يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة برّاً وبحراً وجوّاً حاصداً ضحايا أغلبيتهم من الأطفال والنساء. ولا يزال الآلاف تحت الركام وفي الطرقات.
في آخر المستجدّات، ذكرت وسائل إعلام بأن "قوّات الاحتلال توغّلت بشكل مفاجئ في محيط منطقتي الجامعات والصناعة جنوبي حي تل الهوا جنوب مدينة غزة. وحاصر الجيش عدداً من العائلات وسُجّلت حركة نزوح كبيرة من محيط منطقة الصناعة".
قال سكّان إنّها واحدة من أعنف الهجمات منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
ولفت الدفاع المدني في غزة إلى أنّه يعتقد أن عشرات الفلسطينيين قتلوا في مناطق شرق غزة لكن فرق الطوارئ لم تتمكّن حتى الآن من دخول الأحياء بسبب استمرار الهجمات على تل الهوى وصبرة والدرج والرمال والتفاح.
ولا تزال دبّابات إسرائيلية تتمركز حتى الآن في بعض مناطق تل الهوى وصبرة لكنّها لم تتقدّم في عمق الأحياء الثلاثة الأخرى التي قال سكّان إنّها تعرّضت للقصف طوال الليل حتى ساعات الصباح الباكر. وأضافوا أن القصف دمّر عدداً من البنايات متعدّدة الطوابق.
ولفت سكّان إلى أن دبّابات إسرائيلية توغلت في إحدى العمليات من الاتجاه الشرقي ما دفع الناس للاتجاه غرباً إلى طريق بالقرب من ساحل البحر المتوسط.
وقال عبد الغني، وهو من سكّان مدينة غزة، "العدو من خلفنا والبحر من أمامنا،وين نروح؟".
وأضاف لـ"رويترز" عبر تطبيق للتراسل "قذائف الدبابات وصواريخ الطيارات بتنهمر على الشوارع والبيوت متل حمم نار بركان، والناس بتجري في كل مكان وكل اتجاه وولا واحد عارف وين يروح".
وأوضخ الجيش الإسرائيلي في بيان أنّه يشن عملية تستهدف البنية التحتية للمسلّحين في قطاع غزة وأن القوّات "قضت" على أكثر من 30 مسلّحاً شكّلوا تهديداً للقوّات الإسرائيلية.
وصرّح سكّان في غزة أن الدبّابات تقدّمت من ثلاثة اتجاهات على الأقل ووصلت إلى وسط المدينة مدعومة بنيران كثيفة من الجو والبر. وأضافوا أن هذا الهجوم أجبر آلافاً على ترك منازلهم بحثاً عن ملاذ آمن وهو مطلب بات مستحيلاً للكثيرين واضطر بعضهم لافتراش الأرض والنوم على قارعة الطريق.
ولفت مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحّة إلى أن الطواقم الطبية والمسعفين في مستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة اضطروا إلى إجلاء المرضى إلى المستشفى الإندونيسي المزدحم بالفعل وغير المجهز في شمال القطاع.
إلى ذلك، دوّت صفارات الإنذار في وقت مبكر من صباح اليوم في مستوطنة نحال عوز في غلاف غزة.
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي أن ضابطاُ في "كتيبة 82" أصيب بجروح خطيرة خلال معارك في شمال قطاع غزة.
ليل الأحد – الإثنين، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بـ"استشهاد وإصابة عدد من المواطنين جراء غارات مكثّفة شنّتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي في حي الدرج والتفاح والبلدة القديمة".
ولفت شهود عيان إلى أن "طائرات الاحتلال الحربية شنّت سلسلة غارات عنيفة على المناطق المذكورة، وسُمعت أصوات انفجارات عنيفة هزت مدينة غزة وسمعت أصداؤها في مناطق شمالي ووسط القطاع".
وبدأت الحرب في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بعد هجوم غير مسبوق نفّذته حركة " حماس " أسفر عن مقتل 1195 شخصاً، معظمهم من المدنيّين، وفقاً لتعداد لوكالة " فرانس برس " استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 شخصاً خُطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين في غزة، من بينهم 42 لقوا حتفهم، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متعهداً القضاء على " حماس " وأدّى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة حتى الآن إلى مقتل 38153 شخصاً على الأقل غالبيتهم من المدنيين بحسب وزارة الصحّة التابعة لحركة " حماس ".
وتسبّبت الحرب في نزوح جماعي وكارثة إنسانية في قطاع غزة حيث يعاني آلاف الأطفال من سوء التغذية وسط شح في المياه والغذاء، وفقاً لمنظّمة الصحّة العالمية.
وأعربت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة مراراً عن قلقها بشأن الأزمة الإنسانية الخطرة، محذّرة من خطر المجاعة جراء الحرب والحصار الإسرائيلي للقطاع البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة.