني.

وقال أحد زعماء العشائر في غزة لرويترز، طالبا عدم ذكر اسمه، إن المسؤولين الإسرائيليين اتصلوا بمخاتير آخرين، لكن ليس هو، في الأسابيع القليلة الماضية. وقال إنه علم بالأمر لأن متلقي المكالمات أخبروه بها.

وأضاف أن المسؤولين الإسرائيليين "كان بدهم ناس لهم احترامهم ونفوذهم" للمساعدة في توصيل المساعدات إلى شمال غزة. وأضاف: "أتوقع ألا يستجيب أي من رؤساء العشائر والمخاتير لهذه الألاعيب" مستندا على الغضب من إسرائيل بسبب هجومها الذي أدى إلى مقتل أفراد من العشائر وتدمير الممتلكات.

والشخص الذي تلعب عشيرته دورا رئيسيا في الزراعة والاستيراد في غزة ليس له أي صلة رسمية بـ" حماس ".

وفي اتصال آخر بين إسرائيل وأصحاب النفوذ من سكان غزة، اتصل مسؤولون من وزارة الدفاع الإسرائيلية في الأسبوعين الماضيين باثنين من كبار أصحاب الأعمال في قطاع الأغذية في غزة، وفقا لمصدر فلسطيني مطلع على الاتصالات.

ولم يتضح ما الذي يريد الجانب الإسرائيلي التحدث عنه. ورفض أصحاب الأعمال، وهم من شمال غزة، التعامل مع الإسرائيليين، بحسب المصدر.

وقال عضو بارز في عشيرة أخرى إن المسؤولين الإسرائيليين لم يتصلوا بعشيرته، لكنهم لن يجدوا إلا الصدود إذا فعلوا ذلك.

وقال عضو العشيرة الذي ليس له أي صلة رسمية بـ" حماس " لرويترز "نحن لسنا جواسيس وإسرائيل لازم توقف هيك (هذه) الألاعيب".

‭‬ خيار بديل
قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي في تعليقات الأسبوع الماضي إن الحكومة فوّضت الجيش الإسرائيلي لمهمة إيجاد "قيادة محلية ترغب في العيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل ولا تكرس حياتها لقتل الإسرائيليين".

وفي حديث تُرجم إلى الانجليزية في مؤتمر، قال إن تلك العملية بدأت في الجزء الشمالي من قطاع غزة، ومن المرجح أن نرى نتائج في وقت قريب.

وإلى جانب الإدارة المدنية، تشمل الركائز الأخرى لخطة إسرائيل لغزة بعد الحرب جلب قوة أمنية من الخارج للحفاظ على النظام والسعي إلى الحصول على مساعدة دولية في إعادة الإعمار والبحث عن تسوية سلمية طويلة الأجل.

وتقول الدول العربية التي تحتاج إسرائيل إلى دعمها إنها لن تتدخل ما لم توافق إسرائيل على جدول زمني واضح لإقامة دولة فلسطينية، وهو الأمر الذي يقول نتنياهو إنه لن يُرغم على القيام به.

وخلال فترة الحرب دعت واشنطن إلى إجراء إصلاحات لتعزيز السلطة الفلسطينية وتجهيزها لحكم غزة التي كانت تديرها في السابق.

وذكر نتنياهو أنه لا يثق في السلطة الفلسطينية، وفي المقابل تقول السلطة الفلسطينية إنه يسعى إلى الإبقاء على حالة الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية.

ووفقا لاستطلاع نشره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الثاني عشر من حزيران (يونيو)، فإن الدعم للسلطة الفلسطينية ضعيف بين سكان غزة.

ومع ذلك قال مسؤولان أمريكيان لرويترز إن نتنياهو قد لا يكون أمامه خيار سوى تسليم مهمة الأمن للسلطة الفلسطينية.

وأضاف المسؤولان اللذان طلبا عدم كشف هويتيهما نظرا لحساسية الأمر أن إسرائيل لم تضع بعد خطة واقعية لحكم وإدارة الأمن في القطاع بعد الحرب.

وأوضحا دون تفاصيل أن المسؤولين الإسرائيليين يدرسون مجموعة من الخيارات.

ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية على طلب التعليق حتى الآن.

"حماس القوة الأبرز"
أظهر استطلاع المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن بعض سكان غزة يلقون باللوم على " حماس " في إشعال الحرب، فيما اقترب البعض الآخر أكثر ناحية الحركة غضبا من الهجوم الإسرائيلي، ولا سيما مع التزام الجماعة المعلن بتدمير إسرائيل.

وتدرك " حماس " أنها من غير المرجح أن تحكم بعد الحرب، لكنها تتوقع الاحتفاظ بنفوذها.

وقال أحد سكان القطاع إنه رأى أفرادا من الشرطة التابعة لـ" حماس " يتجولون في شوارع مدينة غزة في حزيران (يونيو) ويحذرون التجار من رفع الأسعار.

وأضاف طالبا عدم ذكر اسمه خوفا من العواقب أنهم كانوا يرتدون ملابس مدنية بدلا من الزي المتعارف عليه ويتنقلون بدراجات.

وقال أربعة من سكان المدينة تحدثوا إلى رويترز إن مسلحي " حماس " تدخلوا للسيطرة على شحنات المساعدات وقتلوا بعض الشخصيات المعروفة المنتمية إلى العشائر في بداية العام الجاري بعدما حاولوا الاستيلاء على شحنات في مدينة غزة.

وأحجمت " حماس " عن التعليق على عمليات القتل.

وفي نيسان (أبريل) ذكرت " حماس " أن أجهزتها الأمنية اعتقلت العديد من أعضاء جهاز الأمن الموالي للسلطة الفلسطينية.

وذكر ثلاثة أشخاص من المقربين للسلطة الفلسطينية أن المعتقلين كانوا يرافقون شحنة مساعدات في طريقها إلى شمال قطاع غزة.

وقال مايكل ميلشتاين، وهو كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ويرأس حاليا منتدى الدراسات الفلسطينية بمركز موشيه ديان للأبحاث في إسرائيل: "لا يوجد فراغ في غزة، وحماس لا تزال القوة الأبرز". 
 
 
1.9 مليون نازح
واليوم، أفادت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة بأن 1,9 مليون شخص هم اليوم نازحون في القطاع، مضيفة أنها "تشعر بقلق عميق" إزاء التقارير التي صدرت عن أوامر إخلاء جديدة في خان يونس.

وقالت سيغريد كاغ أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: "لقد تم تهجير أكثر من مليون شخص مرة أخرى، وهم يبحثون يائسين عن المأوى والأمان ... هناك اليوم 1,9 مليون شخص نزحوا في جميع أنحاء غزة... أشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تفيد بأن أوامر جديدة بالإخلاء صدرت في منطقة خان يونس".
 
وتابعت كاغ: "لقد سقط المدنيون الفلسطينيون في غزة في هاوية من المعاناة. لقد تحطمت منازلهم، وانقلبت حياتهم رأساً على عقب. ولم تتسبب الحرب في أعمق الأزمات الإنسانية فحسب، بل أطلقت العنان لعاصفة من البؤس الإنساني".

وقالت إن المساعدات لا تصل بشكل كاف إلى القطاع الذي مزقته الحرب، وإن فتح معابر جديدة خصوصا الى جنوب غزة، ضروري لتجنب وقوع كارثة إنسانية.

وأضافت أنه يجب إعادة فتح معبر رفح بين غزة ومصر، وناشدت المجتمع الدولي أيضا بذل المزيد من الجهد لتمويل جهود الإغاثة.
 
وقالت الأمم المتحدة أيضا، إن الأمر الذي أصدرته إسرائيل للفلسطينيين بإخلاء مناطق في خان يونس ورفح هو الأكبر من نوعه في قطاع غزة منذ أن أمرت 1.1 مليون شخص بمغادرة شمال القطاع في تشرين الأول.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن أمر الإخلاء الذي صدر أمس الاثنين ينطبق على نحو ثلث قطاع غزة، وأظهرت تقديرات أولية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا) أن نحو 250 ألف شخص ربما يعيشون حاليا في هذه المنطقة.
 
 
مستشفى غزة الاوروبي
هذا وقال متحدث بمنظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء إن مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس أصبح خاليا تقريبا بعد فرار العاملين به والمرضى عقب إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر للسكان في المناطق المحيطة بالإخلاء.

وفر آلاف الفلسطينيين، وكثير منهم نزحوا بالفعل عدة مرات خلال الحرب الدائرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، من مناطق بجنوب غزة منذ أمس الاثنين وسط قصف إسرائيلي.

وقال ريك بيبيركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن "طاقم المستشفى والمرضى قرروا الإخلاء حاليا"، مضيفا أنه لم يتبق بالمستشفى سوى ثلاثة مرضى.

وأضاف في إفادة صحفية للأمم المتحدة عبر رابط فيديو من القدس: "نناشد بإنقاذ مستشفى غزة الأوروبي، وألا يتعرض لأضرار".

وذكر مسؤول عسكري إسرائيلي أن الموظفين والمرضى أُبلغوا بإمكانية البقاء رغم صدور أوامر بإخلاء المنطقة التي يقع فيها المستشفى.

وفي إفادة عبر الهاتف مع صحافيين قال الكولونيل إيلاد غورين من مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وحدة بوزارة الدفاع الإسرائيلية تتولى التنسيق مع الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية: "لم نصدر لهم أي أمر بالإخلاء. لذا يمكن للمرضى والفرق الطبية البقاء هناك... المستشفى آمن بالنسبة لهم".

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي كان لديها فريق طبي وأطباء جراحة في المستشفى، في بيان أنها تنقل فريقها والمرضى إلى مستشفى ميداني في منطقة المواصي التابعة لمحافظة رفح.

وقالت: "نظرا للتأثير المتواصل لعمليات الإجلاء على العديد من السكان، فمن المهم توفير النقل الآمن للمرضى وكبار السن والمصابين غير القادرين على الحركة".
 
 
قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب غزة
ميدانيا، قصفت القوات الإسرائيلية عدة مناطق في جنوب قطاع غزة اليوم وفر آلاف الفلسطينيين من منازلهم فيما قد يكون جزءا من الفصل الأخير من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة خلال الحرب المستمرة منذ نحو تسعة أشهر.

وقال قادة في إسرائيل إن القوات على وشك إنهاء عمليات القتال العنيف مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007، وستتحول قريبا إلى عمليات أكثر استهدافا.

وقال مسعفون إن 17 فلسطينيا قتلوا اليوم عندما قصفت دبابة إسرائيلية شارعا في حي الزيتون المكتظ بالسكان بمدينة غزة في شمال القطاع.

وأظهرت لقطات نُشرت على بعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية مشهدا في سوق محلية اختلطت فيها الدماء بخبز متناثر على الأرض. ولم يتسن لرويترز حتى الآن التحقق من هذه اللقطات.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أمر سكان عدة بلدات وقرى شرق خان يونس بإخلاء منازلهم أمس الاثنين قبل عودة الدبابات إلى المنطقة التي انسحب منها الجيش قبل أسابيع.

وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحماس إن الآلاف ممن لم يستجيبوا لهذا الأمر اضطروا إلى الفرار من منازلهم تحت جنح الظلام عندما قصفت الدبابات والطائرات الإسرائيلية القرارة وعبسان ومناطق أخرى وردت أسماؤها في أوامر الإخلاء.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قصفت مناطق في خان يونس أُطلق منها نحو 20 صاروخا أمس الاثنين. وأضاف أن الأهداف تضمنت منشآت لتخزين الأسلحة ومراكز للعمليات.

وذكر الجيش أنه اتخذ إجراءات قبل الضربات لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى من خلال إتاحة فرصة لهم للمغادرة، في إشارة إلى أوامر الإخلاء. واتهم الجيش حماس باستخدام البنية التحتية المدنية والسكان دروعا بشرية لكن الحركة تنفي ذلك.

وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، المتحالفة مع حماس إن مقاتليها أطلقوا صواريخ باتجاه عدة مستوطنات إسرائيلية قرب السياج الحدودي مع غزة ردا على "جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".
 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium