قالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) مساء اليوم الأحد إن "القيادة الفلسطينية شرعت بتحركاتها واتصالاتها على مستوى العالم للتحضير لتوجه الرئيس محمود عباس وأعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة، من أجل أن يكون الرئيس والقيادة مع أبناء شعبنا الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية هناك، والتأكيد على أن دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية هي صاحبة الولاية والمسؤولية على أرض دولة فلسطين كافة، والعمل على استعادة الوحدة الوطنية".
وأضافت الوكالة أنه "تم في هذا الصدد التواصل مع الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، والأشقاء في الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأفريقي، وغيرها من الدول والقوى الهامة في العالم، من أجل ضمان نجاح هذه الخطوة، وتوفير الدعم والمشاركة لمن أمكن. وكذلك تم إبلاغ إسرائيل بذلك".
وتعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا منذ عام 2007، حيث تسيطر حماس وحكومة شكلتها على قطاع غزة، في حين تدير الضفة الغربية حكومة شكلتها حركة فتح بزعامة محمود عباس.
وعلى مدى سنوات طويلة عقدت لقاءات عدة بين الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، دون أن تُسفر عن خطوات عملية جادّة تحقق هدفها.
الوضع الميداني في غزة...
ميدانيا، يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، برّاً وبحراً وجوّاً، في اليوم الـ317، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات.
في آخر المستجدّات، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في قطاع غزة اليوم الأحد أن حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية المستمرة منذ عشرة أشهر، بلغت 40099 قتيلاً على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إنَّها أحصت بين من نقل إلى المستشفيات "25 شهيداً... خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة" حتى صباح الأحد. وأشارت إلى أن عدد الجرحى الإجمالي "بلغ 92609 إصابة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)".
في السياق، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنَّ "نقص إمدادات الوقود في محافظتي غزة وشمال غزة يهدد بتوقف خدمات الإسعاف والإغاثة الصحية".
وأشار حسام أبو صفية مدير "مستشفى كمال عدوان" في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إلى أن "المستشفى سيتوقف عن العمل خلال 24 ساعة بسبب نفاد الوقود وعدم توفر المستلزمات الطبية".
إلى ذلك، أصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين إثر قصف الجيش الإسرائيلي عيادة طبية خاصة في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأفادت تقارير صحافية بأن قصفاً إسرائيلياً استهدف منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح خلّف قتيلين وعدداً من المصابين.
قبل ذلك، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بـ"استشهاد 4 مواطنين وإصابة آخرين بينهم أطفال ونساء، فجر اليوم، في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي شقّتين سكنيتين في مخيم جباليا".
وأضافت: "استشهدت مواطنة وطفل وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال منزلاً في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب القطاع".
وتابعت: "قصفت طائرات الاحتلال منزلاً في أرض أبو ستة في مخيم النصيرات وسط القطاع، وقصفت مدفعية الاحتلال شقة ببرج النوري شمال المخيم، ما أدّى إلى اشتعال النيران في الشقة".
وقتل فلسطينية وأصيب عدد من الجرحى في قصف إسرائيلي على منزل بحي الصبرة جنوبي مدينة غزة.
وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى أن قصفاً مدفعياً استهدف المناطق الجنوبية الغربية لمدينة غزة. وأفادت بأن "مدفعية الاحتلال استهدفت محيط مسجد حسن البنا في حي الزيتون".
كما نسفت قوّات الجيش الإسرائيلي مبانٍ سكنية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
زيادة حدة القتال...
إلى ذلك، أصدر مجلس الوزراء الإسرائيلي تعليماته للجيش بزيادة حدة القتال في غزة لتحسين موقف إسرائيل في المحادثات، وفق ما ذكر موقع "واللا".
وقال الموقع إنَّ رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي وجّه خلال اليومين الماضيين بتكثيف العمليات العسكرية في رفح.
وبحسب الموقع، فإن تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن تدمير لواء رفح في "كتائب القسّام" سيحسّن ظروف المفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين.
وأضاف أن مقاتلو لواء رفح يستخدمون الصواريخ المضادة للدروع والعبوات الناسفة في مهاجمة القوّات الإسرائيلية.
وبحسب "واللا"، فإن الجهاز الأمني الإسرائيلي يصر على الاحتفاظ بإمكانية العودة لقتال "حماس" وعدم وقف الحرب.
إلى ذلك، ذكر الجيش الإسرائيلي أن "قوّاتنا تواصل تعميق العمليات العسكرية في خان يونس ومشارف دير البلح".
المنطقة الإنسانية...
في السياق، أعلنت بلدية دير البلح أن "الاحتلال يقلّص المنطقة الإنسانية ويرفع عدد النازحين في المدينة إلى قرابة مليون نازح، موزعين على نحو 200 مركز إيواء ما يجعل من دير البلح المنطقة الأكثر استيعاباً للنازحين على مر التاريخ وعلى مستوى العالم مقارنة مع مساحتها".
ولفتت إلى أن "الاحتلال قلّص المنطقة الإنسانية في الجنوب من 30 كلم إلى 20 ما أدّى إلى إلى تكدّس مخيف للأهالي في شريط ضيق في ظل الحر الشديد ما ينتج أمراضاً وأوبئة".
وقالت: "عجزنا عن توفير الخدمة المطلوبة للأهالي بسبب خروج عدد من آبار وخزانات المياه عن الخدمة لوجودها في المنطقة التي طلب الاحتلال إخلاءها".
بدوره، أوضح الدفاع المدني في القطاع أن "الاحتلال يحاصر الفلسطينيين في منطقة تقل مساحتها عن 11% من مساحة القطاع".
وقال: "10 آلاف شهيد لا يزالون تحت الأنقاض لم نستطع انتشالهم بسبب منع إدخال المعدات اللازمة، ورصدنا تبخر جثث 1760 شهيداً بسبب استخدام الاحتلال أسلحة محرمة دولياً بالأغضافة إلى اختفاء جثث 2210 شهداء من مقابر متفرقة في القطاع".
اندلعت الحرب إثر هجوم لـ"حماس" على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) أسفر عن مقتل 1198 شخصاً، معظمهم مدنيّون، وفق حصيلة لـ"فرانس برس" تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصاً، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بمن فيهم 39 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
والسبت، أعلن الجيش الإسرائيلي أن حصيلة قتلاه بلغت 332 منذ بدء الحملة البرية في 27 تشرين الأول.