ارتفعت حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مخيماً للنازحين في المواصي جنوب قطاع غزة إلى 90 قتيلاً فلسطينياً، و300 مصاب بينهم في حالات خطيرة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس.
وتؤكد إسرائيل أنها استهدفت في الغارة، محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحركة حماس، بينما تؤكد الحركة من جهتها أن ذلك الحديث "ادعاءات كاذبة"، في ما قال القيادي فيها خليل الحية في تصريحات لـ"قناة الجزيرة" القطرية: "نقول لنتنياهو إن محمد الضيف يسمعك الآن ويستهزئ بمقولاتك الكاذبة".
ونُقل كثير من المصابين في الهجوم، ومن بينهم نساء وأطفال، إلى مجمع ناصر الطبي القريب الذي قال مسؤولوه إنه صار مثقلاً ولم يعد قادراً على العمل بسبب شدة الهجوم الإسرائيلي ونقص حاد في المستلزمات الطبية.
وقال مدير المجمع عاطف الحوت إن المستشفى مليء بالمرضى والجرحى ولا يمكن العثور على أسرّة للمرضى، مضيفاً أن المجمع هو المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل في جنوب غزة.
وقالت الأسر النازحة في المنطقة إن خيامهم تمزقت بسبب قوة الهجوم، وأشاروا إلى تناثر الجثث والأشلاء على الأرض.
وقال الشيخ يوسف، أحد سكان مدينة غزة والذي ينزح حاليا في منطقة المواصي: "لا أستطيع حتى أن أعرف أين كنت أو ماذا كان يحدث".
وأضاف: "تركت الخيمة ونظرت حولي. وجدت كل الخيام مدمرة. أشلاء بشرية وجثث في كل مكان ونساء مسنات على الأرض وأطفال صغار أشلاؤهم ممزقة".
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لم يتضح بعد ما إذا كان الضيف ونائبه قد قتلا في الغارة، مضيفاً في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون: "في كلتا الحالتين سنصل إلى قيادات حماس بأكملها" مشيرا إلى أن فرص التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن الإسرائيليين ستتحسن من خلال زيادة الضغط العسكري على حماس.
ارتفاع عدد ضحايا غزة
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في قطاع غزة السبت أن حصيلة قتلى الحرب بين إسرائيل والحركة التي دخلت شهرها العاشر، ارتفعت إلى 38443 قتيلاً على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إنَّ 98 شخصاً على الأقل قتلوا خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، وأشارت إلى أن إجمالي عدد الجرحى بلغ " 88481 اصابة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي".
كذلك، قال مسؤولون بالقطاع الطبي في غزة إنَّ 10 فلسطينيين على الأقل قتلوا في هجوم إسرائيلي على مصلى في مخيم الشاطئ للنازحين غربي مدينة غزة.
اغتيال محمد الضيف؟
في السياق، أعلن الجيش الاسرائيلي السبت أنه استهدف قائد الجناح العسكري لـ"حماس" محمد ضيف في ضربة بجنوب قطاع غزة.
وقال الجيش في بيان إنَّه "استهدف محمد ضيف ورافع سلامة ... وهما من المخططين لمجزرة السابع من تشرين الأول (أكتوبر)"، من دون أن يوضح ما إذا كانت الضربة قد أدت إلى مقتلهما.
وأضاف أن "الضربة نفذت في منطقة مغلقة تديرها حماس، لم يكن فيها بحسب معلوماتنا سوى إرهابيي حماس من دون وجود مدنيين". وأكد أن القصف أصاب "منطقة مفتوحة محاطة بالأشجار وعدة مبانٍ وسقائف".
وقبل ذلك، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن الاستعدادات لتنفيذ هجوم خان يونس استمرت فترة طويلة.
وقال في بيان إنَّ "هجوم خان يونس كان دقيقاً للغاية"، موضحاً أن "المعلومات الاستخباراتية عن الضيف وردت قبل ساعات من الهجوم".
وقال الجيش: "الضيف ورافع سلامة كانا مختبئين بمجمع بالمواصي وحولهما عناصر من حماس"، مضيفاً: "هدفا حماس كانا يختبئان بين المدنيين ومعلوماتنا دقيقة بالتعاون مع الشاباك".
وأضاف: "العشرات ممن قتلوا في المواصي كانوا عناصر حماية للضيف ورافع سلامة".
وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي "أننا ما زلنا نتحقق من نتائج استهداف قائد الجناح العسكري لحماس محمد الضيف".
إصابة خطيرة
بدورها، قالت "إذاعة الجيش الإسرائيلي" إنَّ الجيش استهدف قائد الجناح العسكري لحركة "حماس" في ضربة على خان يونس في غزة.
وأضافت الإذاعة أنه من غير الواضح ما إذا كان محمد الضيف قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحماس قد قُتل.
وأفاد مصدر أمني للقناة 13 الإسرائيلية بأن "تقديراتنا تشير إلى أن الضيف خرج من الأنفاق مع تقدم المفاوضات".
ونقلت "هيئة البث الإسرائيلية" عن مصدر سياسي قوله إنَّ "احتمال مقتل محمد الضيف مرتفع وننتظر التأكيد النهائي".
ونقلت هيئة البث عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: "لم نبلغ واشنطن قبل عملية استهداف محمد الضيف".
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يشير تقييم الجيش الإسرائيلي إلى أن محمد الضيف أصيب بجروح خطيرة.
وأوضحت هيئة البث أن رافع سلامة قائد لواء خان يونس كان مستهدفاً مع محمد الضيف بخان يونس.
ولفتت صحيفة "معاريف" إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حصلت أمس على معلومات بوصول الضيف إلى خان يونس.
وأفادت بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية علمت أمس باختباء الضيف في منطقة خيام النازحين بالمواصي.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو أصدر منذ بداية الحرب توجيهاً دائماً يقضي بتصفية كبار مسؤولي "حماس".
وقال: "تم إطلاع رئيس الوزراء على جميع التطورات خلال الليل، ويستمر في تلقي تحديثات منتظمة".
ظهر اليوم، أكدت "القناة 14" أنه "بعد تقديرات متفائلة جداً حول نجاح عملية اغتيال الضيف، في الدقائق الأخيرة التشاؤم يتصاعد".
وأوضح موقع "إسرائيل بدون رقابة" أنه "بحسب التقارير بغزة لم يتم اغتيال الضيف بالغارات الجوية اليوم بمواصي خانيونس، حيث تم تحذيره وهرب من المكان قبل الغارة".
ووفقاً لـ"إذاعة الجيش الإسرائيلي"، تمكن محمد ضيف من النجاه على الأقل 5 مرات و الإفلات من محاولات الاغتيال التي قام بها الجيش منذ عام 1998.
القنابل المستخدمة...
وبشأن القنابل المستخدمة في القصف، نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن خبير عسكري إسرائيلي قوله إنها قنابل (جيه دي إيه إم) التي علقت واشنطن إرسالها لإسرائيل سابقا".
وأضاف الخبير أن "القنابل وعددها 8 متطورة وفتاكة وأميركية الصنع، وهي موجهة بالليزر وتعتمد على تكنولوجيا استشعار متقدمة وذكاء اصطناعي".
رفع حالة التأهب
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن يوىف غالانت يعقد تقييماً للوضع العملياتي مع القادة الأمنيين في غزة.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب خوفاً من رد فعل كبير من "حزب الله" و"حماس".
"كلام فارغ"
إلى ذلك، أكدت حركة "حماس" أن "مجزرة مواصي خانيونس استمرار للإبادة النازية ضد شعبنا، والإدارة الأمريكية شريك مباشر في هذه الجريمة".
وأضافت في بيان: "ندين بأشد العبارات مجزرة مواصي خانيونس المروّعة والتي تشكّل تصعيداً خطيراً في مسلسل الجرائم والمجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب، والتي تُرتَكَب في قطاع غزة على يد النازيين الجدد".
ولفتت الحركة إلى أن "هذه المجزرة البشعة التي يرتكبها "جيش" الاحتلال الصهيوني، استهدفت منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، وهي منطقة صنّفها "جيش" الاحتلال على أنها "مناطق آمنة"، ودعا المواطنين للانتقال إليها، حيث استهدفت طائرات ومدفعية ومُسَيَّرات الاحتلال بشكل مكثّف ومتتالٍ خيام النازحين بمختلف أنواع الأسلحة، ليسقط مئات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء العزل".
وقالت إنَّ "ادعاءات الاحتلال حول استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة، وهذه ليست المرة الاولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقًا، وإن هذه الإدعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة".
وتابعت أن "مجزرة مواصي خانيونس؛ والتي استهدفت منطقة تكتظ بأكثر من ثمانين ألفاً من النازحين؛ هي تأكيدٌ واضحٌ من الحكومة الصهيونية، على مضيها في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني، عبر الاستهداف المتكرر والممنهج للمدنيين العزل، في الخيام ومراكز النزوح والأحياء السكنية، وارتكاب أبشع الجرائم بحقّهم، غير مكترثةٍ بدعوات وقف استهداف المدنيين الأبرياء، أو ملتفتة لأيٍ من قوانين الحروب التي تفرِض حمايتهم".
واعتبر "حماس" أن "هذا الاستهتار بالقانون والمعاهدات الدولية، والانتهاكات الواسعة ضد المدنيين العزل، لم تكن لتتواصَل، لولا الدعم الذي توفره الإدارة الأميركية لحكومة المتطرفين الصهاينة وجيشها الإرهابي، عبر تغطية جرائمها، ومدها بكل سبل الإسناد السياسي والعسكري، وشلّ يد العدالة الدولية عن القيام بدورها تجاه هذه الجرائم، وهو ما يجعلها شريكةً بشكلٍ كامل فيها".
كما قال القيادي في "حماس" سامي أبو زهري إنَّ التقرير الذي بثته إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن غارة على خان يونس بقطاع غزة استهدفت قائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف "كلام فارغ".
وأضاف أبو زهري لـ"رويترز": "جميع الشهداء هم مدنيون، وما يحدث هو تصعيد خطير لحرب الإبادة في ظل الدعم الأميركي والصمت العالمي... هذه رسالة عملية من الاحتلال بأنه غير معني بأي اتفاق".
"استكمال لحرب الإبادة"
من جهتها، قالت حركة "الجهاد الإسلامي" إنَّ "ادعاءات الاحتلال باستهداف شخصيات قيادية تثبت النية المبيتة لديه لارتكاب هذه الجريمة".
وأضافت أن "هذه الجريمة تؤكد ضرب الاحتلال عرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية".
وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن "مجزرة المواصي استكمال لحرب الإبادة الجماعية والإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية استمرار المجازر".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: "لولا الدعم الأميركي الأعمى والمنحاز لما استطاع هذا الاحتلال مواصلة جرائمه الدموية بحق شعبنا، وتحدي الشرعية الدولية، وقرارات المحاكم الدولية التي طالبت بوقف العدوان وتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني".