أدى قصف إسرائيلي استهدف مدرسة حمامة التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة اليوم السبت، إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن "15 مواطنا على الأقل استشهدوا بينهم أطفال ونساء، وأصيب العشرات بجروح مختلفة".
ووفق وسائل إعلام فلسطينية أخرى، فإن "جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف المدرسة بصاروخ مباشر مرة أولى، ثم هدد بقصفها مجددا، وأن الإسعاف عاجز عن انتشال جثث الشهداء".
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مجمعا في حي الشيخ رضوان كان يستخدم في السابق كمدرسة.
وأضاف أنه "نفذ غارة على المجمع بعد معلومات استخبارية عن استخدامه كمقر قيادة وسيطرة تابع لحماس".
وعلقت حماس على الرواية الإسرائيلية، قائلة إن "الهجوم الإجرامي للاحتلال على مدرسة حمامة التي تؤوي آلاف النازحين إصرار على حرب الإبادة الوحشية، وإن جيش الاحتلال يواصل أكاذيبه بادعاء استخدام المواقع المدنية من مدارس ومستشفيات ومراكز نزوح لأغراض عسكرية، ويتخذ من الأكاذيب ذريعة لاستهداف المدنيين العزل في غزة".
ماذا عن الهدنة؟
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خلافات كبيرة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه المفاوض وقادة الأجهزة الأمنية، مشيرة إلى أن نتنياهو غير معني بإبرام صفقة تبادل ما أثار غضب عائلات الأسرى التي طالبت بالكسف عن من يعرقل الصفقة.
في آخر المستجدّات، أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي بأن وفداً إسرائيلياً وصل إلى مصر لبحث صفقة غزة ومحور فيلادلفيا.
وقال "أكسيوس" إن الوفد الاسرائيلي وصل بمشاركة رئيسي الموساد والشاباك ومنسق العمليات.
ونقل الموقع عن مصادر قولهم إن مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة كانت نتيجة ضغط أميركي لمواصلة مفاوضات صفقة الرهائن.
لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" أكدت في وقت لاحق عودة الوفد المفاوض من القاهرة بسبب خلاف مع نتنياهو، بينما ذكرت صحيفة "هآرتس" نقلاً عن مسؤول إسرائيلي أن "نتنياهو غير معني بمحادثات صفقة التبادل ومطالبه أفشلت المفاوضات".
لاحقا، قال مكتب نتنياهو إن "رئيس الحكومة مُصر على موقفه بإطلاق سراح جميع المختطفين الأحياء منهم والأموات"، مضيفاً أن "رئيس الوزراء لا يتدخل في السياسة الأميركية ويتوقع ألا يتدخل الأميركيون في السياسة الإسرائيلية".
شروط نتنياهو...
وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مصادر تأكيدها أن فريق المفاوضات قال لنتنياهو إن شروطه بشأن محور نتساريم ستجهض صفقة التبادل.
وذكرت أن فريق التفاوض أكّد لنتنياهو أن شروطه تخالف عرضاً وافقت عليه إسرائيل سابقاً.
وفي السياق، نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مسؤولين بفريق التفاوض قولهم إن تقديرات قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن نتنياهو غير معني بإبرام صفقة تبادل، في حين كشفت عن نشوب مشادة كلامية بين نتنياهو وكبار قادة أجهزة الأمن خلال اجتماع ناقش صفقة تبادل الأسرى يوم الأربعاء الماضي.
وقد حضر الاجتماع كل من وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس الموساد ديدي برنيع، ورئيس الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، ومسؤول ملف الأسرى والمفقودين في الجيش، وطالبوا نتنياهو بأن يبدي موقفاً واضحاً وصريحاً بشأن ما إذا كان يريد إتمام الصفقة أم لا، بدلاً من أن "يثير جنون العالم"، على حد تعبيرهم.
ولفت المصدر إلى أن الهوة تبدو سحيقة بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية، ووصفها بأنّها الأكبر على الإطلاق بين أي رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل وقادة أجهزته الأمنية.
تأتي هذه المستجدّات في حين أعلن مكتب نتنياهو أن وفداً إسرائيلياً سيتوجّه إلى القاهرة مساء السبت أو الأحد لاستكمال صفقة التبادل والتي تشمل التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى.
من جانبه، لفت القيادي في " حماس " سامي أبو زهري لوكالة "رويترز" ردّاً على الإعلان الإسرائيلي إلى أن "نتنياهو لا يريد وقف الحرب، وهو يستخدم هذه الإعلانات الفارغة للتغطية على جرائمه ومحاولات الإفلات من تداعياتها".
ولم يصدر عن الوسيطين المصري والقطري أي تعليق بشأن استئناف مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، خاصة أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في طهران فجر الأربعاء أثّر سلباً.
عائلات الأسرى غاضبة...
من جانبها، وصفت عائلات الأسرى الإسرائيليين التسريبات عن مساعي نتنياهو للانسحاب من الصفقة بـ"المخيفة"، مشدّدة على أنّها لن تسمح بإهمال المحتجزين.
وطالبت العائلات فريق التفاوض والقادة الأمنيين بإطلاع الجمهور على من يعرقل الصفقة وذرائعه. ودعت الإسرائيليين إلى الوقوف كالجدار للدفاع عن "الواجب الوطني" لإعادة الأسرى.
وذكرت العائلات أن وزير الدفاع يوآف غالانت أكّد سابقاً أن تل أبيب أضاعت الفرصة لإبرام صفقة.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بوضع عراقيل أمام اقتراح الاتّفاق للحيلولة دون انهيار حكومته وفقدان منصبه، إذ يهدّد وزراء اليمين المتطرّف بالانسحاب منها وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب على غزة.