النهار

الصداقة جمعتهما... حمادة وناهد ورحلة الخروج من غزة
المصدر: النهار العربي
ألهم صوت سقوط القذائف والصواريخ حمادة في كتابة الأغاني خلال أشهر تنقّله والحرب.
الصداقة جمعتهما... حمادة وناهد ورحلة الخروج من غزة
حمادة.
A+   A-
جمعت الصداقة الشاب حمادة من غزة وناهد، وهي فنانة فلسطينية مغتربة تعيش في نيويورك، إذ وثّق حمادة أيّامه خلال الحرب ورحلة خروجه من غزة مع فرقته الموسيقية عبر تطبيق "واتساب" ومنشورات عبر "إنستغرام".
 
بدأت القصة عندما تعاون حمادة وناهد في في تنظيم حفل موسيقي لوكالة "الأونروا" في الولايات المتحدة الأميركية لجمع الأموال للاجئين الفلسطينيين تم بثه في آب (أغسطس) 2023، حيث قامت فرقة "سول باند" التابعة لحمادة بأداء أغنية من تأليف ناهد بعنوان "عاشق من فلسطين".
 
خطّط حمادة وفرقته للسفر إلى الولايات المتحدة وكان لديهم موعد للحصول على التأشيرة في 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، إذ كانوا يأملون في تقديم عروضهم في جميع أنحاء العالم.
 
الهجوم...
إلا أن حمادة وفرقته لم يصلا إلى الموعد قط. ففي 7 تشرين الأول، اقتحم مسلّحون من حركة "حماس" جنوب إسرائيل. فرد الجيش الإسرائيلي بحرب مدمّرة على القطاع الفلسطيني وبدأ حصار كامل بين إسرائيل ومصر.
 
وقال حمادة لصحيفة "لغارديان" عبر "واتساب" إنّه لم يبقَ الآن من حيّه سوى الطين والرماد والحطام "مثل جميع المنازل في غزة، وجميع المباني، وجميع المعالم، وكل الذكريات".
 
وفرّ إلى حي الرمال في مدينة غزة ثم إلى الجنوب، مستخدماً "إنستغرام" لتوثيق يومياته وهروبه من الموت.
 
النزوح
بدأ مئات الآلاف من الفلسطينيين بالتحرّك جنوب القطاع مع تكثيف إسرائيل هجماتها على مدينة غزة.
 
وظل حمادة وناهد على اتّصال أثناء تنقّله، فوجد نفسه أمام الدمار الذي لحق بالمراكز الثقافية في غزة، بما في ذلك قاعات الحفلات الموسيقية التي نشأ فيها.
 
وأصبح مركز رشاد الشوا الثقافي أحد أهم المراكز الثقافية في غزة  تحت الأنقاض.
 
وأردف: "كنت أغنّي على هذا المسرح، وكان الناس يرونني، لكنه اختفى أيضاً وانهار، ولم يبق سوى الصور والذكريات التي تعيش في العقل والقلب".
 
حاول حمادة خلال الحرب الاستمرار في تأليف الموسيقى لنفسه ولكن أيضاً للترفيه عن آلاف الأطفال الذين نزحوا وتسليتهم حتّى انتهى الأمر به في خان يونس مع عائلته. 
 
إلّا أن في كانون الثاني (يناير)، فرّ آلاف النازحين الفلسطينيين مرّة أخرى عندما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه حاصر المدينة.
 
وأضاف حمادة للصحيفة: "لقد فقدت أيضاً الاتّصال بعائلتي بسبب نقص الإنترنت والاتصالات، لذلك ذهبت لأرى كيف حالهم لأنّه لم يكن لدي أي فكرة عما إذا كانوا  أحياء أم أموات".
 
"وتابع: "لقد وجدت عائلتي هناك عندما وصلت إلى مقر الأونروا في خان يونس وتأكّدت من أن الجميع ما زالوا على قيد الحياة وبصحّة جيّدة."
 
على أصوات القصف...
ألهم صوت سقوط القذائف والصواريخ حمادة في كتابة الأغاني خلال أشهر تنقّله والحرب.
 
وقال: "سواء كان ذلك بالكلمات أو النغمة أو الإيقاع، كنت أحاول نقل الحالة العاطفية التي كنت أعيشها، إنّه السبيل الوحيد للخروج."
 
 
مع وجود حمادة في رفح، كانت ناهد تدير موقع "GoFundMe" لمساعدة صديقها في دفع الرسوم المطلوبة لخروجه من غزة.
 
ساءت الأمور بالنسبة لحمادة بينما كان هو وفرقته يخطّطان للهرب. وأخبر ناهد أنه في المستشفى، إذ عانى من تقلّصات في المعدة والتهابات معوية بسبب الماء وسوء التغذية.
 
أثناء وجودهم في رفح، واصلوا التخطيط لمغادرة فلسطين بهدف عبور الحدود إلى مصر، ومن هناك كانوا يأملون أن يتمكّنوا من السفر إلى قطر والعزف في أحد المهرجانات.
 
فاستطاع حمادة الهرب من رفح وسافر إلى القاهرة.
 
في الوقت الذي خرج فيه، تم نقله هو و"سول باند" إلى مهرجان كوتشيلا الموسيقي في كاليفورنيا.
 
وذكر حمادة والفرقة أنّهما وصلا إلى قطر في الوقت المناسب لحضور مهرجان التراث الثقافي الفلسطيني، حيث ناقشوا "فلسطين وغزة ومعاناتنا ومجموعة من المواضيع الأخرى"، حسبما أفاد لـ"الغارديان".
 
وقال حمادة: "أحاول استعادة حرّية الحركة التي لم أتمتّع بها منذ أن كنت طفلاً. لأن أحد أهم الحقوق التي يجب أن يتمتّع بها الفنان هي القدرة على السفر بحرية".
 
وداع غزة
وكتب حمادة في وداع غزة: "غزة يا حبيبتي صوتك هو صوتي وصوتي حيضل موجود حتى لو بعد موتي! لسا ربنا كاتبلي أعيش وأضل أتألم، أحكي، وأضل وأروي قصتنا وأتكلم بنغادر غزة ولا تغادرنا. قلبي و روحي ضلوا هناك معلقين في غزة وأهلي وإخوتي وأصحابي كلّهم هناك مازالوا تحت القصف والموت والتشرّد وبين أزقة الخيام سلامٌ لغزة ولأهلها وإلى لقاء بنصر قريب".
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium