أثار انتقاد الرئيس الأميركي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو بشأن دور الأخير في مفاوضات غزة محطة توتّر جديدة بين الحليفتين، في ظل استمرار الحرب في غزة وعدم التوصّل إلى اتّفاق مع حركة "حماس".
في التفاصيل، أعلن بايدن اليوم الإثنين أن التوصّل لاتّفاق لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة أصبح قريباً للغاية.
لكن بايدن أكّد أنّه لا يعتقد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبذل ما يكفي من الجهد لضمان التوصّل لاتّفاق من هذا القبيل.
وعندما سأله صحافيون في البيت الأبيض عما إذا كان يعتقد أن الزعيم الإسرائيلي يبذل جهدا كافيا بشأن هذه القضية، أجاب بايدن: "لا".
ولاحقأ، قال البيت الأبيض إن بايدن ونائبته كامالا هاريس ناقشا الخطوات المقبلة لضمان إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة.
وأضاف أن بايدن بحث مع فريقه الاقتراح الأميركي القطري المصري بشأن جسر الخلافات بين حركة "حماس" وإسرائيل.
وأفاد بأن بايدن ونائبته عقدا اجتماعا بغرفة العمليات في البيت الأبيض مع فريق التفاوض الأميركي حول غزة.
كما أفاد موقع "أكسيوس" بأن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان تحدث اليوم مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ورئيس الوزراء القطري.
نتنياهو ومحور فيلادلفيا
في وقت سابق، شدّد نتنياهو على ""أنّنا نريد إعادة المختطفين لكن هناك أماكن يجب ألا نتخلى عنها وفيلادلفيا أنبوب أوكسجين حماس ولن نتخلى عنه لـ42 عاماً وليس 42 يوماً".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال جلسة للحكومة أنه سيكون هناك رد قوي على قتل المحتجزين الـ6.
وأكّد نتنياهو ضرورة البقاء في محور فيلادلفيا لتحقيق أهداف الحرب، قائلاً "سيكون من الصعب العودة إلى محور فيلادلفيا إذا خرجنا منه".
"رد"
في تعليق على تصريح نتنياهو، نقلت "معاريف" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "تصريحات بايدن خطيرة خصوصاً أنها تأتي بعد أيام من إعدام حماس 6 رهائن بينهم أميركي".
وقال مسؤول إسرائيلي آخر لموقع "أكسيوس" إن "تصريحات بايدن ضد نتنياهو خطيرة وفي توقيت خاطئ. من المحيّر أن يضغط بايدن على نتنياهو وليس حماس والسنوار".
أما القناة 12 الإسرائيلية فنقلت عن هيئة الأسرى الإسرائيليين قولها إن "تصريحات بايدن إثبات أن نتنياهو يعرقل التوصل لصفقة".
من جانبه، رأى المسؤول الكبير بـ"حماس" سامي أبو زهري لـ"رويترز" في تعليق على تصريحات بايدن أن هذا اعتراف أميركي بأن نتنياهو يقوّض الجهود.
وأضاف أبو زهري أن الحركة ستتعامل إيجابياً مع أي اقتراح لوقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل.
"عقبات"
بدوها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن "نتنياهو يخترع العقبات أمام اتفاق الهدنة، بهدف إطالة حرب الإبادة والتهجير".
وقالت إن "عجز المجتمع الدولي عن تحقيق وفرض الوقف الفوري لإطلاق النار، يعطي نتنياهو وائتلافه اليمني الحاكم الفرصة لكسب المزيد من الوقت، لإطالة أمد الحرب، وأمد بقائه في الحكم".
وأشارت إلى أنه "بات واضحاً أن نتنياهو يواصل فرض وقائع جديدة على الأرض في قطاع غزة، وقام بتعيين مسؤولين عسكريين لإدارة شؤونه المدنية، ويكرّس احتلال القطاع، والسيطرة على حدوده، بحجج وذرائع واهية، ويقوم بتعطيل وتخريب مفاوضات الهدنة، وتستنجد حكومته بدوامة العنف، وإشعال الحرائق في ساحة الصراع، وتسعى إلى توسيع دوائرها لتشمل الضفة الغربية المحتلة والإقليم لتحقيق الأهداف ذاتها".
وأكدت أن "الشروط التي يروج لها نتنياهو لليوم التالي للحرب ورفضه لعودة قطاع غزة إلى الشرعية الفلسطينية تندرج في إطار سياسته القائمة على استمرار الفصل بين الضفة والقطاع، لضرب فرصة تجسيد دولة الشعب الفلسطيني".
اضراب
وأثار العثور على جثث رهائن في نفق بمدينة رفح في جنوب قطاع غزة، قالت إسرائيل إنهم قتلوا "من مسافة قريبة جدا" قبل يومين أو ثلاثة من الوصول إليهم، غضبا عارما في الدولة العبرية ودعوة إلى إضراب التزمت به بعض المناطق والقطاعات قبل أن تصدر محكمة إسرائيلية قرارا بوضع حدّ له.
ودعا الاتحاد العام لعمال إسرائيل (هستدروت) الذي يعدّ أبرز نقابة عمالية في البلاد، الأحد إلى "إضراب عام" دعما للرهائن ودفعا نحو التوصل إلى اتفاق.
وأعلنت بلديات عدّة الإثنين التزامها بالإضراب، ومنها تل أبيب وحيفا (شمال) حيث أغلقت المدارس والجامعات حتى الساعة 11,45 قبل الظهر (09,45 ت غ). وتأثرت وسائل النقل العام التي تديرها شركات خاصة جزئيا بالإضراب، وكذلك حركة المطار.
ولم تلتزم بلديات أخرى مثل القدس وعسقلان بالإضراب، وبقيت الحركة فيها على طبيعتها.
في فترة ما بعد الظهر، أمرت محكمة العمل في تل أبيب بإنهاء الإضراب. وجاء في القرار "نصدر أمرا على المستوى الوطني بوقف الإضراب (...) اليوم الساعة 2,30 بعد الظهر (11,30 ت غ)".
وجاء قرار المحكمة بناء على طلب وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش.
وبرّرت المحكمة قرارها بأن الاتحاد العام لعمال إسرائيل يعلن الإضراب "لدوافع سياسية".
وخرج آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع الاثنين في تل أبيب وفي القدس وغيرها من المناطق، غداة تظاهرات حاشدة في كل أنحاء البلاد، للمطالبة بإعادة الرهائن.
وقال باراك هادوريان (56 عاما) لوكالة فرانس برس خلال مشاركته في تظاهرة في تل أبيب: "نريد أن تختفي حكومة (بنيامين نتنياهو) من الوجود، نريد انتخابات، وقبل كل شيء، نريدها أن توقّع اتفاقا لإطلاق سراح الرهائن وإنهاء هذه الحرب المروعة لكلا الجانبين".
في مطار بن غوريون قرب تل أبيب، كان عشرات الركّاب ينتظرون عند مكاتب تسجيل الوصول في الصباح، بعد تأجيل بعض الرحلات، بحسب فيديو لوكالة فرانس برس.
وقال متحدث باسم المطار لفرانس برس: "كلّ شيء يسير كالمعتاد، باستثناء أنه لم يحصل إقلاع بين الساعة الثامنة صباحا (5,00 ت غ) حتى الساعة العاشرة صباحا".
وتقود الولايات المتحدة وقطر ومصر منذ أشهر، جهود وساطة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تهدف إلى إبرام اتفاق هدنة في الحرب المتواصلة منذ نحو 11 شهرا بين الطرفين في غزة، يتيح الإفراج عن الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في القطاع، وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين.
وفي المملكة المتحدة، أعلنت بريطانيا الاثنين أنها ستعلق 30 من أصل 350 ترخيصا لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرة إلى "خطر واضح" من إمكان استخدامها في انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي.