ارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين في منطقة خان يونس بقطاع غزة إلى 70 قتيلا و200 مصاب، حيث أعادت إسرائيل اليوم الاثنين إطلاق عملية عسكرية في المنطقة، وذلك بعد إصدارها أوامر جديدة بإخلاء بعض الأحياء بسبب ما وصفته بتجدد الهجمات على قواتها من هذه المناطق.
يأتي ذلك، في ما أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم، أن ما لا يقل عن 39,006 فلسطينيين قتلوا وأصيب 89,818 آخرون في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وقال المسعفون إن الفلسطينيين قُتلوا في قصف إسرائيلي بالدبابات لبلدة بني سهيلا وغيرها من البلدات الواقعة شرقي خان يونس، وإن المنطقة تعرضت كذلك للقصف الجوي.
وذكر سكان المنطقة المكتظة في جنوب غزة أن الدبابات تقدمت لأكثر من كيلومترين داخل بني سهيلا مما أجبر السكان على الفرار تحت وطأة النيران.
وقال أحد السكان لرويترز عبر تطبيق للتراسل بعد أن عرّف نفسه باسم أبو خالد فقط: "الوضع زي يوم القيامة... الناس بتهرب تحت النار، وكتير فيه ناس موتى وجرحى في الشوارع".
ووفق وزارة الصحة في غزة، فإن من بين القتلى عددا من النساء والأطفال.
وأكد مسؤولون فلسطينيون أن نحو 400 ألف فلسطيني يعيشون في المناطق المستهدفة وإن عشرات الأسر بدأت مغادرة منازلها. وأضافوا أن العائلات لم تُمنح وقتا للمغادرة قبل بدء الضربات الإسرائيلية.
وفرت الأسر ومعها بعض متاعها مستقلة عربات تجرها حمير أو سيرا على الأقدام.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن اثنتين من عياداته الواقعة في شرق خان يونس خرجتا عن الخدمة بسبب الهجوم الإسرائيلي الجديد.
ووقف البعض أمام مشرحة مستشفى ناصر لوداع أقاربهم القتلى قبل دفنهم.
وقال أحمد سمور، الذي فقد عددا من أقربائه في القصف الإسرائيلي لشرق خان يونس: "احنا تعبنا. احنا تعبنا في غزة. كل يوم بنطلع ولادنا شهداء. كل يوم.. كل حين. هاي دم شهداء.. أولادنا. لسه ما نشفش...".
وأضاف: "محدش قال نخلي... أربعة طوابق منزلة على المواطنين... اللي بيطولوه بيجيبوه على الثلاجة (المشرحة)".
ولم يصدر تعليق من إسرائيل حتى الآن على الضربات شرقي خان يونس.
وفي مدينة دير البلح القريبة حيث يلوذ مئات الآلاف من الفلسطينيين، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أن صحافيا قُتل وأُصيب شخصان آخران في غارة جوية إسرائيلية على خيمة يستخدمها صحفيون فلسطينيون داخل مستشفى الأقصى.
وأضاف المكتب أن عدد الصحافيين الفلسطينيين الذين قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي وصل حتى الآن إلى 163.
أوامر إخلاء
ورد في بيان للجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم، أن أوامر الإخلاء الجديدة سببها تجدد هجمات المسلحين الفلسطينيين، منها إطلاق صواريخ من المناطق المستهدفة في شرق خان يونس. وقال فلسطينيون إن أوامر الإخلاء لا تشمل المنشآت الصحية.
وقال الجيش إنه سيقوم بملاءمة حدود المنطقة الإنسانية في المواصي، غربي خان يونس، من أجل إبعاد السكان المدنيين عن مناطق القتال مع مسلحي حركة حماس.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن أوامر الإخلاء الجديدة التي أصدرتها إسرائيل تُظهر أنها قلَصت حجم المناطق المخصصة للمساعدات الإنسانية في المناطق الجنوبية والوسطى من 65 إلى 48 كيلومترا مربعا رغم أن هذه المناطق يعيش بها 1.7 شخص.
ويقول الفلسطينيون والأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية إنه لم يعد هناك مكان آمن في قطاع غزة.
وناشد مسؤولو الصحة بمستشفى ناصر في خان يونس السكان اليوم التبرع بالدم بسبب نقل عدد كبير من المصابين للمستشفى.
وقال رجل وصل إلى المستشفى في سيارة إسعاف تحمل جثثا إن أفراد أسرة، ومنهم أطفال، "مقطعين قطع" بعد تعرضهم للقصف بينما كانوا نائمين.
ولم تفلح جهود الوساطة، التي تقودها قطر ومصر وتدعمها الولايات المتحدة، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بسبب خلافات بين إسرائيل وحماس على بنود الاتفاق.
وفاة محتجزين اثنين
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل رهينتين محتجزين في قطاع غزة. وقال الجيش في بيان إنه أبلغ عائلتي الرهينتين عن مقتلهما، بناء على معلومات استخباراتية.
وذكر البيان أن الرهينتين القتيلين هما أليكس دانزيغ وغاييف بوخستاب، مشيرا إلى أن جثتيهما لدى حماس.
وجاء قرار تحديد مقتلهما بناء على معلومات استخباراتية، وتمت المصادقة عليه من قبل لجنة خبراء تابعة لوزارة الصحة بالمشاركة مع وزارة الأديان والشرطة الإسرائيلية.
وقال الجيش إنه "يجري التحقيق في ملابسات مقتلهما في أسر حماس من قبل كافة الجهات المعنية".
وأضاف البيان: "يعمل الجيش الإسرائيلي بمجموعة واسعة من الأساليب من أجل جمع المعلومات حول عمليات الاختطاف والمختطفين في قطاع غزة".
ويعتقد أن هناك نحو 120 رهينة إسرائيليا في قطاع غزة الآن، 47 منهم قتلى، وفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن المحتجزين اللذين أعلن عن وفاتهما في غزة قتلا بعملية للجيش في خان يونس جنوبي قطاع غزة مطلع هذا العام.
وأكد منتدى عائلات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة الإثنين مقتل إثنين منهم خلال احتجازهما لدى حماس منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وقال المنتدى في بيان إن ياغيف بوخشتاب (35 عاما) وأليكس دانسنغ (76 عاما) اختطفا خلال هجوم السابع من تشرين الأول الذي نفذته حماس داخل الأراضي الإسرائيلية، وإن مقتلهما يمثل "تذكيرا صارخا بالحاجة الملحة" لإعادة الرهائن.
وفي هذا الصدد، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة إن الأخبار عن وفاة اثنين من المحتجزين يؤكد ضرورة إعادتهم مما سموه "خطر الموت الذي يعيشونه كل لحظة".
وطالبت عائلات المحتجزين الحكومة الإسرائيلية بالتصديق فورا على صفقة التبادل لإعادة أبنائهم.
وكان من المقرر أن يبدأ فريق مفاوضات إسرائيلي يوم الخميس محادثات لوقف إطلاق النار في غزة تتضمن إطلاق سراح الرهائن مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين.
وقال منتدى عائلات الرهائن والمفقودين في بيان "ياجيف وأليكس خُطفا على قيد الحياة وكان ينبغي أن يعودا وهما على قيد الحياة إلى أسرتيهما وإلى بلدهما".
وأضاف البيان: "موتهما في الأسر هو انعكاس مأساوي لعواقب التباطؤ في المفاوضات".
وحمل دانسيغ الجنسية البولندية أيضا، وعبرت وزارة الخارجية البولندية عن حزنها لمقتله.
وذكرت الوزارة: "بولندا ستواصل المطالبة بالإفراج غير المشروط عن جميع المختطفين من غزة".