واصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساعيه الدبلوماسية الرامية لإحراز تقدم في المحادثات المقررة هذا الأسبوع بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، رغم إعلان "حماس" وإسرائيل أن التحديات لا تزال قائمة.
ولم يحسم بعد مصير جولة المفاوضات الجديدة المتوقعة في القاهرة هذا الأسبوع، ففيما يرهن البعض نجاحها بتقدم يحرزه بلينكن في شأن النقاط العالقة، أفادت القناة 13 أن مندوب الجيش الإسرائيلي في طاقم المفاوضات اللواء نيتسان ألون لن يشارك بدعوى أنه لا جدوى من ذلك لعدم وجود مرونة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في موضوع محوري فيلادلفيا ونتساريم. (ص 3).
وتستمر الخلافات بشأن استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي خصوصاً على امتداد الحدود مع مصر، وحرية حركة الفلسطينيين داخل القطاع وهوية وعدد المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم في اتفاق تبادل.
وتركز مصر خصوصاً على آلية أمنية لمحور فيلادلفيا (صلاح الدين)، وهو الشريط الحدودي الضيق بين مصر وغزة الذي سيطرت عليه القوات الإسرائيلية في أيار (مايو).
وتعارض "حماس" ومصر وجود قوات إسرائيلية في هذا الممر، لكن نتنياهو يقول إن هناك حاجة لهذه القوات على الحدود لوقف تهريب الأسلحة إلى غزة.
وتضمنت زيارة بلينكن للمنطقة اجتماعات في إسرائيل الاثنين، والقاهرة الثلاثاء، قبل أن ينتقل مساء أمس الى الدوحة التي تساعد في التوسط في محادثات غزة منذ أشهر إلى جانب الولايات المتحدة ومصر.
وقال بلينكن في تل أبيب إن نتنياهو قبل "اقتراحاً أميركياً" يهدف إلى تضييق الفجوات بين الجانبين بعد توقف المحادثات الأسبوع الماضي دون انفراجة. وحض "حماس" على أن تقبل أيضاً الاقتراح كأساس لمزيد من المحادثات.
وفي القاهرة، التقى بلينكن الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية بدر عبد العاطي، وشكر القيادة المصرية على جهودها المستمرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن وتقديم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. وشدد على أهمية العمل المشترك لمنع تصعيد الأوضاع في المنطقة في هذا الوقت الحرج.
وقال الناطق الإقليمي لوزارة الخارجية الأميركية صامويل ويربرغ لـ"النهار" إن واشنطن تدرك أهمية معبر فيلادلفيا "ونتطلع إلى مواصلة الحوار مع شركائنا المصريين لتحقيق حل يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة". ورفض الإفصاح عن تفاصيل المحادثات في هذا الملف الخلافي "لأن التاريخ قد علمنا أن المحادثات الدبلوماسية وتفاصيل المفاوضات يجب أن تبقى في غرف المفاوضات كي تنجح، بالتالي ليس هناك فائدة من الحديث عنها في الوقت الحالي"، مكتفياً بأن "الولايات المتحدة تظل ملتزمة بدعم الجهود الدبلوماسية لضمان مستقبل آمن ومستقر لجميع الأطراف المعنية".
ولم يوضح مسؤولون أميركيون ومن "حماس" ومصر وقطر مضمون الاقتراح الأميركي الهادف الى تقريب وجهات النظر، أو كيف يختلف عن مقترحات سابقة.
ومن جهته، اكتفى بلينكن بأن "هناك مسائل تتعلق بالتنفيذ والتأكد من أن كل جانب يفهم بوضوح ما عليه فعله لتطبيق التزاماته".
ولم ترفض "حماس" الاقتراح بشكل صريح لكنها قالت في بيان "ما تم عرضه مؤخراً يشكل انقلاباً" على ما وصلت إليه الأطراف في الثاني من يوليو (تموز) الماضي، دون مزيد من التوضيح، واتهمت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة بإدارة المفاوضات بسوء نية.
وأضافت: "نؤكد مجدداً التزامنا بما وافقنا عليه مع الوسطاء في الثاني من تموز والمبني على إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن، وندعو الوسطاء لتحمل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بقبوله".
وقالت مصادر أمنية مصرية إن الولايات المتحدة اقترحت وجوداً دولياً في المنطقة، وهو اقتراح قالت المصادر إنه قد يكون مقبولاً للقاهرة إذا اقتصر على ستة أشهر كحد أقصى.