النهار

بدء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة
المصدر: أ ف ب، رويترز
حدّدت وزارة الصحّة في غزة ووكالات الأمم المتحدة 67 مركزاً للتطعيم، في المستشفيات والمستوصفات والمدارس في وسط القطاع الفلسطيني الصغير.
بدء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة
رضيعة تتلقّى اللقاح ضد شلل الأطفال. (أ ف ب)
A+   A-
بدأت الأمم المتحدة بالتعاون مع السلطات الصحّية الفلسطينية في تطعيم 640 ألف طفل في قطاع غزة اليوم الأحد بعدما وافقت إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على فترات توقّف قصيرة للقتال في الحرب المستمرة منذ 11 شهراً من أجل المضي قدماً في الحملة.

وبدأت الحملة اليوم في مناطق بوسط قطاع غزة وستنتقل إلى مناطق أخرى خلال الأيام المقبلة. ومن المقرّر أن تتوقّف المعارك لثماني ساعات على الأقل على مدى ثلاثة أيام متتالية.

وتتوقّع منظّمة الصحّة أن تكون هناك حاجة إلى تمديد فترات توقف القتال ليوم رابع وأن تستغرق الجولة الأولى من حملة التطعيم ما يقل قليلا عن أسبوعين.
 
 
حملة "معقّدة"
قالت مديرة الاتّصال في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) جولييت توما "هذه هي الساعات الأولى من المرحلة الأولى من حملة واسعة النطاق، وهي واحدة من أكثر الحملات تعقيداً في العالم".

وأضافت لـ"رويترز": "اليوم هو اختبار لطرفي الصراع للالتزام بفترات التوقّف في هذه المناطق للسماح لفرق الأونروا والعاملين الآخرين في المجال الطبي بالوصول إلى الأطفال بهاتين القطرتين الثمينتين للغاية. إنه سباق مع الزمن".

وذكرت إسرائيل و"حماس"، اللتان لم تتوصّلا حتى الآن إلى اتفاق من شأنه إنهاء الحرب، أنّهما ستتعاونان للسماح بإنجاح الحملة.

ويقول مسؤولون في منظّمة الصحّة العالمية إن ما لا يقل عن 90 بالمئة من الأطفال يحتاجون لجرعتين من التطعيم تفصل بينهما أربعة أسابيع حتى تنجح الحملة، لكنها تواجه تحديات مهولة في قطاع غزة الذي دمرته الحرب إلى حد كبير.

وأردفت توما "لا يزال الأطفال معرضين لخطر الفيروس، فهو لا يعرف حدوداً أو نقاط تفتيش أو خطوط قتال. ويجب تطعيم كل طفل في غزة وإسرائيل للحد من مخاطر تفشي هذا المرض اللعين".
 
 
منذ السبت
وأعلن مسؤول في وزارة الصحّة التابعة لحركة "حماس" لوكالة "فرانس برس" بدء حملة التلقيح ضد شلل الأطفال وسط قطاع غزة السبت، بعدما أفادت الأمم المتحدة بموافقة إسرائيل على "هدن إنسانية" للسماح بتطعيم الأطفال رغم الحرب المستمرة منذ نحو 11 شهراً.

وقال مدير الرعاية الصحّية الأولية في وزارة الصحّة في قطاع غزة الطبيب موسى عابد، لـ"فرانس برس"، إن فرق وزارة الصحّة بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظّمات غير حكومية بدأت "السبت بحملة التطعيم ضد شلل الأطفال في المنطقة الوسطى".
 
من جهّته، أوضح عامل أجنبي في المجال الإنساني لـ"فرانس برس" أن وزارة الصحة أطلقت حملة التطعيم السبت لكن الحملة ستنفّذ على نطاق أوسع الأحد.

وقالت السلطات الإسرائيلية من جانبها إن اللقاحات سيجري تقديمها من الساعة السادسة صباحاً حتى الثانية من بعد الظهر، من الأحد إلى الثلاثاء، في وسط القطاع. وأضافت "في نهاية كل حملة تطعيم مناطقية، سيجري تقييم للوضع".
 
وحدّدت وزارة الصحّة في غزة ووكالات الأمم المتحدة 67 مركزاً للتطعيم، في المستشفيات والمستوصفات والمدارس في وسط القطاع الفلسطيني الصغير.
 
وفي الجنوب سيكون هناك 59 مركزاً، إضافة إلى 33 مركزاً في الشمال الذي بات غير مأهول إلى حد كبير. وفي هذين الجزأين من القطاع، سيجري التطعيم في مرحلة ثانية ثم ثالثة.
 
وبعدما غاب 25 عاماً عن الأراضي الفلسطينية، تأكّدت أول إصابة بشلل الأطفال في غزة لدى طفل في شهره العاشر في دير البلح، بعد رصد الفيروس في عيّنات مياه جمعت نهاية حزيران (يونيو) في خان يونس ودير البلح.

وأرسلت الأمم المتحدة 1,2 مليون جرعة، واللقاحات عبارة عن قطرات فموية وليست حقناً.

وقال فلسطينيون قدموا مع أطفالهم، لـ"فرانس برس" إنّهم حضروا من أجل تلقّي الجرعة الأولى خوفاً من انتشار الأوبئة بين الأطفال، وكلّهم تقريباً من النازحين.
 
 
"عدم توافر النظافة"
وجاء عائد أبو طه (33 عاماً) مع طفله الذي يبلغ 11 شهراً إلى مستشفى ناصر في خان يونس للحصول على الجرعة الأولى من التطعيم.

وقال لـ"فرانس برس" إنّها "حملة مهمّة جدّاً للتطعيم ضد شلل الأطفال في ظل تكدّس أعداد النازحين وانتشار الكثير من الأمراض (...) بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية".
 
وتابع "جئت ليأخذ ابني الجرعة الأولى من هذا التطعيم لشدّة خوفي على ابني من أن يصيبه أي مرض".

كذلك، حضر بكر ديب (35 عاماً) ليحصل أطفاله الثلاثة، وهم طفل في عامه الثالث وطفلة تبلغ 5 سنوات وأخرى عمرها 8 سنوات، على الجرعة الأولى.
 
وقال "كنت في البداية متردّداً وخائفاً جدّاً من مدى أمان هذا التطعيم. لكن بعد التأكيدات على أمانه وذهاب الجميع لنقاط التطعيم، قرّرت الذهاب بأطفالي أيضاً كي أحميهم من الأمراض".
 
وأضاف "أطفالي أصيبوا بأمراض عدّة بسبب الحرب وعدم توافر النظافة نتيجة الظروف التي نعيشها".
 
وأدّى هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) إلى مقتل 1199 شخصاً، معظمهم مدنيّون، وفق تعداد لـ"فرانس برس" يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
 
وخُطف 251 شخصاً في ذلك اليوم.
 
وتسبّب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة ردّاً على هجوم "حماس" بمقتل ما لا يقل عن 40691 شخصاً، وفقاً لآخر أرقام لوزارة الصحّة التابعة لـ"حماس". وتؤكّد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium