تتكثّف الجهود للتوصّل إلى اتّفاق بين إسرائيل وحركة " حماس " لإرساء هدنة في غزة، وسط تفاؤل حذر بإمكانية تحقيق خرق في الملف بعد رد الحركة، التي وصفته وسائل إعلام عبرية بـ"الإيجابي".
في آخر المستجدّات، نقلت شبكة "سي أن أن" عن قيادي بـ" حماس" قوله إن "لا يوجد شيء رسمي بشأن اتّفاق فعّال لوقف إطلاق النار"، وقال: "ننتظر رداً إيجابياً من الجانب الإسرائيلي لبدء المفاوضات بشأن تفاصيل الصفقة".
ولفت مسؤول إسرائيلي كبير إلى أن "رد حماس يتضمن اختراقاً، والأمر الآن يتوقّف على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".
وأفادت القناة "12" بأن "قلقاً يساور جهّات في الوفد الإسرائيلي المفاوض من أن تخرّب جهات مقرّبة من نتنياهو الفرصة لإبرام صفقة".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الموساد غادر إلى الدوحة بدون بقية أعضاء الوفد المفاوض.
من جهّتها، ذكرت صحيفة " يديعوت أحرونوت " أنّه من الممكن أن يتم التوصّل إلى الاتّفاق خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
وقالت: "هناك بعض العقبات قبل التوصّل إلى الاتّفاق منها مطالبة حماس بألا يكون لإسرائيل حق الاعتراض على السجناء الفلسطينيين الأمنيين الذين سيطلق سراحهم".
وتابعت: "إحدى العقبات التي قد تعرقل الاتّفاق هو مطالبة حماس بالانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا والصياغة المتعلّقة بالالتزام بإنهاء الحرب".
في المواقف، أعلن وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو أنّه سيعارض أي صفقة تؤدي لنهاية الحرب في غزة.
موقف الجيش الإسرائيلي
في السياق، نقلت القناة "14" عن مسؤول بالجيش الإسرائيلي أن المؤسسة العسكرية تتّجه لقبول الصفقة، وقال: "سنتحوّل لأسلوب الغارات التي تنتقي أهدافاً بعينها".
وأضاف: "قيادة الجيش مستعدّة لقبول أي صفقة مع حماس بأي ثمن والمهم هو وقف الحرب".
في الوقت نفسه، اعتبر أن "خطط الجيش لهزيمة حماس عبر الغارات التي تنتقي أهدافاً بعينها لن تؤدّي للنصر".
عن اجتماع الكابينت...
وأوردت القناة "12" أيضاً أن نتنياهو "تجاهل الكابينيت الأمني السياسي، ولم يعرض عليه تفاصيل الرد الذي تقدّمت به حماس وهو ما دفع بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى الاحتجاج واصفاً الكابينيت بأنه تحوّل إلى زينة".
وقال الوزيران بن غفير وبتسلئيل سموتريتش خلال الاجتماه الذي عُقد لـ5 ساعات متواصلة: "فرق التفاوض تنهي كل شيء ونحن لسنا على علم بشيء؟!".
فرد ممثّلون من الجيش عليهما وقالوا: "فريق التفاوض ذاهب لإجراء مفاوضات وعندما تكون هناك تسوية سيعرضونها على الحكومة ومجلس الوزراء للموافقة عليها".
فتوجّه سموتريتش لنتنياهو: "أنت تأتي هنا عندما يكون هناك شيء فقط"، ليرد رئيس الوزراء: "لا، كما أوضحوا لك، عندما يصبح الأمر ذا صلة سيتم عرضه على مجلس الوزراء والحكومة".
أما بن غفير فقال لنتنياهو: "تريد إدارة الأمر بمفردك، ستبقى وحدك وسيكون كل شيء على مسؤوليتك".
بصمة أميركية...
إلى ذلك، كشف مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لـ" سي أن أن " عن أنّه تم وضع إطار عمل بشأن اتّفاق بين إسرائيل و" حماس ". وقد أشار مصدر إسرائيلي مطّلع على المفاوضات إلى أن الطرفين على وشك التوصّل إلى إطار عمل للاتّفاق.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الرئيس جو بايدن ونتنياهو بدا أنّهما قد توصّلا إلى اختراق بشأن الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية في الاقتراح المقدّم.
وأضاف المسؤول أن الاتّفاق بصيغته الحالية "متّسق للغاية" مع ما طرحه بايدن في خطابه، ولفت إلى أن "بعض القضايا الرئيسية المتعلّقة بالانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية كانت بمثابة حجر عثرة بالفعل، وأعتقد أنّنا حققنا انفراجة".
وقال: "هذا ليس اتّفاق سيتم التوصل إليه في غضون أيام، لا يزال هناك عمل يتعيّن القيام به، ونحن على استعداد لبذل كل ما في وسعنا لتسهيل التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن، اتفاق نهائي".
وعندما سُئل عما إذا كانت الإدارة تعتقد أن نتنياهو يمكن أن يحاول تخريب الاتّفاق، قال المسؤول إن الاتفاق مبني بطريقة "تحمي مصالح إسرائيل بشكل كامل".
وأضاف أنّه من المتوقّع أن تعقد محادثات الأسرى في الدوحة ابتداء من الجمعة وتستمر خلال الأيام القليلة المقبلة. وسيشارك وفد أميركي في المحادثات
أشار مسؤول ثانٍ إلى أن هناك فرصة كبيرة للتوصّل إلى اتّفاق، لافتاً إلى أن " حماس " تبنّت تعديلاً كبيراً للغاية في موقفها .
من جانبه، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لشبكة "أن بي سي نيوز" إن "العمليات العسكرية الإسرائيلية على مدى الأسابيع الماضية في رفح فرضت ضغوطاً جديدة على حماس".
وطرح بايدن الاقتراح المكوّن من 3 مراحل في خطاب ألقاه في أيار (مايو).
تستمر المرحلة الأولى 6 أسابيع وتشمل "انسحاب القوّات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة" و"الإفراج عن عدد من الأسرى بينهم نساء وشيوخ وجرحى مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين من سجون إسرائيل".
وستسمح المرحلة الثانية بـ"التبادل مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء المتبقين، بما في ذلك الجنود الذكور".
وأوضح بايدن أنه في المرحلة الثالثة "ستبدأ خطّة إعادة إعمار كبرى في غزة وستتم إعادة أي رفات للأسرى الذين قتلوا إلى عائلاتهم".