أعربت منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها بسبب النقص الحاد في المعدات الطبية في قطاع غزة الذي لم تدخله أي شاحنة للمنظمة غير الحكومية الفرنسية منذ أكثر من شهرين، في ما توقع الحرب مزيداً من الضحايا.
وقالت أمبر عليان، مسؤولة برنامج منظمة أطباء بلا حدود في الأراضي الفلسطينية في مقابلة اجرتها معها وكالة "فرانس برس" في باريس "إننا نواجه نقصا حاداً في العديد من المواد، مثل الكمادات" و "القفازات الجراحية".
وجاء في بيان للمنظمة نشرته في 5 تموز (يوليو) "لم تدخل أي شاحنة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود إلى غزة منذ نهاية نيسان (أبريل)" داعية إسرائيل إلى فتح "مزيد من نقاط العبور" نحو القطاع المحاصر.
واضافت عليان "إننا نستقبل المصابين في القصف وإطلاق النار والهجمات بمسيرات" و"نشاهد الناس يعيشون في ظروف مزرية ويضطرون لتحضير الطعام على الأرض ونر مواقد الطبخ تنفجر".
ولمواجهة النقص، تقوم فرق المنظمة غير الحكومية بتغيير الضمادات كل أربعة أيام، بدلا من يومين في السابق، بحسب طبيب اطفال.
اندلعت الحرب في 7 تشرين الأوّل (أكتوبر) بعد هجوم غير مسبوق شنّته "حماس" على جنوب إسرائيل أسفر عن 1195 قتيلاً معظمهم مدنيّون، وفق تعداد لـ"فرانس برس" يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وردت إسرائيل بحرب مدمّرة في قطاع غزّة تسبّبت بمقتل 38295 شخصاً على الأقلّ غالبيتهم مدنيون، بحسب وزارة الصحة في حكومة "حماس".
ما زال بحوزة منظمة أطباء بلا حدود أدوية تخدير، لكنها تخشى نضوبها. وقالت عليان "إذا استمرينا على هذا المنوال، لن نستطيع مواصلة عملنا لأننا لا نجري عمليات بدون تخدير".
في نهاية حزيران (يونيو)، قدرت وكالة الأمم المتّحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن عشرة أطفال وسطياً يفقدون ساقاً أو اثنتين كل يوم.
واشارت إلى ان "معظم عمليات البتر تتم لإنقاذ حياتهم ... لا نملك ما يكفي من الكراسي المتحركة في مشفانا، ناهيك عن الأطراف الاصطناعية".
وفي قطاع غزة، أصيب أكثر من 88 ألفاً بجروح، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
واعتبرت المسؤولة في منظمة أطباء بلا حدود أن "ما نتحدث عنه هو كارثة حقيقية ستستمر لسنوات قادمة".
وأوضحت "ستحتاج غزة إلى إعادة بناء. لذلك سيتعين إعادة البناء مع ممرات في كل مكان يمكن أن يسلكها آلاف الأشخاص الذين يستخدون الكراسي المتحركة".
وأضافت: "الحرب يجب أن تتوقف. لقد دُمر النظام الصحي بالكامل".