قُتل عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم الجمعة، في قصف طيران الجيش الاسرائيلي ومدفعيته المتواصل على أنحاء متفرقة من قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية لوكالة الانباء الفلسطينية "وفا" بانتشال جثماني قتيلين و7 جرحى من تحت أنقاض منزل لعائلة البنا، في حي الدرج بمدينة غزة، وجرى نقلهم إلى مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في المدينة.
كما قصف الطيران الاسرائيلي منزلاً لعائلة ياسين في منطقة النديم بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وأطلقت مدفعية الجيش الاسرائيلي عدة قذائف صوب حيي تل الهوى والزيتون في مدينة غزة، وسط إطلاق نار كثيف.
وأصيب فلسطيني إثر استهداف مدفعية الجيش الاسرائيلي لمحيط مسجد الإيمان في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، وجرى نقله إلى مستشفى "المعمداني".
كما أطلقت آليات الجيش الاسرائيلي الرصاص على مقربة من مفترق الشهداء في المدينة، وسط دوي إنفجارات في المكان. وأطلقت زوارق اسرائيل الحربية قذائف على مخيم الشاطئ غرب غزة.
وقُتل طفل في غارة شنها الطيران الاسرائيلي على منطقة البركسات شمال رفح جنوب القطاع، كما قُتل شخص إثر قصف من مسيّرة إسرائيلية قرب دوار العلم غرب رفح.
وانتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ جثامين 6 ضحايا من شارع صلاح الدين شرق خان يونس جنوب القطاع.
وقصف الطيران الاسرائيلي منزلا لعائلة أبو دقة في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، ما أسفر عن مقتل امرأتين وإصابة آخرين.
ونسفت القوات الاسرائيلية مبان ومنشآت في منطقة المغراقة وسط القطاع، وشرق مدينة خان يونس.
وقصف طيران الجيش الاسرائيلي أحد أبراج عين جالوت جنوب مخيم النصيرات وسط القطاع، ومحيط مدارس العودة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعية الجيش الاسرائيلي وإطلاق النار.
وشن الطيران الاسرائيلي سلسلة غارات على بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس، وفي محيط معبر رفح البري جنوب القطاع، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات.
وانتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ جثامين ثلاثة شحايا من مدرسة الفارابي في بلدة بني سهيلا.
تقليص الحصص للأسر
من جهة ثانية، قال برنامج الأغذية العالمي اليوم إنه اضطر لتقليص الحصص للأسر في غزة لضمان تغطية أوسع للنازحين الجدد.
وأضاف في منشور على منصة إكس: "مخزونات الغذاء والإمدادات الإنسانية في وسط وجنوب غزة محدودة للغاية ولا تدخل أي إمدادات تجارية تقريبا".
الأونروا
بدورها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن 9 من كل 10 فلسطينيين نزحوا قسراً في قطاع غزة.
وأشارت الوكالة الأممية في منشور لها عبر منصة "إكس"، اليوم، حول النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، إلى أن 9 من كل 10 أشخاص في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 2.3 مليون نسمة، نزحوا قسرا.
وأضافت أن العائلات النازحة تبحث عن مأوى أينما تستطيع، سواء في المدارس المكتظة أو المباني المدمرة أو الخيام المتواضعة على الرمال أو وسط أكوام القمامة.
وأكدت على أن أيا من تلك الأماكن ليس آمنا "ولم يعد لدى الناس مكان يذهبون إليه".
وفي سياق متصل، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازريني، إن اكتشاف فيروس شلل الأطفال في غزة تطور خطير في رحلة البؤس التي لا تنتهي، مؤكدا أنه "يمكن السيطرة عليه عبر وقف إطلاق النار وزيادة تدفق اللقاحات".
وأشار لازريني إلى رصد ست عينات لشلل الأطفال من النوع الثاني في أجزاء من قطاع غزة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ولم يتم اكتشاف أي حالة شلل حتى الآن.
وأضاف: "هذا تطور خطير آخر في رحلة البؤس التي لا تنتهي. يظهر مرض شلل الأطفال بسبب النظام الصحي المتداعي، ونقص المياه النظيفة ومواد النظافة، واكتظاظ الملاجئ وسوء الصرف الصحي".
وتابع: "في ظل الحرب، انخفض التطعيم بين الأطفال من مستويات شبه عالمية إلى ما يزيد قليلاً عن 85% لأن الناس كانوا ينزحون باستمرار، ويفرون بحثاً عن الأمان".
أكثر من مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال
في هذا الصدد، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس اليوم إن المنظمة سترسل أكثر من مليون جرعة من لقاح ضد شلل الأطفال إلى غزة وسيتم توزيعه على مدى الأسابيع المقبلة لمنع إصابة الأطفال بالعدوى بعد رصد الفيروس في عينات من مياه الصرف الصحي بالقطاع.
وذكر غيبريسوس في مقال رأي بصحيفة "الغارديان" البريطانية: "رغم عدم تسجيل أي حالة إصابة بشلل الأطفال حتى الآن، بدون اتخاذ إجراءات فورية سيكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل إصابة آلاف الأطفال الذين أصبحوا بلا حماية".
وكتب غيبريسوس أن الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا الفيروس، وخاصة الرضع دون سن الثانية بسبب تعطل حملات التطعيم العادية نتيجة الصراع المستمر منذ تسعة أشهر.
وشلل الأطفال، الذي ينتشر بشكل أساسي عبر انتقال المواد البرازية من الشخص المصاب عن طريق الفم، هو فيروس شديد العدوى يصيب الجهاز العصبي ويسبب الشلل. وانخفضت حالات الإصابة بالفيروس بنسبة 99 بالمئة في العالم منذ عام 1988 بفضل حملات التطعيم الجماعية ولا تزال الجهود مستمرة للقضاء عليه تماما.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إنه سيبدأ تطعيم جنوده في غزة بلقاح شلل الأطفال بعد رصد آثار للفيروس في العينات المأخوذة من القطاع.
وبالإضافة إلى شلل الأطفال، أعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ) والدوسنتاريا والتهاب المعدة والأمعاء مع تدهور الظروف الصحية في غزة بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع القريبة من بعض مخيمات النازحين.