أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بمقتل 11 فلسطينيًا في العملية العسكرية التي يشنّها الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية المحتلة، 6 منهم في جنين و5 في طوباس.
وكان المتحدث باسم الهلال الأحمر أحمد جبريل قد قال لوكالة فرانس برس: "هناك 10 شهداء جراء عدوان الاحتلال على جنين وطوباس"، إضافة إلى "نحو 15 جريحا".
وأشار الى أن فلسطينيَين اثنين قتلا في مدينة جنين، وأربعة في قصف استهدف سيارة قرب المدينة، وأربعة آخرين في مخيم الفارعة قرب مدينة طوباس.
وأوضح أن القتيلين في جنين نقلا إلى مستشفيات المدينة، بينما نقل القتلى الأربعة في استهداف السيارة "الى المستشفى التركي في طوباس".
وأضاف: "تم نقل شهيدين من مخيم الفارعة الى المستشفى التركي، وهناك شهيدان آخران في أحد المنازل داخل مخيم الفارعة وهما شقيقان يبلغان 13 و17 عاما لم نتمكن من الوصول اليهما حتى الآن".
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي القضاء على تسعة مقاتلين فلسطينيين في عملية متواصلة "لإحباط الإرهاب" بدأها الأربعاء في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح الجيش في بيان إنه "قضى على عدد من الإرهابيين المقاتلين جوا وبرا"، مشيرا الى أن ثلاثة منهم قضوا في "إغارة جوية" على سيارة في جنين، بينما قُتل "إرهابيان مسلحان" في المدينة ذاتها، وأربعة في مخيم الفارعة في غور الأردن.
تهديد باقتحام مستشفيات
في السياق، قال محافظ جنين كمال ابو الرب إن القوات الإسرائيلية هددت باقتحام مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين.
وأضاف في تصريح لـ"وفا" أن القوات الاسرائيلية تفرض حصارا على المؤسسات الطبية في مدينة جنين، إذ قطعت الطرق على مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وحاصرت مستشفى الشهيد خليل سليمان ومقر جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض، إضافة إلى فرض حصار وإغلاق كافة مداخل مدينة جنين.
كما قالت طوارئ بلدية طولكرم إن الجيش الإسرائيلي يستهدف تدمير البنية التحتية من أجل قطع الخدمة عن المدينة والمخيمات.
وأضافت طوارئ بلدية طولكرم: "عملية تدمير البنية التحتية التي تنفذها قوات الاحتلال في المدينة والمخيمات هي الأوسع منذ 10 أشهر".
وغالبا ما تتّهم فرق الإسعاف الفلسطينية القوات الإسرائيلية بمنعها من إجلاء المصابين أو القتلى أثناء العمليات العسكرية.
وفي هذا الصدد، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من تداعيات حصار اسرائيل لمستشفيات جنين وطولكرم وتهديداته باقتحامها.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والصليب الأحمر بالتدخل لحماية المؤسسات الطبية، في الوقت الذي تعيق فيه القوات الاسرائيلية وصول سيارات الإسعاف إليها، ما يُعرّض حياة المرضى والمصابين للخطر، وهو ما يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
هذا ودمرت القوات الاسرائيلية خط المياه الرئيسي في مخيم نور شمس في مدينة طولكرم.
"المخيمات الصيفية"
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قال في وقت سابق إنّ "قوات الأمن بدأت الآن عملية لإحباط الإرهاب في جنين وطولكرم"، من دون تفاصيل إضافية.
قالت حركة "الجهاد الإسلامي" في بيان إنّ إسرائيل "تشنّ عدواناً شاملاً على مدن شمال الضفة المحتلة ومخيماتها (...). يسعى هذا العدوان إلى نقل ثقل الصراع إلى الضفة المحتلة في محاولة من الكيان لفرض وقائع ميدانية جديدة تهدف إلى إخضاع الضفة المحتلة وضمّها".
بدورها، أعلنت "كتائب شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة "فتح"، أنّ مقاتليها "يتصدّون في ميدان المعركة، بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة، للاقتحام الصهيوني على مدينة جنين وطوباس وطولكرم".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية إن مئات الجنود يشاركون في العملية شمالي الضفة بغطاء جوي.
وقالت الإذاعة الرسمية الإسرائيلية إن قوات من الجيش الإسرائيلي والشاباك وحرس الحدود والمستعربين يشاركون في العملية في جنين وطولكرم، وأضافت أن هذه العملية العسكرية هي الاوسع في شمال الضفة الغربية منذ عملية "السور الواقي" عام 2002 وستستمر لعدة ايام.
واسم العملية العسكرية في شمال الضفة "المخيمات الصيفية".
وغالبا ما تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات ومداهمات في مدن الضفة التي تحتلها الدولة العبرية منذ 1967.
وشهدت الأسابيع الماضية تزايدا في العمليات في مناطق شمال الضفة حيث تنشط مجموعات من فصائل فلسطينية مسلحة.
وأعلنت إسرائيل الإثنين أنها نفذت ضربة جوية في منطقة مخيم نور شمس الواقع قرب مدينة طولكرم، أوقعت، بحسب السلطة الفلسطينية، خمسة قتلى.
وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان الأربعاء بشأن هذه العملية، أن من بين القتلى "الذين تمت تصفيتهم المدعو جبريل غسان إسماعيل جبريل المتورط في النشاطات الإرهابية في منطقتَي طولكرم وقلقيلية والذي أفرج عنه من السجن في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2023"، في إطار اتفاق هدنة وصفقة تبادل أثناء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
كما تم اغتيال مهند قروي ومحمد يوسف المتورطين في تنفيذ عمليات في منطقة نور الشمس.
"عملية اخلاء"
قال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي نداف شوشاني في مؤتمر صحافي إنه حتى الآن لا توجد خطة لإصدار أمر لسكان جنين أو طولكرم بالإخلاء.
ولفت إلى أنّه إذا أراد الناس المغادرة فيمكنهم ذلك، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد أمر بالإخلاء، ولا توجد خطط لإصدار أمر بالإخلاء.
من جهته، أكد وزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتس أن التعامل مع التهديد في الضفة الغربية يجب أن يتم بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع غزة.
وقال كاتس: "يعمل الجيش الإسرائيلي بشكل مكثف منذ الليلة في مخيمي اللاجئين جنين وطولكرم لإحباط البنى التحتية الإرهابية الإيرانية التي أقيمت هناك".
وأضاف: "تعمل إيران على إنشاء جبهة إرهابية شرقية ضد إسرائيل في الضفة الغربية، على غرار نموذج غزة ولبنان وذلك من خلال تمويل وتسليح الإرهابيين وتهريب الأسلحة المتطورة من الأردن".
وتابع: "علينا أن نتعامل مع التهديد مثلما نتعامل مع البنية التحتية الإرهابية في غزة، بما في ذلك الإخلاء المؤقت للسكان وأي خطوات مطلوبة. هذه حرب على كل شيء وعلينا أن ننتصر فيها".
رام الله
إلى ذلك، اعتقلت القوات الاسرائيلية نحو 25 شابا فلسطينيا خلال الاقتحام الواسع لبلدة عارورة شمال غرب رام الله.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة فلسطينيين اثنين برصاص القوات الاسرائيلية خلال اقتحامها قراوة بني زيد شمال رام الله.
وتشهد الضفة الغربية تصاعداً في وتيرة العنف منذ أكثر من عام، لكنّ الوضع تدهور منذ اندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) إثر هجوم غير مسبوق لحركة "حماس" على جنوب إسرائيل.
وقتل مذاك في الضفة الغربية ما لا يقل عن 640 فلسطينيا برصاص المستوطنين والقوات الإسرائيلية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية فلسطينية، فيما قتل ما لا يقل عن 19 إسرائيليا، بينهم جنود، في هجمات فلسطينية بالضفة الغربية خلال الفترة نفسها، وفقا لأرقام إسرائيلية رسمية.