واصل الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس قصفه مناطق متفرّقة في قطاع غزة في اليوم الـ286، حاصداً المزيد من الضحايا، في وقت لم يُحقّق أي تقدّم في مفاوضات الهدنة.
وأعلنت وزارة الصحّة التابعة لـ"حماس" في قطاع غزة أن حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة التي دخلت شهرها العاشر، ارتفعت إلى 38848 قتيلاً على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت بين من وصلوا إلى المستشفيات "54 شهيداً... خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة" حتى صباح الخميس.
وأشارت إلى أن إجمالي عدد الجرحى "بلغ 89459 إصابة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)".
قصف وضحايا
في آخر المستجدّات، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بـ"استشهاد 6 مواطنين وإصابة العشرات بغارة للاحتلال استهدفت منزلاً في بلدة الزوايدة، واستشهد مواطن وأصيب 15 آخرين جراء استهداف الاحتلال لمسجد عبد الله عزام في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة".
وأضافت: "شنّت طائرات الاحتلال غارة استهدفت أحد المواقع في مدينة دير البلح وسط القطاع، وقصفت مدفعية الاحتلال بقذائفها مواقع عدّة في مدينة خان يونس، في ما قصفت مدفعية الاحتلال وأطلقت آليّاته النار على المناطق الشرقية من شمالي القطاع".
وتابعت: "استشهد مواطنان وأصيب 7 آخرين بجروح و4 أطفال مفقدوين في قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزل في مخيم البريج. واستهدف الاحتلال منزلاً يعود لعائلة الطهراوي في مخيم البريج، حيث نقل شهيدان و7 إصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح".
وأشارت إلى أن "طواقم الإسعاف نقلت أيضاً 7 إصابات بينهم أطفال وإمرأة إلى مستشفى العودة بعد قصف الاحتلال لشقة سكنية في برج الاتحاد بمخيم النصيرات، وقصفت طائرات الاحتلال بصاروخين أرضاً زراعية في محيط مركز شرطة معسكرات الوسطى، جنوب المخيم، وأرض زراعية شمال مدينة دير البلح".
وقصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي منازل المواطنين شرق مدينة خانيونس، والمناطق الغربية والشرقية من مدينة رفح.
وقال سكّان في رفح، إن دبابات إسرائيلية توغّلت في الجانب الغربي من المدينة وتمركزت على قمّة تل هناك. وذكر الجيش الإسرائيلي أن القوّات عثرت على عدد من الأنفاق وقتلت عدداً من المسلّحين.
إطلاق صواريخ
إلى ذلك، دوّت صفارات الإنذار في نير عام بغلاف غزة، وقالت "سرايا القدس" - الجناح العسكري لحركة "الجهاد": "قصفنا مفلسيم ونير عام في غلاف غزة برشقة صاروخية".
ولفتت "كتائب القسّام" – الجناح العسكري لـ" حماس " إلى أنّها قصفت بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين قوّات الجيش الإسرائيلي المتمركزة في منطقة العزبة بمدينة رفح بقذائف الهاون.
الحرب والمساعدات
في السياق، اعتبرت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أنّها بحاجة لوقف لإطلاق النار حتى تتمكّن من زيادة المساعدات وإطلاق سراح المحتجزين، مشدّدة على أن الاحتياجات في غزة لا تزال كبيرة وجميع السكّان تقريباً بحاجة للمساعدات.
وأضافت أنّها مستمرّة في معالجة الأزمة الإنسانية في غزة بعد إنهاء وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مهمة الرصيف العائم.
من جانبه، نقلت صحيفة "معاريف" عن وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار المقرّب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن الحرب ستستمر لسنوات.
انهيار المراكز الصحية
بدورها، ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن كل المرافق الصحية في جنوب قطاع غزة وصلت إلى "نقطة الانهيار" بسبب القصف الإسرائيلي الذي يودي بحياة عدد كبير من الضحايا.
وصرّح مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة وليام شومبورغ في بيان "تسبّب العدد الكبير من الضحايا الناجم عن القتال المستمر بوصول المستشفى التابع لنا وكل المرافق الصحية في جنوب غزة إلى نقطة الانهيار وعدم تمكّنها من معالجة الذين يعانون إصابات تهدد حياتهم".
وأشارت المنظّمة إلى أن المستشفى الميداني التابع لها يضم 60 سريراً في رفح في جنوب قطاع غزة.
وأوضحت أن قصف الجيش الإسرائيلي لمنطقة المواصي السبت أدّى إلى وصول 26 جريحاً إلى المنشأة، بينهم أطفال أصيبوا بشظايا.
وأضافت اللجنة أن أي عمل حربي آخر يتسبّب في سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا "سيجبر أطباءنا وممرضينا على اتخاذ خيارات صعبة للغاية"، موضحة أن الحاجات الطبية الحالية للمدنيين "تتجاوز بكثير الإمكانات المحدودة" المتوافرة.
وأجبرت المستشفيات على الإغلاق مرّات عدّة.
من جهّته، قال الطبيب بانكاج جالديال "لا يمكن تخيّل عدد المرضى الذين كانوا يحتاجون إلى الإنعاش بعد تدفق المصابين السبت".
وبالإضافة إلى الجرحى الـ26 الذين نقلوا من المواصي إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني لتلقّي العلاج، استقبلت المنشأة 850 شخصاً إضافياً في قسم العيادات الخارجية الأسبوع الماضي، نصفهم تقريباً من النساء وثلثهم من الأطفال.
وأكّدت المنظّمة أن "معظم المرضى نزحوا من منازلهم مرّات عدة ويعيشون بكميات قليلة من الطعام ومياه الشرب في مناطق مكتظة، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض"، لافتة إلى أن فريقها قدّم منذ افتتاح المنشأة في أيار (مايو) 12 ألف استشارة طبية وأكثر من 500 عملية جراحية.
وأوضح البيان أن 80 % من الجراحات التي أجريت تتعلق بإصابات مرتبطة مباشرة بالنزاع المسلح.
اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول (أكتوبر) بعد هجوم غير مسبوق نفّذته "حماس" في جنوب إسرائيل وأدّى إلى مقتل 1195 شخصاً، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة " فرانس برس " يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 شخصاً خطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين في غزة، توفّي 42 منهم، حسب الجيش.
وردّاً على هجوم "حماس"، توعّدت إسرائيل بالقضاء على الحركة وشنّت هجوماً مدمّراً واسع النطاق أسفر حتى الآن عن 38794 قتيلاً معظمهم مدنيّون، حسب وزارة الصحّة التابعة لـ"حماس" في القطاع.