واصل الجيش الإسرائيلي لليوم الرابع على التوالي عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية يقول إن الهدف منها تفكيك خلايا المقاومة في جنين وطولكرم ونابلس، وقد أسفرت حتى الآن عن مقتل 22 فلسطينيا واعتقال آخرين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم السبت.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب، إن "الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد أمجد مصطفى إبراهيم صالح، ومحمد أمين طلال عبد الله، برصاص الاحتلال في جنين".
وكان الناطق باسم الهلال الاحمر أحمد جبريل، قال إن "قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من نقل شهيدين عقب الوصول إليهما داخل مخيم جنين، وأجبرت أجبرت طواقم الإسعاف على إخلاء المكان"، مؤكدا أن "الطواقم أيضا منعت للمرة الثالثة من نقل إصابتين منذ طلوع الفجر، رغم التنسيق المسبق مع الصليب الأحمر".
وفي اليوم الرابع لما سمي عملية "المخيمات الصيفية"، قتل جندي وأصيب آخرون في كمين نٌصب لقوة إسرائيلية في جنين التي تعد المسرح الأبرز للمواجهات، وأعلن الجيش لاحقاً عن مقتله وهو الرقيب الكانا نافون البالغ من العمر 20 عاما وقائد صف في الكتيبة 906.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) اليوم السبت إن "عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي يتواصل على جنين ومخيمها، لليوم الرابع على التوالي، حيث خلّف حتى اللحظة عددا من الضحايا والاعتقالات، والاخلاء القسري للعائلات، عدا عن التدمير الواسع في البنية التحتية، وسط فرض حظر التجول في حارة الدمج، وحي الجابريات".
وأكدت (وفا) بعد ظهر اليوم، "إصابة طفل وشاب بالرصاص الحي في الرأس والفخذ، في مدينة جنين، وعدد آخر من المواطنين بحي حارة الدمج في مخيم جنين بجروح مختلفة، دون تمكن طواقم الهلال الأحمر من الوصول إلى الإصابات، بسبب منع الاحتلال الاقتراب من المكان".
وأضافت: "كما أجبر الاحتلال عددا من العائلات على ترك منازلها، والخروج من الجهة الخلفية المحاذية لمستشفى جنين الحكومي (منطقة دوار الحصان)، في ما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين، في الحي الشرقي من جنين، بعد عمليات دهم للمنازل، وتفتيشها، كما احتجزت عددا من المواطنين، وقامت باستخدامهم دروعا بشرية، بحي الدمج في مخيم جنين، ومنعت قوات الاحتلال صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني في جنين من الوصول إلى مستشفى جنين الحكومي".
وبحسب الوكالة، "لليوم الرابع على التوالي يعاني مستشفى جنين الحكومي من نقص شديد في المياه، بسبب تدمير خط الماء الرئيسي المغذي له بفعل عدوان الاحتلال، وقد أعلن في تمام الساعة الرابعة والنصف عصرا، ايقاف العمل في قسم غسيل الكلى، بعد التنسيق للمرضى، مع وزارة الصحة، والمحافظة وإقليم حركة فتح، ونقابة النقل وتأمين وسائل نقل مجانية إلى المراكز الطبية في نابلس، لحين الانتهاء من الأزمة الحالية، وذلك بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى، بسبب تدمير خط الكهرباء المزود له، ولأن المولدات الكهربائية الحالية، تعمل منذ 4 ايام متواصلة على التوالي، وحيث إن الأحمال الرئيسية تفوق قدرة المولدات الكهربائية قمنا بدمج عدة أقسام مع بعضها، وإيقاف التكييف، وتشغيل محطات الأوكسجين جزئيا".
وصباح اليوم، قالت الوكالة الفلسطينية: "هدمت قوات الاحتلال جدارا وبوابة المقبرة في الحي الشرقي من مدينة جنين، وأبقت على حظر التجول الذي فرضته على الحي والبلدة القديمة، وداهمت عدة منازل في الحي وأجبرت المواطنين على مغادرتها بواسطة مركبات إسعاف، واحتجزت عددا من الشبان والأطفال. وشهد الحي الشرقي في مدينة جنين تدميرا كبيرا أدى لتغيير معالمه، بعد تجريف الاحتلال الشوارع والبنية التحتية وأجزاء من المنازل".
وأشارت إلى أن "في المنطقة المحيطة بمستشفى الرازي، أطلق أحد قناصة الاحتلال النار تجاه أحد المسعفين خلال محاولته نقل الطاقم الطبي من مستشفى الرازي إلى مستشفى الأمل، كما تستمر قوات الاحتلال بفرض حصار على مستشفى ابن سينا، ومنع مركبات الإسعاف من وصول المرضى إليه".
كما أشارت إلى أن "مخيم جنين شهد اقتحاما واسعا يوم أمس، في ما واصلت جرافات الاحتلال تدمير حارتي الدمج والحواشين وتجريف الشوارع في حي الجابريات، في الوقت الذي انتشر فيه قناصة الاحتلال على أسطح المنازل، كما استمر انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المخيم".
وأضافت (وفا): "استشهد ليلة أمس المسن توفيق أحمد قنديل (82 عاما) بعد إطلاق قناص إسرائيلي 9 رصاصات صوبه، في ما أصيب مواطنان في المنطقة الشرقية، بالإضافة لإصابة شاب بعد دعسه من جيب عسكري اسرائيلي ووصفت اصابته بالمستقرة، كما فجر الاحتلال منزلا في منطقة خروبة في المدينة".
تنكيل ومقتل جندي
وكشفت تقارير صحافية، أن القوات الإسرائيلية تنفذ اعتقالات جماعية وتنكل بالمعتقلين في الحي الشرقي بمدينة جنين.
كما ألقت مسيَّرة إسرائيلية قنابل على موقع داخل مخيم جنين، وسط حديث عن اشتباكات مسلّحة متواصلة مع الفلسطينيين.
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين في معارك بحي الجابريات بمدينة جنين.
وبدأ الجيش الإسرائيلي بتوزيع منشورات في جنين، تضمنت نداءً مباشراً إلى السكان المحليين: "عندما تعودون إلى منازلكم، ستعودون إلى مكانٍ أكثر أماناً، لا تدعوا المجرمين يستولون على مستقبلكم".
في غضون ذلك، أنهى رئيس هيئة الأركان هيرتسي هاليفي تقييم الوضع مع قادة القيادات الإقليمية وقادة هيئة الأركان العامة، حول النشاط في جميع القطاعات، ومتابعة الأحداث في الضفة الغربية.
وأكد "استمرار الجهد الهجومي لإحباط الإرهاب، وجهود الدفاع في المستوطنات والطرق ومنطقة خط التماس، فضلاً عن زيادة اليقظة والجهوزية للقوات في نهاية الأسبوع".
وحذرت القيادة الوسطى الإسرائيلية من أن الضفة الغربية على وشك الانفجار، بحسب "يسرائيل هيوم".
وحذرت القيادة من أن اتساع القتال في الضفة سيضع عبئاً على قوات الجيش.
وقالت "إذاعة الجيش الإسرائيلي" إنَّ "قواتنا قتلت 26 فلسطينياً واعتقلت نحو 30 مطلوباً منذ بدء العملية العسكرية شمالي الضفة".
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن قتال صعب يدور بين الجيش والمسلحين في جنين.
وأشارت إلى أن المسلحين في جنين يستخدمون في القتال مع الجيش لأول مرة صواريخ محمولة على الكتف.
تقسيم المدينة
إلى ذلك، قال محافظ جنين كمال أبو الرب إنَّ "الاحتلال يحاول أن يقسم مدينة جنين والمخيم بحيث يصعب التنقل بينها، حيث يفرض على أجزاء منها حظر التجول، ويحاصر أجزاء أخرى، ويحول أخرى إلى مناطق عسكرية وثكنات يتمركز فيها الجنود".
وأكد لـ"وفا" أن "معاناة المواطنين جراء نقص المياه تزداد في جنين بشكل عام وفي المستشفى الحكومي بشكل خاص، حيث يجري نقل قرابة 100 كوب يومياً من صهاريج الدفاع المدني إلى المستشفى لتشغيل قسم الكلى وبقية الأقسام".
وأشار أبو الرب إلى أن "العدوان يتوسع في يومه الرابع ويزداد خطورة، حيث لم يبق مكان في جنين إلا وتتواجد فيه قوات الاحتلال وقناصتها".
وفي المنطقة المحيطة بمستشفى الرازي، أطلق أحد قناصة الجيش الإسرائيلي النار باتجاه أحد المسعفين خلال محاولته نقل الطاقم الطبي من مستشفى الرازي إلى مستشفى الأمل، بحسب "وفا".
الحكومة الفلسطينية تحذر
حذرت الحكومة الفلسطينية من "استمرار حصار قوات الاحتلال للمستشفيات في جنين، وخروج بعض الأقسام عن الخدمة، والمخاطر التي تهدد حياة مرضى غسيل الكلى سواء المتواجدون داخل المستشفى، أو من يعيق الاحتلال وصولهم إلى أقسام الطوارئ وغسيل الكلى".
كما طالبت الحكومة في اتصالاتها منظمات الصحة الدولية والصليب الأحمر ومختلف هيئات الأمم المتحدة للتوجه إلى جنين، والضغط باتجاه رفع الحصار عن المستشفيات، وتعطيل عمل سيارات الإسعاف والطواقم الطبية.
وحذرت الحكومة من "مخططات حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية في استهدافها للمخيمات ودعوات بعض قادتها لتهجير المواطنين الفلسطينيين"، مطالبة دول العالم بـ"تحركات جدية لمزيد من الضغط على حكومة الاحتلال".
وأكد الحكومة "متابعتها القانونية مع مختلف جهات الاختصاص لمساءلة إسرائيل دوليا عن جرائمها المستمرة بحق أبناء شعبنا، وبالتزامن، تستعد مختلف الطواقم الميدانية لإصلاح ما دمره الاحتلال من طرق وشبكات مياه وكهرباء بالتعاون مع مختلف الشركاء المحليين لتعزيز صمود المواطنين وإفشال مخططات الاحتلال الرامية الى تهجير السكان من بعض مناطق شمال الضفة الغربية".