أعلن الدفاع المدني في غزة أنه تسلم جثث مجهولة الهوية لـ80 فلسطينيا من إسرائيل الاثنين، وقام بدفنها في مقبرة جماعية.
وقال مدير الدفاع المدني في خان يونس يامن أبو سليمان: "تسلمنا 80 جثة داخل 15 كيسا، في كل كيس أكثر من أربعة شهداء".
وأضاف أن السلطات الإسرائيلية لم تقدم أي معلومات عن الجثث، بما في ذلك أسماء أصحابها أو المكان الذي عثرت فيه عليها أو نقلتها منه.
وتابع أبو سليمان: "لا نعلم هل هم شهداء أم أسرى في سجون الاحتلال".
وفي مقطع فيديو نشرته وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس، يمكن رؤية رجال يرتدون بدلات وقاية وهم يتفقدون الجثث الملفوفة في أغطية بلاستيكية زرقاء، قبل إفراغها من حاوية وصلت فيها.
وتظهر اللقطات الجثث وهي توضع في صف واحد استعدادا لدفنها في مقبرة جماعية تم حفرها في الرمال.
وقال صحافيون إنه تم دفن الجثث في المقبرة التركية قرب خان يونس، المدينة الرئيسية في الجزء الجنوبي من قطاع غزة.
أم تبحث عن ابنها
قالت سلوى كرز، وهي نازحة من مدينة غزة في الشمال، إنها جاءت إلى المقبرة التركية على أمل العثور على ابنها مروان (32 عاما) الذي انقطعت أخباره في كانون الثاني (يناير) وترك وراءه طفلا يبلغ ثمانية أشهر.
وأضافت المرأة البالغة 59 عاما: "عندما علمنا بتسليم 80 جثة، جئنا للبحث على أمل العثور عليه بينها"، مردفة بحزن "حتى الآن، لم نصل إلى أي شيء".
وأوضحت: "سنحاول التعرف عليه من ملابسه، كان يرتدي سروالا بني اللون وقميصا أزرق داكنا وسترة سوداء وحذاء رملي اللون".
آخر مرة رأته فيها غادر على دراجته الهوائية ملجأهم في دير البلح، وسط قطاع غزة.
من جهتها، قالت حركة حماس في بيان الاثنين إن تسليم إسرائيل جثثا بدون هويات خطوة "تضاعف من معاناة ذوي الشهداء والمفقودين الذي يسعون لمعرفة مصير أبنائهم المختطفين، أو دفن شهدائهم بشكل يليق بهم".
ولم يصدر عن الجيش الإسرائيلي أي تعليق فوري.
وفي كانون الأول (ديسمبر)، قالت مصادر حكومية تابعة لحماس إن إسرائيل أعادت جثث 80 فلسطينيا قتلوا في غزة بعد أخذها من المشارح والمقابر للتأكد من أنها لا تعود لرهائن.
وأضافت المصادر أنه تم دفن الجثامين في غزة.
تساءل منتدى أسر الرهائن في إسرائيل عن سبب سماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتسليم جثث الفلسطينيين دون التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس.
وقال المنتدى في بيان: "لماذا تعيد (إسرائيل) الجثث خارج إطار اتفاق شامل؟ مثل هذا الاتفاق يمكن أن يعيد الرهائن الأحياء لتأهيلهم مجددا والمتوفين لدفنهم بصورة لائقة".
تواصل الضغط العسكري
وفي جنوب شرق خان يونس، قال سكان إن إسرائيل شنت قصفا جويا ومدفعيا خلال الليل شمل مناطق أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلائها وعزا ذلك إلى شن مسلحين هجمات منها.
وقال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية تسببت في مقتل ثمانية فلسطينيين داخل سيارة على الطريق قرب خان يونس اليوم الاثنين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين أنه قتل عبد الفتاح الزريعي، الذي قال إنه كان يعمل في تصنيع الأسلحة في حركة حماس. وأضاف أن الهجوم وقع أمس الأحد.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن الزريعي، الذي كان يشغل منصب نائب وزير الاقتصاد في قطاع غزة، تعرض للاغتيال في غارة إسرائيلية على منزله في دير البلح وسط القطاع، أدت أيضا إلى مقتل والدته.
وتشير إحصائيات إسرائيلية إلى أن هجوم حماس على جنوب إسرائيل تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 39550 فلسطينيا قتلوا في الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة. ولا تفرق إحصاءات الوزارة بين المقاتلين والمدنيين.
ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن معظم القتلى من المدنيين.
وتقول إسرائيل، التي فقدت نحو 330 من جنودها في غزة، إن نحو ثلث القتلى الفلسطينيين من المقاتلين.