اقتحم مئات المستوطنين صباح اليوم الثلاثاء بحماية الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى، وفق ما ذكرت "وكالة الأنباء الفلسطينية" (وفا).
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى إنَّ 2250 مستوطناً ومتطرفاً اقتحموا الأقصى في الفترة الصباحية بحماية الشرطة.
وأشارت إلى أن "المستعمرين قاموا بتدنيس الباحات وأدوا طقوس تلمودية ورفعوا العلم الإسرائيلي في باحاته، إذ من المتوقع أن يقتحم آلاف المستعمرين المسجد الأقصى خلال هذا اليوم في فترتي الاقتحام الصباحية والمسائية".
وأضافت الأوقاف أن "قوات الاحتلال عرقلت دخول المصلين إلى باحات المسجد الأقصى ونشرت قوات كبيرة على أبوابه من أجل تسهيل عمليات اقتحام المستعمرين".
"تطور كبير"
واقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اقتحم المسجد الأقصى بحماية من الشرطة الإسرائيلية.
وقال بن غفير: "هناك تطور كبير في سيطرتنا وسيادتنا على الأقصى"، مشيراً إلى أن "سياستنا هي السماح بالصلاة لليهود في المسجد".
وأضاف: "علينا أن ننتصر في هذه الحرب وألا نذهب إلى مؤتمرات في الدوحة أو القاهرة".
وأفادت مصادر محلية لـ"وفا" بأن بن غفير اقتحم المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وتجول بالساحة الشرقية، وبرفقته عدد كبير من عناصر الشرطة.
"انحراف"
في السياق، أوضح مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "صنع السياسات في الحرم القدسي يخضع مباشرة للحكومة وزعيمها".
وقال في بيان إنَّه "لا توجد سياسة خاصة لأي وزير في الحرم القدسي- لا لوزير الأمن القومي ولا لأي وزير آخر. كان هذا هو الحال دائماً في جميع حكومات إسرائيل".
ولفت المكتب إلى أن "الحادث الذي وقع هذا الصباح في الحرم القدسي هو انحراف عن الوضع الراهن".
وشدد على أن "سياسة إسرائيل لم تتغير في الحرم القدسي، هكذا كان وهكذا سيبقى أيضاً".
ورد مكتب بن غفير بالقول: "سياسة الوزير هي السماح بحرية العبادة لليهود في كل مكان بما في ذلك المسجد الأقصى، واليهود سيواصلون القيام بذلك".
وأكد أن "الأقصى هو منطقة سيادية إسرائيل، والقانون لا يسمح بالتمييز ضد اليهود في الأقصى".
من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إنَّ "ما يقوم به بن غفير في الحرم القدسي، والذي يتناقض تماماً مع الموقف الإسرائيلي خلال الحرب، يعرض حياة المواطنين الإسرائيليين وحياة جنودنا ورجال الشرطة للخطر".
كما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هليفي شارك في الاقتحامات.
أما عضو الكنيست بيني غانتس فقد انتقد نتنياهو بشدة بسبب اقتحام بن غفير للأقصى، وطالبه بمصادرة صلاحيات وسلطات بن غفير كونه يتسبب باستفزازات لا ينتج عنها سوى ضرر بأمن اسرائيل.
وحوّلت الشرطة الإسرائيلية البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، ونشرت مئات من عناصرها على مسافات متقاربة، خاصة عند بوابات المسجد الأقصى، وشددت إجراءاتها العسكرية عند أبوابه وأبواب البلدة القديمة، وفرضت قيوداً على دخول المصلين، بحسب "وفا".
وتأتي هذه الاقتحامات بعد دعوات من قبل مستوطنين متطرفين لاقتحام واسع للأقصى، في ذكرى ما يعرف بـ"خراب الهيكل" المزعوم.
واقتحم 411 مستوطناً المسجد الأقصى يوم أمس الاثنين وسط حراسة من الشرطة الإسرائيلية، في ما اقتحمه 370 مستوطناً الأحد.
تعليق فلسطيني
في السياق، أشارت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى أن "اقتحام الوزيرين الإسرائيليين إيتمار بن غفير ويتسحاق غولدكنوبف للمسجد الأقصى المبارك إمعان في العدوان على شعبنا ومقدساته واستفزاز لمشاعر المسلمين".
وقالت في بيان، إنَّ "تكرار اقتحامات المستوطنين للأقصى لن تفلح في تهويده أو فرض واقع جديد عليه والعبث بهويته العربية الإسلامية".
وأضافت "حماس": "سلوك حكومة المتطرفين الصهاينة وأعضائها مجرمي الحرب يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي لردعها ومحاسبتها".
من جهتها، أكدت "حركة الجهاد الإسلامي" أن "اقتحام المسجد الأقصى والعدوان الذي يقوده الإرهابي إيتمار بن غفير وقطعان المستوطنين تسعير للحرب على غزة والضفة والقدس".
ولفتت إلى أن "الاقتحام الذي يقوده بن غفير يؤكد أن المخططات الصهيونية لتهويد الأقصى متواصلة ومستمرة".
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
