يرتقب أن يصل إلى الدوحة يوم الخميس المقبل، وفد من إسرائيل لبحث مطالبها الجديدة بشأن هدنة وتبادل للرهائن مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر مطلع اليوم الاثنين.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته بسبب حساسية المحادثات إن الوفد سيلتقي رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لبحث ثلاثة مطالب إسرائيلية، من بينها السيطرة على عودة النازحين إلى شمال غزة.
وأكد المصدر أن إسرائيل طلبت بقاء قواتها في ما يسمى بمحور فيلادلفيا الاستراتيجي الذي يمتد مسافة 14 كلم على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، وأن تتحكم إسرائيل بعودة المدنيين إلى شمال القطاع المدمر.
وأضاف أن إسرائيل طلبت أيضاً حلّ مشكلة تمركز قواتها في غزة قبل بدء الهدنة.
ووفق المصدر، فإن النقاط "أمر يمكن التفاوض بشأنه" وإن التوصل إلى اتفاق "ممكن" على أساس أن إسرائيل لن تبقى في غزة "إلى أجل غير مسمى"، فضلاً عن إيجاد حل بشأن ممر فيلادلفيا الذي يبحث الوسطاء المصريون بشأنه.
انسحاب 6 أسابيع...
لكن المصدر قال إن عودة إسرائيل بمطالب إضافية كانت "موضوعاً متكرراً" في المحادثات، وأن إسرائيل "غيّرت قواعد اللعبة".
واليوم، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين كبار قولهم إنه بإمكان الجيش الانسحاب كليا من غزة 6 أسابيع إذا أبرمت صفقة، مشيرة إلى الانسحاب لن يؤدي لإعادة حماس تأهيل نفسها بشكل كبير.
وتتوسط قطر منذ أشهر في مفاوضات خلف الكواليس، بدعم من مصر والولايات المتحدة، في جهود التوصل إلى هدنة في غزة تشمل إطلاق سراح الرهائن.
ويتمحور الوقف المرتقب للأعمال القتالية حول اتفاق مرحلي يبدأ بهدنة مدتها محددة.
وارتكزت المناقشات الأخيرة على إطار العمل الذي حدده الرئيس الأميركي جو بايدن في أواخر أيار (مايو) وقال إن إسرائيل اقترحته.
وغادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متوجهاً إلى واشنطن اليوم تحت ضغوط محلية ودولية كبيرة للموافقة على هدنة واتفاق نفضي لإطلاق سراح الرهائن في غزة.
لكن في مواجهة هذه الضغوط، يصرّ نتنياهو على أن زيادة الضغط العسكري على حماس هي أفضل طريق للتوصل إلى اتفاق.
وقال مكتبه الأحد إنه سيرسل فريقاً للتفاوض لإجراء محادثات جديدة.
ودخلت الحرب المدمّرة الجارية في قطاع غزة شهرها العاشر، لكن المفاوضات المتقلّبة لم تفض بعد إلى اتفاق يضع حداً للنزاع، باستثناء هدنة استمرّت أسبوعاً في تشرين الثاني (نوفمبر) شهدت الإفراج عن 80 رهينة لدى حركة حماس في مقابل الإفراج عن 240 معتقلاً فلسطينياً.
خان يونس...
وأعادت إسرائيل اليوم إطلاق عملية عسكرية في منطقة خان يونس بقطاع غزة أدت إلى مقتل 70 شخصا وإصابة و200 آخرين، وذلك بعد إصدارها أوامر جديدة بإخلاء بعض الأحياء بسبب ما وصفته بتجدد الهجمات على قواتها من هذه المناطق.
يأتي ذلك، في ما أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم، أن ما لا يقل عن 39,006 فلسطينيين قتلوا وأصيب 89,818 آخرون في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وقال المسعفون إن الفلسطينيين قُتلوا في قصف إسرائيلي بالدبابات لبلدة بني سهيلا وغيرها من البلدات الواقعة شرقي خان يونس، وإن المنطقة تعرضت كذلك للقصف الجوي.
وذكر سكان المنطقة المكتظة في جنوب غزة أن الدبابات تقدمت لأكثر من كيلومترين داخل بني سهيلا مما أجبر السكان على الفرار تحت وطأة النيران.
وقال أحد السكان لرويترز عبر تطبيق للتراسل بعد أن عرّف نفسه باسم أبو خالد فقط: "الوضع زي يوم القيامة... الناس بتهرب تحت النار، وكتير فيه ناس موتى وجرحى في الشوارع".
ووفق وزارة الصحة في غزة، فإن من بين القتلى عددا من النساء والأطفال.
وأكد مسؤولون فلسطينيون أن نحو 400 ألف فلسطيني يعيشون في المناطق المستهدفة وإن عشرات الأسر بدأت مغادرة منازلها. وأضافوا أن العائلات لم تُمنح وقتا للمغادرة قبل بدء الضربات الإسرائيلية.
وفرت الأسر ومعها بعض متاعها مستقلة عربات تجرها حمير أو سيرا على الأقدام.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن اثنتين من عياداته الواقعة في شرق خان يونس خرجتا عن الخدمة بسبب الهجوم الإسرائيلي الجديد.
ووقف البعض أمام مشرحة مستشفى ناصر لوداع أقاربهم القتلى قبل دفنهم.
وقال أحمد سمور، الذي فقد عددا من أقربائه في القصف الإسرائيلي لشرق خان يونس: "احنا تعبنا. احنا تعبنا في غزة. كل يوم بنطلع ولادنا شهداء. كل يوم.. كل حين. هاي دم شهداء.. أولادنا. لسه ما نشفش...".
وأضاف: "محدش قال نخلي... أربعة طوابق منزلة على المواطنين... اللي بيطولوه بيجيبوه على الثلاجة (المشرحة)".
ولم يصدر تعليق من إسرائيل حتى الآن على الضربات شرقي خان يونس.
وفي مدينة دير البلح القريبة حيث يلوذ مئات الآلاف من الفلسطينيين، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أن صحافيا قُتل وأُصيب شخصان آخران في غارة جوية إسرائيلية على خيمة يستخدمها صحفيون فلسطينيون داخل مستشفى الأقصى.
وأضاف المكتب أن عدد الصحافيين الفلسطينيين الذين قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي وصل حتى الآن إلى 163.