يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه على مناطق عدّة في قطاع غزة، حاصداً المزيد من الضحايا، مع دخول الحرب على القطاع يومها الـ310.
في آخر المستجدّات، طالب الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد سكّان حي الجلاء في شمال غزة بمغادرته فوراً استعداداً لعملية عسكرية في المنطقة ما يجعلها من أوسع أوامر الإخلاء في الصراع المستمر منذ أكثر من 10 أشهر، وتأتي بعد يومين من عودة الدبابات إلى شرق المدينة.
ونُشرت أوامر الإخلاء عبر منصّة "إكس" ورسائل نصية وصوتية على هواتف السكان تقول "من أجل أمنكم، عليكم الإخلاء بشكل فوري إلى المنطقة الإنسانية المستحدثة.. المنطقة التي تتواجدون فيها تعتبر منطقة قتال خطيرة".
وأعلن الجيش "أنّنا قصفنا أمس حوالي 30 موقعاً لحماس ضمنها مبانٍ عسكرية ومنصّات صواريخ".
وغادر عشرات الآلاف منازلهم وملاجئهم في منتصف الليل، متّجهين غرباً نحو المواصي وشمالاً نحو دير البلح، المكتظّة بالفعل بمئات الآلاف من النازحين.
وقال زكي محمد (28 عاماً)، الذي يعيش في مشروع إسكان حمد في غرب خان يونس، حيث تلقّى سكّان مبنيين متعدّدي الطوابق أمراً بالمغادرة "احنا تعبنا، هاي عاشر مرة أنا وعيلتي ننزح من مكان لجوئنا".
وأضاف لـ"رويترز" عبر تطبيق للتراسل "الناس حاملين أغراضهم وأطفالهم وأحلامهم وخوفهم وبيجروا نحو المجهول لأنه ما في مكان آمن، يعني شاردين من موت لموت".
قصف وضحايا
وسقط جرحى في غارات إسرائيلية على مدينة حمد السكنية شمالي خان يونس.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت صباحاً غربي بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة.
وذكرت مصادر فلسطينية أن عدداً من المدنيين أصيبوا فجراً إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في بلدة عبسان الكبيرة شرق المدينة أيضاً، والتي يشن فيها الجيش عملية عسكرية في مناطق عدّة.
وشنّ الطيران الإسرائيلي غارة أيضاً على بلدة القرارة.
وأطلفت الزوارق الحربية الإسرائيلية قذائفها باتّجاه ساحل مدينة غزة. وكان مخيّم الشاطئ غرب مدينة غزة كان من بين المناطق التي استهدفتها نيران البحرية الإسرائيلية.
وفق وسائل إعلام فلسطينية، نسف الجيش الإسرائيلي مبانٍ سكنية غربي مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
وقصف الجيش الإسرائيلي بالمدفعية غربي وشمالي مدينة رفح.
إلى ذلك، أصيبت فتاة فلسطينية بطلق ناري بالوجه من طائرة مسيّرة "كواد كابتر" إسرائيلية شرق مفترق المحطّة في دير البلح وسط قطاع غزة.
وقصف الجيش الإسرائيلي بالمدفعية شرق مخيم البريج وسط القطاع.
الكادر الصحي
في الموازاة، كشفت وزارة الصحّة الفلسطينية عن أن "نحو 500 من كادر القطاع الصحي استشهدوا وأصيب المئات منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)".
وأضافت، في بيان، أن "الاحتلال اعتقل أكثر من 310 آخرين في ما دمّرت 130 سيارة إسعاف في قطاع غزة، وتعرّضت المرافق الصحية والعاملين فيها في الضفة الغربية لأكثر من 340 اعتداء"، مشيرة إلى أن "استهداف الاحتلال المتعّمد للبنية التحتية الطبية أدّت إلى حرمان المواطنين من إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية".
ولفتت إلى أن "ظروف المياه والصرف الصحي السيئة، إلى جانب الاكتظاظ، أدّت إلى زيادة في الأمراض التي يمكن الوقاية منها والوفاة المبكرة"، مشيرة إلى أن "قطاع غزة يواجه كارثة صحّية عامة بسبب موارد المياه غير الآمنة ونقص احتياجات النظافة الأساسية لأكثر من 1.7 مليون نازح قسراً".
وتابعت أن "النقص الحاد في العاملين والإمدادات الطبية، بما في ذلك التخدير والمضادات الحيوية، يجعل العاملين في الرعاية الصحية يكافحون من أجل إنقاذ الأرواح".
ودعت الوزارة إلى "دخول الإمدادات الإنسانية بلا شروط لمعالجة النقص الحاد، والمساعدة في إجلاء الجرحى لتلقّي الرعاية الطبية المنقذة للحياة في الخارج".
اندلعت الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول إثر شنّ " حماس " هجوماً غير مسبوق داخل إسرائيل أسفر عن مقتل 1198 شخصاً، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة لوكالة "فرانس برس" تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
واحتجز المهاجمون 251 أسيراً، ما زال 111 منهم في غزة، وتوفّي 39 منهم، حسب الجيش الإسرائيلي.