النهار

هدنة غزة أمام اقتراح جديد... هل تنجح واشنطن في تفكيك الألغام؟
المصدر: النهار العربي
أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن على إسرائيل أن توقف المفاوضات مع "حماس".
هدنة غزة أمام اقتراح جديد... هل تنجح واشنطن في تفكيك الألغام؟
أطفال فلسطينيون. (أ ف ب)
A+   A-
تضغط الولايات المتحدة مع دول الوساطة للتوصّل إلى اتّفاق يوقف القتال في غزة ويسمح بإطلاق الأسرى لدى حركة "حماس" والمعتقلين في السجون الإسرائيلية، مع الإعلان عن تقديم اقتراح جديد.
 
في أحدث تصريحاته، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن على إسرائيل أن توقف المفاوضات مع "حماس".

وأضاف عبر "إكس" أن "الدولة التي يقتل لها 6 أسرى بدم بارد لا تتفاوض مع القتلة بل توقف المفاوضات وتتوقّف عن تزويدهم بالوقود والكهرباء، وتسحقهم حتى يستسلموا".

وتابع أن "استمرار المفاوضات لا يؤدي إلا إلى تحفيزهم على إنتاج المزيد والمزيد من الإرهاب أيضاً من الضفة الغربية".

 
موعد الاقتراح
متابعة للإعلان الأميركي، كشفت مصادر إسرائيلية عن الموعد المتوقّع لتقديمه.
 
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن التقديرات تشير إلى أن المقترح الأميركي النهائي بشأن وقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل في غزة سيعرض على الأطراف المعنية آخر الأسبوع المقبل.
 
وأفاد مسؤولون أميركيون لصحيفة "وول ستريت جورنال" بأن أغلب بنود مسودّة الاتفاق بشأن غزة تم الاتفاق عليها، وقالوا: "لن ننسحب من محادثات غزة لأننا نريد إنهاء الحرب".

وأضافوا: "الصفقة المعروضة تمنح حماس أغلب ما تريده ولكن الحركة ما زالت أقل استعداداً للموافقة".

وأشار مفاوضون في واشنطن إلى أن "إسرائيل قدّمت العديد من التنازلات من أجل التوصّل للصفقة".
 
بالمقابل، اعتبر القيادي في "حماس" أسامة حمدان لقناة "الجزيرة" القطرية أن "حماس" لم تتلقَ أي اقتراح جديد للصفقة وتتعامل فقط مع ما تتلقّاه من الوسطاء.

وأضاف أن المطلوب ليس اقتراحاً جديداً بل إلزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بما وافقت عليه "حماس".
 
وأكّد حمدان أن "استعادة أسرى الاحتلال ستكون إذا توقّفت الحرب في قطاع غزة وحدث انسحاب تام منها"، مشيراً إلى أن "استمرار عمليات الاحتلال في القطاع يؤدي إلى قتل الأسرى الإسرائيليين بدلاً من استعادتهم".

من جانبها، نقلت القناة "13" الإسرائيلية عن مسؤولين في الجيش أن "صفقة التبادل ستسمح للجيش العمل بحرية أكبر في أماكن لم يعمل فيها من قبل، وأي توسعة للعملية العسكرية في غزة سيعرّض حياة الأسرى للخطر".
 
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن "الوسطاء أجروا اتّصالات مع مسؤولين إسرائيليين للاستفسار عن إمكانية المرونة في المفاوضات".
 
فيلادلفيا 
من جهتها، قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن إسرائيل أكدت لقطر أن جيشها سينسحب بالكامل من فيلادلفيا في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.

وأضافت الصحيفة أن تأكيد إسرائيل لقطر جاء خلال زيارة رئيس الموساد ديفيد برنيع للدوحة وقبيل المؤتمر الصحفي لبنيامين نتنياهو.
 
ونقلت "هآرتس" عن مسؤول أميركي قوله: "نريد اتفاق التبادل أكثر من نتنياهو والسنوار وندفع لإنجازه بكل الطرق الممكنة".
 
وأضاف: "إذا استسلمنا لن يتعامل أحد مع هذه القضية بعد الآن وليس لدينا خيار آخر".
 
العقبة الرئيسية
أمس الثلاثاء، كشفت هيئة البث عن أن إسرائيل أبلغت الوسطاء بانسحابها من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من الصفقة.
 
اليوم الأربعاء، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن "رئيس الموساد هو من أبلغ الوسطاء أن إسرائيل ستنسحب من فيلادلفيا".
 
ولفتت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مصدر في الائتلاف الحاكم إلى أن "قرار نتنياهو ضد الصفقة كان منذ أسابيع واكتشف أن محور فيلادلفيا خدعة فعّالة".

في السياق، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن 9 مسؤولين حاليين وسابقين بدول وسيطة قولهم إن تمسّك نتنياهو بمحور فيلادلفيا يمثّل العقبة الرئيسية حالياً أمام الاتفاق.
 
وأفاد هؤلاء المسؤولون بأن تشكيل قوّة فلسطينية مدرّبة أميركياً هو الترتيب الأكثر ترجيحاً لتأمين الحدود، وأن الاتحاد الأوروبي مستعد لاستئناف دور مراقبة معبر رفح بالتعاون مع السلطة الفلسطينية.

ومن جهّتها، نقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مسؤول أميركي قوله إن بايدن دعا الحكومة الإسرائيلية لتسريع تأمين إطلاق سراح الأسرى المتبقين، وكان واضحاً في تحميله "حماس" مسؤولية قتل المحتجز الأميركي.

 
الحلول بالرفض
رفض نتنياهو كل الاقتراحات والبدائل التي عرضت على الطاولة من أجل حل مسألة ممر فيلادلفييا أو محور صلاح الدين، وهو كناية عن شريط ضيق من الأرض يبلغ طوله 14.5 كيلومتر على امتداد الحدود الجنوبية لغزة مع مصر.

ففي أوائل تموز (يوليو) وتحت ضغط أميركي، تخلّت "حماس" عن بعض مطالبها المتشدّدة من أجل التوصّل لاتّفاق يوقف الحرب في غزة، ويؤدي إلى تبادل الأسرى، ما دفع بايدن إلى الإعراب عن ثقته في قرب التوصّل لاتّفاق.
 
لكن في وقت لاحق من ذلك الشهر، قدّم المفاوضون الإسرائيليون رسمياً طلبات جديدة، بما في ذلك بقاء القوّات الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا وعند معبر رفح الحدودي ما أثار توتّرات مع مصر، التي تعترض على أي وجود إسرائيلي هناك وقد حذرت من أنه ينتهك اتفاقيات كامب ديفيد لعام 1979.
 
يدّعي نتنياهو منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) أن ممر فيلادلفيا قناة رئيسية لنقل الأسلحة والأموال إلى مقاتلي "حماس". وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه عثر على نحو 24 نفقاً تمر تحت الحدود منذ أيار (مايو) الماضي.

أمضى ممثّلون إسرائيليون زاروا القاهرة قبل أسبوعين يوماً كاملاً يناقشون مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل مسألة ممر فيلادلفيا فقط عوض تفاصيل تبادل الأسرى، وفق ما أكّد لمسؤول مصري سابق مطلع على المحادثات. 

وأوضح أن "مصر مستعدّة للقبول بانسحاب إسرائيلي مرحلي من ممر فيلادلفيا لكن يتعين على إسرائيل في النهاية الانسحاب"، لكن الجانب الإسرائيلي رفض الأمر أيضاً.
 
ضغط بالتظاهرات 
بدورها، دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة لليوم الرابع على التوالي للمشاركة في تظاهرات واسعة هذا المساء في تل أبيب.

وأكّدت أن استمرار الاحتجاجات الشعبية والضغط على الحكومة وحدهما سيؤديان لإعادة الأسرى.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium