واصل الجيش الإسرائيلي عمليّاته على الضفة الغربية لليوم الثامن، واقتحمت فجر اليوم الأربعاء عدداً من المدن والبلدات.
في أبرز المستجدّات، كشف موقع "واللا" عن أن "الجيش الإسرائيلي قرّر تمديد فترة عمليته العسكرية في مخيم جنين التي كان من المقرّر أن تنتهي أمس الثلاثاء بأمر وزير الدفاع يوآف غالانت بناء على معلومات استخباراتية عن البنية التحتية العسكرية بالمخيم".
ونقل الموقع العبري عن مصادر عسكرية أن "الإنذارات المتزايدة جنوبي الضفة قد تدفع نحو عملية واسعة إذا تدهور الوضع الأمني"، مشيراً إلى أن "الجيش يقول إنه قد يتم نقل قوات من غزة وإطلاق عملية واسعة جنوب الضفة".
بدورها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن المسلحين في مخيّمات الضفة يفخّخون مبانٍ بعبوات ثقيلة من شأنها تكبيد الجيش خسائر في الأرواح، متابعة: "العبوات الناسفة في مخيمات شمال الضفة تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر رغم استخدامه آليات ثقيلة".
في جنين
اندلعت اشتباكات بين فلسطينيين وقوّات الجيش الإسرائيلي في منطقة دوار السينما وسط المدينة، وأطلق النار بكثافة داخل أحياء المخيم.
واستهدفت الفصائل الفلسطينية آلية عسكرية إسرائيلية بالرصاص والعبوات الناسفة بعدما علقت في الحفريات التي نفّذتها الجرافات، بينما أطلقت القوّات الإسرائيلية النار بشكل عشوائي.
ودفعت القوّات الإسرائيلية بتعزيزات عسكرية عبر حاجز الجلمة باتجاه المدينة ومخيمها، فيما واصلت آلياتها حصار مستشفى جنين الحكومي، واغلاق الشوارع الواصلة إلى مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وإعاقة عمل الطواقم الطبية ومركبات الإسعاف.
وأسفر العملية التي بدأت يوم الأربعاء الماضي عن مقتل 19 شخصاً وإصابة واعتقال العشرات، إضافة إلى تدمير واسع بممتلكات المواطنين والمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية بما فيها شبكتي المياه والكهرباء.
في السياق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن جنديّاً إسرائيلياً قتل وأصيب 5 آخرين في جنين.
وقال موقع "والا" إنّه "حتى الآن، قُتل نحو 30 مسلّحاً في إطار القتال في المنطقة، وتم اعتقال نحو 30 فلسطينياً آخرين".
وأوضح أنّه خلال القتال قُتل مقاتل من الكتيبة 906 وأصيب 5 آخرون بجروح طفيفة إلى متوسطة.
وأشار الموقع إلى أن الجيش الإسرائيلي عزّز قواته في الضفة الغربية بحرس الحدود وآليات هندسية وقوات خاصة من الاحتياط.
اشتباكات في طولكرم
إلى ذلك، أفادت مصادر طبية بـ"استشهاد فلسطيني وإصابة آخر برصاص الاحتلال في مخيم طولكرم فجراً"، مع سقوط قتلى في صفوف الفصائل بعد اشتباكات مع القوّات الإسرائيلية.
من جهّتها، قالت "كتيبة طولكرم - سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، إنّها "تخوض اشتباكات ضارية من المسافة صفر مع قوات الاحتلال في مدينة طولكرم ومخيّمها".
وقامت قوات إسرائيلية بعمليات تفجير داخل حارات المخيم وإحراق للشوادر، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من منازل المواطنين واحتراقها في حارة السوالمة، وإصابة مواطنين بالاختناق.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بـ"إصابة 8 مواطنين بالاختناق نتيجة الحرائق التي تسبب بها الاحتلال في المخيم، وتم تقديم الإسعافات لهم".
وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، "واصلت جرافات الاحتلال تجريف وتخريب في البنية التحتية وممتلكات المواطنين في المخيم، ملحقة أضراراً ودماراً شاملاً فيها، إذ لم يخلو شارع أو زقاق إلا وطاله التخريب"، مضيفة: "دفعت قوات الاحتلال بالمزيد من آلياتها الى المدينة ومخيمها، من جهة بوابة نتسانعوز غرب طولكرم، ونشرت القنّاصة داخل البنايات المرتفعة الكاشفة للمخيم، وسط استمرار تحليق طائرات الاستطلاع في سماء المنطقة على ارتفاع منخفض".
وداهمت قوّات الجيش منازل المواطنين في حارة البلاونة، وقامت بتفتيشها وإخضاع سكانها للتحقيق والاستجواب.
في مدينة طولكرم، ذكرت "وفا" أن "جرافات الاحتلال طرقاً وشوارع مؤدية إلى مخيم طولكرم بالسواتر الترابية بعد تجريفها. وانتشرت آليات الاحتلال في شوارع المدينة وتمركزت في عدد منها، وسط إطلاقها الأعيرة النارية بشكل عشوائي. وواصلت حصارها لمستشفيي الإسراء التخصصي والشهيد ثابت ثابت الحكومي، وأعاقت عمل مركبات الإسعاف وتفتيشها واستجواب طواقمها".
في سياق متصل، اعتقل الجيش الإسرائيلي 4 مواطنين من بلدتي بلعا شرق طولكرم وكفر جمال جنوبا بعد مداهمة منازلهم، وتفتيشها وتخريب محتوياتها.
نابلس والخليل
واقتحمت القوات الإسرائيلية بآليات عسكرية مدينة نابلس شمالي الضفة من حاجز المربعة جنوبي المدينة، وسيّرت دوريات في شوارع المدينة، وحاصرت أحياء ودهمت منازل فيها.
واقتحمت أيضاً قوّات عسكرية مدينة الخليل جنوبي الضفة، ومخيم العزة وسط بيت لحم وبلدة الخضر غربها.
وقد أصيب شاب وطفل فلسطينيان بالرصاص الحي خلال مواجهات اندلعت بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي التي اقتحمت مدينة الظاهرية جنوب الخليل.
ودهمت قوّات إسرائيلياً ملعباً لكرة القدم واحتجزت عدداً من الشبان فيه وأطلقت سراحهم لاحقاً، في حين اندلعت مواجهات وسط المدينة أطلقت خلالها قوّات الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع.
في رام الله
في السياق أيضاً، أفادت مصادر فلسطينية بأن "جيش الاحتلال دفع بتعزيزات عسكرية إلى مخيم الجلزون شمال رام الله، في ظل اقتحامه المستمر للمخيم منذ أكثر من 3 ساعات واعتقاله أكثر من 12 فلسطينياً هناك".
وأصيب شاب بجروح برصاص الجيس الإسرائيلي في مخيم الجلزون شمال رام الله، بالغضافة إلى احتجاز نحو 16 شاباً على الأقل، وأخضعتهم للتحقيق الميداني.