تتكثّف الجهود من قبل الوسطاء في محاولة للوصول إلى وقف القتال في غزة، وسط تفاؤل حذر.
رفض من حماس؟
في آخر التطوّرات، كشف مسؤولون إسرائيليون عن أن حركة "حماس" ستعتبر الاقتراح الأميركي الجديد بشأن الهدنة في قطاع غزة موقفاً إسرائيلياً.
وأشاروا إلى أنّهم يقدّرون أن الحركة لن توافق على الاقتراح الجديد، بحسب ما نقل موقع "والا" الإسرائيلي.
قدّمت الولايات المتحدة الجمعة، في ختام المحادثات التي استمرت يومين بالدوحة، اقتراحاً جديداً في محاولة لسد الفجوات المتبقية والتوصّل إلى اتّفاق.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر مطلعة على المحادثات قولهم إن فرق العمل في الدوحة وتلك التي ستصل إلى القاهرة تسعى إلى على سد الفجوات بشأن أسماء الأسرى والمعتقلين الذين سيتم إطلاق سراحهم إضافة إلى مناقشة مسألة رفح ومحور فيلادلفيا.
في السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن "الخلافات بشأن محور فيلادلفيا يمكن حلها، وإن هناك دعماً للاقتراح الأميركي".
وذكرت أن هناك خلافات عميقة بين الأطراف، خصوصا بشأن ما يتعلّق بانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
تقدّم كبير...
إلى ذلك، أشار مسؤولون إسرائيليون مطّلعون على المحادثات لصحيفة "يسرائيل هيوم" إلى أنّه تم إحراز تقدّم كبير في مختلف مجالات الصفقة مع الوسطاء، وأضافوا أن الهدف هو الاتفاق على الخطوط العريضة بحلول يوم الأربعاء.
وقالت هيئة البث إن المسؤولين يهدفون لتحقيق انفراجة بالمحادثات هذا الأسبوع.
في هذا السياق، لفتت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن "المفاوضات تتقدّم خطوة ونتنياهو يجري نقاشاً قبل مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة".
وأوضح المسؤولون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال يطالب واشنطن بموافقةٍ كتابية تمكّن إسرائيل من استئناف القتال ضد "حماس" بعد انتهاء الصفقة.
هذا وأشار المسؤولون إلى أنّه تم تسليم الخطوط العريضة للاتّفاق إلى "حماس" في الخارج، على ان يتم تسليمها إلى قادة الحركة في غزة، بانتظار الرد.
في الموازاة، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن شيئاً لم يتحقّق في قمة الدوحة، ولكن بايدن اختار أن يحل العقد المركّبة بالحديث المفرط بالتفاؤل، وهو ما يجعل الرهان على:
- الضغط العسكري على الأرض.
- الضغط من قبل الوسطاء في إقناع "حماس" بإبداء مزيد من المرونة والتنازلات.
وأضافت: "كل التقدّم الذي يُشار إليه هو تقدّم وصف بأنّه بين الوسطاء أنفسهم وليس مع حماس".
واعتبرت أن "فشل القمّة وإقدام حزب الله وإيران على الرد (أو أحدهما) سيطوي صفحة هذه الصيغة من التفاوض بعد أن تكون قد استنفذت نفسها، وسيتم البحث عن صيغة جديدة لا تكون السلطة بعيدة عنها، خاصة بعد تصريح الرئيس محمود عباس في البرلمان التركي".
وختمت: "ما نشر عن إعلان إسرائيليين ضباط كبار أن القتال في غزة قد استنفذ نفسه، سيعني الانتقال للمرحلة الثالثة وهي أقل كثافة في القتال وأكثر تركيزاً وطولاً من حيث الزمن ومن ميزاتها الأخرى. إنها تسير بالتوازي: استمرار الحرب مع مسار سياسي تجريبي بشأن كيفية إدارة القطاع ومن سيحكمه".
تفاصيل الاقترح الأميركي
نشرت القناة 12 الإسرائيلية تفاصيل اقتراح الوساطة الأميركية في الدوحة، إذ حدّد قائمة المخطوفين الذين سيتم إطلاقهم ومواعيد الإطلاق، وكذلك قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل مخطوف.
وسيتم إطلاق سراح النساء والجنود أولاً، وستكون هناك أولوية لإطلاق سراح الأسرى الأحياء.
واقترحت واشنطن أيضاً إطلاق سراح أفرا منغستو وهشام السيد الذين أسرتهما "حماس" قبل سنوات.
ويتضمّن الاقتراح قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل أسير إسرائيلي، ومن بينهم 47 أسيراً أطلق سراحهم في صفقة شاليط وأعيد سجنهم في السنوات الأخيرة.
بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم ملخّصات أكثر تفصيلاً عن تحرّكات الجيش الإسرائيلي في مناطق مختلفة في قطاع غزة، خلال فترة الهدنة ووقف إطلاق النار.
وأكّدت القناة الإسرائيلية أن قضية محور نتسريم لم تطرح في الوثيقة الأميركية التي قدّمت في الدوحة، وسيتم مناقشتها أثناء زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل.
وقالت مصادر مطلعة على المحادثات إن "حماس لم تعطِ جواباً، وبالتالي فإن كل التقدّم وتضييق الفجوات والتفاؤل الحذر يبقى موضع علامة استفهام كبيرة".
ضغط
في السياق، ذكرت القناة 12 أن مصر وقطر ستضغطان على "حماس" لقبول الصفقة لو اتّفقت واشنطن وتل أبيب.
إلى ذلك، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول أن "الوسطاء يواصلون الحديث مع إيران وحزب الله لمنع التصعيد".