ستعقد الخميس في الدوحة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل لوقف إطلاق النار في الحرب الدامية الدائرة في غزة منذ أكثر من عشرة أشهر، على ما أفادت ثلاثة مصادر مطلعة على المحادثات وكالة "فرانس برس" اليوم الأربعاء.
وأكّد مصدر مقرب من "حماس" وآخر مطلع على الملف أنّ المفاوضات ستنطلق الخميس في العاصمة القطرية، في ما أكّد مسؤول أميركي مطلع على المحادثات أنّ من المقرر أن يتوجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز للدوحة لحضور المباحثات.
وأكّد المصدر المقرب من "حماس" لـ"فرانس برس" أنّ الحركة لن تعيد التفاوض حول ما تم الاتفاق عليه في وقت سابق.
وقال إنَّ الوفد "لن يغيّر في شيء مما سبق... على الإسرائيليين أن يحضروا للموافقة أو لا يأتوا على الإطلاق".
ووفق ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن القيادي في حماس أسامة حمدان، فإن "الحركة فقدت الثقة في قدرة الولايات المتحدة على التوسط لوقف إطلاق النار في غزة"، مضيفاً أن "حماس لن تشارك إلا إذا ركزت المحادثات على تنفيذ الاقتراح المفصل الذي كان طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن في أيار (مايو) وحظي بتأييد دولي واسع".
وأضاف حمدان: "لقد أبلغنا الوسطاء أن أي اجتماع يجب أن يعتمد على الحديث عن آليات التنفيذ وتحديد المواعيد النهائية بدلاً من التفاوض على شيء جديد، وإلا فإن حماس لا تجد سبباً للمشاركة".
في السياق، أكد مسؤول مطلع على محادثات وقف إطلاق النار في غزة لـ"رويترز" أن الوسطاء يتوقعون التشاور مع حركة "حماس" بعد محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة.
ومساء اليوم، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحافيين إن الولايات المتحدة تتوقع أن تمضي محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة على النحو المخطط له رغم قرار حركة حماس عدم الحضور.
وأضافت أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت مكغورك سيشاركان في المحادثات.
الوفد الإسرائيلي
من جهته، أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء أن وفداً إسرائيلياً سيحضر محادثات الخميس في الدوحة.
وجاء في بيان صادر عن مكتبه: "وافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة غداً، وكذلك على التفويض بإجراء المفاوضات".
وأفاد مكتب نتنياهو وكالة "فرانس برس" بأن رئيسي جهازي الموساد وشين بيت دافيد برنيع ورونين بار سيشاركان في محادثات الدوحة.
وأوضح المكتب أن الوفد الإسرائيلي سيضم "رئيسي الموساد والشين بيت فضلاً عن نيتسان ألون (منسّق ملف الرهائن) وعوفير فالك (مستشار سياسي)".
من جانبه، نقل "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "نتنياهو وسع التفويض الممنوح للفريق المفاوض بشأن صفقة المختطفين بشكل طفيف".
وأضاف الموقع أن نتنياهو أعطى تفويضاً معقولاً يبرر السفر إلى جولة المحادثات المقررة في قطر.
لكن هيئة البث الإسرائيلية أكدت أن "نتنياهو متمسك بشرطين قبل التوصل لأي اتفاق مع حماس وهما بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وغزة، وكذلك تفتيش النازحين الراغبين في العودة إلى شمال قطاع غزة".
وأضافت أن "ممثلين للموساد والشاباك والجيش ناقشوا الترتيبات الأمنية بمحور فيلادلفيا تمهيدا للصفقة"، مشيرة إلى أنه "إذا تم الانسحاب من محور فيلادلفيا فستطالب إسرائيل بإجراءات تمنع اقتراب حماس من حدود مصر".
والأسبوع الماضي، وجّهت الولايات المتحدة ومصر وقطر دعوة علنية مشتركة غير اعتيادية لإسرائيل و"حماس" لإجراء مفاوضات تبدأ الخميس. وهي دعوة لقيت دعماً فورياً من السعودية والإمارات.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل حينها إنَّ نتنياهو أكد مشاركة إسرائيل في ما "أكد لنا شركاؤنا القطريون أنهم يعملون على ضمان وجود تمثيل لحماس أيضاً".
وجاء الدفع لاستئناف المحادثات بعدما حمّلت إيران وحلفاؤها إسرائيل مسؤولية مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية الذي كان مشاركا في المفاوضات لوقف إطلاق النار.
وتعهدت إيران الرد على إسرائيل، في ما أرسل الرئيس جو بايدن تعزيزات إضافية من القوات الأميركية إلى المنطقة، لكنه انتقد في الوقت نفسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بسبب توقيت الاغتيال.
ولدى سؤاله عمَّا إذا كانت هدنة بين إسرائيل و"حماس" قد تحول دون وقوع الهجوم الإيراني، قال بايدن للصحافيين "هذا ما أتوقعه"، مؤكداً أنه "لن يستسلم" في وقت "تتكثف" المفاوضات لتحقيق هذا الهدف.