تطالب حركة "حماس" بتطبيق خطة أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية أيار (مايو) للتوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة بينها وبين إسرائيل في قطاع غزة بدلاً من خوض مفاوضات جديدة اعتباراً من الخميس في الدوحة أو القاهرة.
وشهدت الخطة التي قال بايدن إنَّها مقترح إسرائيلي، مداولات مكثفة على مدى الأسابيع القليلة الماضية حتى مع احتدام الحرب في غزة.
وفي التاسع من آب (أغسطس)، وبعد أيام على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في طهران، وافقت إسرائيل على استئناف المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة والإفراج عن الرهائن في غزة، رداً على دعوة أطلقها الوسطاء الأميركيون والمصريون والقطريون.
لكن بعد أيام من ذلك، شنت إسرائيل ضربة على مدرسة تؤوي نازحين، أوقعت 93 قتيلاً على الأقل بينهم نساء وأطفال وفق حصيلة للدفاع المدني في القطاع.
وبرّر الجيش الإسرائيلي القصف باستهداف مسلّحين، قائلاً إنَّه قضى في المدرسة على "19 مسلحاً على الأقلّ".
ولم تتمكن وكالة "فرانس برس" من التحقق بشكل مستقل من حصيلة قتلى هذه الضربة.
في ما يأتي تفاصيل خطة بايدن والمواقف المسجّلة منذ اغتيال هنيّة.
ثلاث مراحل
في 31 أيار (مايو)، قال بايدن إن إسرائيل تقترح "خارطة طريق" من ثلاث مراحل لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن في قطاع غزة.
وبحسب الخطة، تستمر المرحلة الأولى ستة أسابيع وتتضمن وقفاً كاملاً ودائماً لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة.
وتتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى مقابل "إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين" لدى إسرائيل وفق ما قال الرئيس الأميركي.
وسيُتاح للفلسطينيين العودة إلى "منازلهم وأحيائهم" في مختلف أنحاء القطاع بما فيها المناطق الشمالية التي تعرضت لأكبر قدر من الدمار جراء القصف الإسرائيلي والمعارك الضارية.
تزامناً، ستتم زيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع ورفعه إلى حمولة 600 شاحنة يومياً، بينما سيعمل أطراف في المجتمع الدولي على توفير مئات آلاف الوحدات السكنية والملاجئ الموقتة.
أما في المرحلة الثانية، فقال بايدن إنَّه في حال اتفق الجانبان سيتم التفاوض على "وقف دائم للأعمال العدائية"، بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
وبحسب بايدن، يستمر العمل في وقف إطلاق النار ما دامت المفاوضات مستمرة.
وقال مسؤولون إنَّ الوسطاء القطريين ركزوا على الدفع نحو وقف دائم للأعمال العدائية بينما شاركت مصر بشكل أكبر في ملف تبادل الرهائن وإدخال المساعدات إلى غزة.
وفي المرحلة الثالثة، وعد بايدن بأن يكون هناك "خطة كبيرة لإعادة إعمار غزة" ولإعادة رفات الرهائن القتلى.
... وفي حال فشلت المفاوضات؟
قال بايدن إنَّه في حال "فشلت حماس في الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق، يمكن لإسرائيل استئناف العمليات العسكرية".
ولطالما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن أفضل طريقة لتأمين إطلاق سراح الرهائن هي الاستمرار في ممارسة الضغط العسكري على "حماس".
مع ذلك، أشار بايدن إلى أن مصر وقطر ستعملان على ضمان التزام "حماس" بالشروط، في حين أن الولايات المتحدة ستتولى فعل ذلك مع إسرائيل.
مواقف طرفَي النزاع والوسطاء
مساء الأحد، طالبت حركة "حماس" بتطبيق خطة بايدن "بدلًا من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيدًا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين".
ولم تعلق إسرائيل بعد على دعوة حماس الأخيرة لتطبيق خطة بايدن.
وسارع الوسيط القطري الى انتقاد إسرائيل بعد اغتيال هنية.
وكتب رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني على منصة إكس في 31 تموز (يوليو) بعد ساعات من اغتيال هنيّة "إن نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟ السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادين وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة".