تستضيف الدوحة لليوم الثاني مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تفائل أميركي حذر بالوصول إلى اتّفاق.
في آخر المستجدّات، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان اليوم الخميس إنَّ الوسطاء لم يبلغوها حتى الآن بأي جديد بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكرت الحركة في البيان: "لم نبلغ حتى الآن من الإخوة الوسطاء بأي جديد بشأن المفاوضات بهدف وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى".
وأضاف البيان: "الاحتلال يستمر في سياسة المماطلة لكسب الوقت بهدف إفشال هذه الجولة من المفاوضات مثلما فعل في جولات سابقة، وهذا لا ينطلي على شعبنا ومقاومته".
"زخم"
بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الوفد الإسرائيلي المفاوض عاد من الدوحة. ووفق القناة "12"، عاد الوفد لإطلاع القيادة السياسية والأمنية على نتائج المفاوضات.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنه سيجري اليوم تحليل لاجتماعات الدوحة بشكل تفصيلي بعد عودة الوفد المفاوض إلى تل أبيب.
وقالت إنَّ اجتماعات الدوحة كانت ذات طابع "زخم" في محاولة للتقدم نحو التوصل إلى اتفاق، كاشفةً أن الوفد المفاوض سيقدم مساء اليوم تحديثاً للكابنيت الأمني والسياسي.
وأشار موقع "أكسيوس" الأميركي إلى أن وفداً أمنياً إسرائيلياً يجري في مصر مباحثات اليوم بشأن شروط إعادة فتح معبر رفح ومنع تهريب الأسلحة إلى غزة عبر محور فيلادلفيا
وفي وقت سابق، ذكرت هيئة البث أن هناك "تقدّماً مهمّاً" في مسألة معبر رفح ومحور فيلادلفيا خلال المفاوضات.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن صفقة التبادل "تدعم مصالح إسرائيل القومية والأمنية"، مضيفاً أن أمام إسرائيل "فرص محدودة" لتنفيذ واجبها الأخلاقي لعودة الأسرى.
وأوضح أن الجيش والأجهزة الأمنية "ستعرف كيف تتغلّب على المخاطر المحتملة من الصفقة"، مشدّداً على أنّه يجب على إسرائيل إبرام صفقة تبادل.
اجتماع إسرائيلي
بدورها، أفادت القناة "13" الإسرائيلية أن الكابينت الأمني والسياسي سيجتمع الخميس لبحث صفقة التبادل ونتائج اجتماع الدوحة.
وأضافت القناة نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين بأن إسرائيل "قريبة" من التوصّل إلى اتّفاق بشأن المبادئ العامة لصفقة التبادل.
من جهّتها، ذكرت القناة "12" الإسرائيلية أن إسرائيل وافقت في اجتماع القاهرة على سيطرة جهّات فلسطينية "ليست من حركة حماس أو السلطة على معبر رفح".
وأوضحت القناة أن الحلول التي طرحت خلال اجتماع القاهرة "لا تتضمّن وجوداً إسرائيلياً على الأرض في غزة".
في السياق، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قوله إن إنهاء الحرب يعني أن " حماس " لا تزال حيّة وستعود خلال عامين لما كانت عليه في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وقال: "هذه هي الصورة التي سنحصل عليها في غزة إذا وقّعنا، لا سمح الله، على الصفقة الفاشلة"، معتبراً أن "هذه الصفقة هزيمة وإذلال لإسرائيل، وانتصار للسنوار".
وعبّر المتحدّث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي لشبكة "سي أن أن"، الأربعاء عن تفاؤل حذر من جانب الولايات المتحدة بشأن المحادثات.
وردّاً على سؤال عمّا إذا كان اتّفاق وقف إطلاق النار قد أصبح قريباً، قال كيربي "نحن متفائلون بحذر بأن الأمور تسير في اتجاه جيّد".
وتابع "لا تزال هناك فجوات بين الجانبين، ونؤمن بأن هذه الفجوات يمكن تضييقها، وهذا ما يحاول بريت ماكجورك (المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط) ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز القيام به الآن".
وقال مسؤول أميركي لصحيفة " واشنطن بوست " إن "إدارة بايدن قريبة من التوصّل إلى اتفاق من شأنه أن يوقف القتال العنيف في غزة. إن الإطار العام تم الاتفاق عليه والأطراف تتفاوض الآن بشان تفاصيل كيفية تنفيذه".
ولفتت الصحيفة إلى أن "حماس أبلغت الوسطاء أنّها مستعدة للتنازل عن السلطة في غزة لمصلحة ترتيب حكم موقت، فقبول إسرائيل وحماس بالخطة ستبدأ مع المرحلة الثانية حيث لن تحكم حماس ولا إسرائيل غزة".
وأضافت: "ستتولّى قوّات أمنية مدرّبة من قبل الولايات المتحدة ومدعومة من حلفاء عرب تتألف من حوالي 2500 من أنصار السلطة الفلسطينية توفير الأمن في غزة".
وأشارت إلى أن "المرحلة الأولى من الاتّفاق ستكون وقف إطلاق النار لمدّة ستة أسابيع تقوم خلالها حماس بإطلاق سراح 33 أسيراً إسرائيلياً بما في ذلك جميع الأسيرات، وجميع الرجال فوق سن الخمسين، وكل الجرحى"، وفق المسؤولين الأميركيين.
وتشمل المرحلة الأولى أيضاً أن تُفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين من سجونها وتسحب قوّاتها من المناطق المكتظّة بالسكّان نحو الحدود الشرقية لغزة، مع تدفّق المساعدات الإنسانية، وإصلاح المستشفيات، والبدء بإزالة الأنقاض.
أمّا المرحلة الثانية، بحسب "واشنطن بوست"، فكانت هي العقبة، إذ ستُطلق "حماس" سراح الجنود الذكور المتبقّين المحتجزين لديها، ويتّفق الجانبان على "نهاية دائمة للأعمال العدائية" مع "انسحاب كامل للقوّات الإسرائيلية من غزة".
وحذّر المسؤولون من أنّه على الرغم من وجود إطار العمل، فمن المحتمل أن الاتفاق النهائي ليس وشيكاً، وأن التفاصيل معقّدة وستستغرق وقتاً للعمل عليها.
وقرّرت الإدارة الأميركية
إرسال جزء من الأسلحة التي علقت تزويد إسرائيل بها قبل أشهر.
أمّا ميدانياً، انسحبت قوّات الجيش الإسرائيلي من حي
الشجاعية شرق مدينة غزة بعد عملية استمرّت لأكثر من ثلاثة عشر يوماً، مخلفة دماراً كبيراً وواسعاً في المنطقة.