قال البيت الأبيض إنه يشعر "بقلق بالغ" إزاء الغارة الجوية الإسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة اليوم السبت، والتي أسفرت وفقا لمسؤولي الصحة في القطاع، عن مقتل نحو 100 شخص.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت في بيان: "نبدي قلقا عميقا حيال تقارير عن مقتل مدنيين في غزة" إثر الضربة، موضحا أن الولايات المتحدة "طلبت الحصول على مزيد من التفاصيل"، ومشددا على أن القصف الذي أثار تنديدا دوليا "يؤكد الحاجة الملحة إلى وقف لإطلاق النار وصفقة (للإفراج عن) الرهائن، الأمر الذي نواصل العمل بلا كلل لإنجازه".
وقالت نائبة الرئيس الأميركي والمرشّحة للرئاسة عن الحزب الديموقراطي كامالا هاريس للصحافيين: "مرّة أخرى يسقط عدد كبير جدّاً من المدنيين قتلى"، وكرّرت الدعوات التي تطالب بوقف إطلاق النار.
وفي أحدث التطورات بشأن تلك الغارة، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "بناء على تحقيق أجهزة الاستخبارات، يمكننا أن نؤكد القضاء على 19 مسلحاً على الأقل من حماس والجهاد الإسلامي"، مرفقاّ ذلك برسم بياني يضم أسماء هؤلاء الأشخاص وصوراً شخصية سابقة لهم.
وأشار الجيش الى أن "الغارة نفذت باستخدام ثلاث ذخائر دقيقة"، مؤكداً أنها "لم تتسبب بضرر بالغ في المجمع حيث كان المسلحون يتواجدون".
وكان الجيش قال في وقت سابق اليوم: "أغارت طائرة بتوجيه استخباري... على مخربين عملوا في مقر قيادة عسكري تم وضعه داخل مدرسة التابعين".
وأضاف: "لقد استخدم مخربو حماس مقر القيادة للاختباء والإعداد لاعتداءات" ضد الجيش ودولة إسرائيل.
مجزرة جديدة
وكان الدفاع المدني في قطاع غزة أعلن أنّ نحو 100 شخص قتلوا جرّاء ضربة إسرائيليّة جديدة على مدرسة في مدينة غزة بعد يومين من استهداف مدرستين أخريين.
وتقع مدرسة التابعين التي لجأ إليها نحو 250 نازحاً خصوصاً من النساء والأطفال، في وسط مدينة غزة وأفادت مصادر إعلامية تابعة لحكومة "حماس" في قطاع غزة قد تعرضت لضربة إسرائيلية ليل الجمعة السبت.
والضربة هي من الأكثر حصداً للأرواح منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لـ"حماس" في جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وأعلنت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) نقلاً عن مصادر محلية أن الطيران الاسرائيلي قصف المدرسة خلال أداء الضحايا لصلاة الفجر.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن معظم الضحايا والجرحى في هذه المجزرة من كبار السن والأطفال والنساء كانو يصلوا الفجر، النيران اشتعلت بأجسادهم.
وفي وقت سابق، قال المتحدّث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل لوكالة "فرانس برس" إنّ "حصيلة القتلى الآن هي بين 90 و100، وهناك عشرات الجرحى الآخرين". وأضاف أنّ "ثلاثة صواريخ إسرائيليّة أصابت المدرسة التي كانت تؤوي نازحين فلسطينيّين". من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة إنّ "أكثر من 100 شهيد" سقطوا جرّاء الضربة.
لاحقاً، قال مدير مستشفى المعمداني: "تم التعرف على 70 شهيد حتى الآن، وهناك قرابة 15 شهيد عبارة عن كوم من الأشلاء يصعب التعرف عليهم".
ودعت الجزائر لعقد جلسة طارئة ومفتوحة لمجلس الأمن الثلاثاء بشأن المجزرة.
مقتل مسؤول من "حماس"
في سياق آخر، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن طائرات سلاح الجو هاجمت الليلة الماضية، بتوجيه من جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، وليد السوسي، وهو ناشط في الجناح العسكري لحركة "حماس" ورئيس آلية الأمن العام للتنظيم في جنوب غزة.
وأشار إلى أن السوسي كان شريكاً فاعلاً في إدارة عملية خلق الصورة الاستخبارية من خلال تفعيل مصادر مختلفة في قطاع غزة، وعمل حركة "حماس" داخل القطاع.
"حماس" تندد
ونددت حركة "حماس" بـ"تصعيد خطير" فيما وافقت إسرائيل الجمعة على استئناف المباحثات حول هدنة في قطاع غزة، في 15 آب (أغسطس) إثر نداء ملح من دول الوساطة.
وشددت على أن "مجزرة مدرسة التابعين جريمة مروعة وتصعيد خطير في مسلسل الجرائم التي ترتكب في غزة".
يشار إلى أن وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في قطاع غزة أعلنت اليوم أن حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية المستمرة منذ نحو عشرة أشهر، بلغت 39790 قتيلاً على الأقل.
وقُتِل 91 شخصاً على الأقل في الثماني والأربعين ساعة الماضية حتى صباح السبت، بحسب بيان الوزارة التي قالت إن عدد المصابين بلغ 92002 منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر).