تتأرجح مفاوضات غزة بين الإيجابية والسلبية، في وقت حذّر فيه مسؤولون إسرائيليون من أن المفاوضات على وشك الانهيار إلا أن الرئيس الأميركي جو بايدن بدى متفائلاً بقرب التوصّل لاتّفاق.
في أحدث تصريحاته، قال بايدن في حديثه للصحافيين في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير إنّه "لا يزال متفائلاً" بشأن التوصل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الصراع.
وتابع: "أعتقد أننا على وشك التوصّل إلى اتّفاق. حان الوقت لإنهاء هذه الحرب".
وأضاف: "نعتقد أنّنا قادرون على إتمام الاتّفاق، لقد قالوا جميعا إنّهم متّفقون على المبادئ".
بدوره،
أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد أن "جهودنا لتحرير المختطفين مستمرّة"، وقال: "منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ترفض حماس إجراء مفاوضات حقيقية. وقبل ثلاثة أشهر، في 27 أيار (مايو)، وافقت إسرائيل على صفقة إطلاق سراح الرهائن بدعم كامل من الولايات المتحدة. رفضت حماس".
وأضاف، في كلمة عبر الفيديو بعد الإعلان عن العثور على جثث 6 أسرى في غزة ومقتل 3 شرطيين إسرائيليين في الضفة: "حتى بعد أن قامت الولايات المتحدة بتحديث الخطوط العريضة للصفقة في 16 آب (أغسطس) وافقنا، ورفضت حماس مرة أخرى".
وقال: "في هذه الأيام، في الوقت الذي تجري فيه إسرائيل مفاوضات مكثّفة مع الوسطاء في جهد كبير للتوصل إلى اتفاق، تواصل حماس رفضها بشدة لأي اقتراح. والأسوأ من ذلك أنه في تلك اللحظة بالذات قتل ستة من مختطفينا، فمن يقتل المختطفين – لا يريد صفقة".
وتابع: "نحن من جانبنا لم نستسلم. إن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة، وأنا ملتزم شخصياً، بمواصلة السعي إلى التوصل إلى اتفاق يعيد لنا جميع المختطفين ويضمن أمننا ووجودنا".
بدورها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول كبير بالحكومة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يمنع التوصّل إلى اتفاق حتى لا تنهار الحكومة، متابعا: "في غضون شهر لن يبقى أي أسير على قيد الحياة في غزة".
جاء تعليقه بعد
الإعلان عن عثور جثث 6 أسرى بينهم مواطن أميركي في نفق في رفح.
"على وشك الانهيار"
إلى ذلك، نقلت القناة "13" الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن المفاوضات وقف على وشك الانهيار، لكن مكتب نتنياهو قلّل من أهمية هذه التصريحات.
واتّهم المسؤولون الإسرائيليون حكومة نتنياهو بأنّها تتصرّف في هذا الملف بناء على اعتبارات سياسية، وفقاً لما نقلته القناة ليل السبت.
بدورها، أفادت القناة "12" الإسرائيلية بأن قادة الأجهزة الأمنية أوضحوا للقيادة السياسية أن قرار إبقاء الجيش في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) يفتقر إلى المنطق، وأعربوا عن دعمهم لصفقة تبادل الأسرى.
ونقلت القناة عن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي قوله إنّه "يمكن الانتظار حتى يغيّر يحيى السنوار رأيه أو يتم القضاء عليه، إذ يعمل الجيش لتحقيق ذلك، لكن حالياً لا يوجد حد زمني واضح لتحقيق أي من هذين الأمرين".
من جهّته، اعتبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن التصريحات بشأن احتمال انهيار المفاوضات ليست بالأمر الجديد.
وأضاف أن إسرائيل مستعدّة لخوض "طريق طويل من أجل تحقيق الصفقة وإعادة جميع المختطفين الأحياء منهم والأموات".
وذكر المكتب للقناة "12" أن "اشتراط حماس إنهاء الحرب شجّع مسؤولين على الضغط على الحكومة للتنازل عن مبادئ أمنية أساسية".
تظاهرات
في الموازاة، رأت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة أن نتنياهو يعرقل مفاوضات تبادل الأسرى، و"سيجعل من محور فيلادلفيا مقبرة لهم".
وأغلق مئات الإسرائيليين مفرق كركور جنوب مدينة حيفا ليل السبت، مطالبين بإسقاط الحكومة الإسرائيلية.
وتواصلت في تل أبيب تظاهرات عائلات الأسرى ومناصريهم للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورا.
واعتبر المتظاهرون أنّ نتنياهو يجب أن يتنحّى عن منصبه ويحل محله مسؤول آخر من أجل إنقاذ الدولة وإعادة الأسرى.