النهار

واشنطن متفائلة ببداية "مشجعة" لمفاوضات الدوحة و"حزب الله" يتمسك بردّ عسكري على إسرائيل
نادر عزالدين
المصدر: النهار العربي
خيّمت أجواء إيجابيّة في الدوحة اليوم على جولة التفاوض الجديدة الهادفة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل و"حماس"، إذ وصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي بدايتها بـ"المشجعة".
واشنطن متفائلة ببداية "مشجعة" لمفاوضات الدوحة
و"حزب الله" يتمسك بردّ عسكري على إسرائيل
فتيان فلسطينون وسط دمار الغارات الإسرائيلية على مخيم جباليا. (أ ف ب)
A+   A-

خيّمت أجواء إيجابيّة في الدوحة اليوم على جولة التفاوض الجديدة الهادفة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل و"حماس"، إذ وصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي بدايتها بـ"المشجعة".
ويشارك في المفاوضات، التي من المتوقع أن تستمرّ ليوم آخر، الوسطاء الثلاثة الولايات المتحدة وقطر ومصر، والوفد الإسرائيلي، وبشكل غير مباشر ممثلون عن "حماس".
ورغم جُرعة التفاؤل المُفرطة التي يبديها الأميركيون والتسريبات في الإعلام العبري عن نيّة الوفد الإسرائيلي البقاء في العاصمة القطرية حتى التوصّل إلى صفقة، فإنّ احتمالات حدوث ذلك لا تزال منخفضة نظراً لتعنّت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وطرحه شروطاً جديدة.

"الكثير من العمل"
وعلى أيّ حال فإنّ كيربي نفسه أيضاً لم يتوقّع التوصّل الى اتفاق سريع. وقال في مؤتمر بالبيت الأبيض: "يبقى الكثير من العمل. نظراً لتعقيد الاتفاق، لا نتوقع الخروج من هذه المباحثات مع اتفاق اليوم"، موضحاً أن "هذا عمل محوري. يمكن تجاوز العقبات المتبقية، وعلينا أن نوصل هذه العملية إلى خاتمتها".
وتابع: "علينا أن نرى الرهائن وقد تمّ الإفراج عنهم، مساعدات للمدنيين الفلسطينيين في غزة، الأمن لإسرائيل وتوترات أقل في المنطقة، وعلينا أن نرى هذه الأمور في أقرب وقت ممكن".
وينسجم خطاب المسؤول في البيت الأبيض مع رغبة أميركية ملحّة بالتوصّل إلى حلّ سريع بشأن الحرب في غزة وعدم رغبتها بتوسّعها نحو حرب إقليميّة، أقلّه في هذا التوقيت، إذ يرى مراقبون أنّ زيادة حجم الضغوط الأميركية على نتنياهو لتوقيع اتفاق ترافقت مع تحرّر الرئيس جو بايدن من ملف الانتخابات الرئاسية ومحاولته كسب رضى اللوبي اليهودي، وبالتالي فإنّ أي إنجاز للديموقراطيين الآن يمكن أن يساعد المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس في الوصول إلى الحكم، خاصة أنّها أبقت نفسها مؤخراً على مسافة من نتنياهو، وسط توقّعات بأن تتمكّن من اكتساب عدد كبير من أصوات الفئة الرمادية والعرب والمسلمين بوجه منافسها الجمهوري دونالد ترامب الذي أبدى تحيّزاً مطلقاً لإسرائيل في تصريحاته الأخيرة.
وتُجرى المفاوضات على أساس طرح أعلن عنه بايدن في 31 أيار (مايو) وينصّ على ثلاث مراحل تشمل وقفاً لإطلاق النار وانسحاباً للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

"تفاصيل تطبيق الاتفاق"
ورفض مصدر قيادي في "حماس" وصف اجتماع الدوحة بأنّه "جولة تفاوض جديدة". وشدّد في اتصال مع "النهار" على أنّ "ما تتمّ مناقشته هو سبل تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه"، في إشارة إلى ورقة بايدن التي سبق للحركة الفلسطينية أن وافقت عليها وطالبت بوضع آليات تطبيقية لها في مطلع تموز (يوليو).
ووصف المحادثات بأنّها "صعبة ودقيقة" كونها ترتبط بـ"تفاصيل تطبيق الاتفاق" التي تُعدّ حساسة بالنسبة إلى جميع الجهات المعنية، وتتطلّب في بعض الأحيان تقديم تنازلات.
وتتزامن هذه الجولة مع تجاوز عدد ضحايا الحرب المتواصلة منذ عشرة أشهر الأربعين ألفاً، وفق وزارة الصحة في غزة، وفي ظلّ تصعيد إقليمي بين الدولة العبرية من جهة وإيران و"حزب الله" من جهة أخرى، والتخوّف من اتساعه، عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" اسماعيل هنية في طهران بعد ساعات من ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت قتلت القائد العسكري للتنظيم اللبناني فؤاد شكر.
ومارست الدول الغربية ضغوطاً مُكثّفة على إيران و"حزب الله" للتراجع عن تهديداتهما بالردّ على إسرائيل، وفي هذا الإطار زار وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه بيروت بعد الموفد الأميركي آموس هوكشتاين. وروّج بايدن لنظريّة "وقف النار في غزة" مقابل الامتناع عن مهاجمة إسرائيل.
وبرزت مؤشرات من طهران و"حزب الله" بشأن إمكانية السير بطرح كهذا، كونه يُحقّق الهدف المعلن لـ"جبهات الإسناد"، إلا أنّ الأمر يبقى رهناً بمدى تجاوب إسرائيل. وعليه أفادت مصادر "النهار" بأنّ التنظيم اللبناني "بات جاهزاً ميدانياً" لتنفيذ تهديد أمينه العام السيّد حسن نصرالله بالردّ، بانتظار ما ستؤول إليه نتيجة المفاوضات.

اقرأ في النهار Premium