عادت الحركة إلى جنين وسط الانقاض صباح الجمعة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية ليل الخميس الجمعة من هذه المدينة الفلسطينية الواقعة في شمال الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس.
وقال سكان إن الجنود الإسرائيليين انسحبوا خلال الليل من المدينة ومخيمها وهو معقل لفصائل فلسطينية مسلحة تقاتل ضد إسرائيل، بعد 10 أيام من شن عملية عسكرية فيها.
وشنّت إسرائيل عملية عسكرية "لمكافحة الإرهاب" في 28 آب (أغسطس) في الكثير من البلدات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، بما فيها جنين.
وصباح الجمعة، خيّم الهدوء على مخيم جنين قبل أن يبدأ السكان الذين هربوا من القتال في الأيام الأخيرة العودة.
وتمكن صحافيون في وكالة فرانس برس من الوصول إلى المخيم من دون أن يتم اعتراضهم على الحواجز العسكرية.
وفي المكان، جرفت آليات عسكرية اسفلت الشوارع واجتاحت واجهات مبانٍ.
وجلس بعض السكان بصمت على كراس بلاستيكية أمام منازلهم المتضررة، فيما تعمل جرافات صغيرة على إزالة الأنقاض ويلعب أطفال في الشوارع.
يعاين عزيز طالب (48 عاما) وهو وأب لسبعة، الأضرار داخل منزله ويقول: "الحمد لله أن (الأطفال) غادروا في اليوم السابق (يوم اقتحام الجنود) للبقاء مع الجيران".
ولا تزال خدمات المياه والكهرباء مقطوعة ودمرت الجرافات الإسرائيلية حوالي 20 كيلومترا من الطريق، وهو أسلوب قال الجيش الإسرائيلي إنه يهدف إلى تحييد القنابل على جانبي الطريق لكنه جرف الكثير من وسط المدينة.
وذكر بيان للجيش إنه جرى تفكيك 30 عبوة ناسفة مزروعة في الطرق.
واتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية الجيش الإسرائيلي بنقل التكتيكات المستخدمة لتسوية قطاع غزة بالأرض إلى الضفة الغربية.
وجنين الواقعة في الجزء الشمالي من الضفة الغربية معقل لفصائل فلسطينية مسلحة منذ فترة طويلة. وقال الجيش الإسرائيلي إن العملية، التي استهدفت أيضا مدينة طولكرم، كانت تهدف إلى التصدي لجماعات مسلحة مدعومة من إيران تخطط لشن هجمات على المدنيين الإسرائيليين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "منذ أسبوع ونصف أسبوع ينفذ (الجيش والشاباك (جهاز الأمن الداخلي) وحرس الحدود عمليات لمكافحة الإرهاب في منطقة جنين" من دون الإعلان رسميا عن انتهاء عمليته العسكرية التي أطلق عليها "المخيمات الصيفية".
وأضاف: "حتى اليوم، تم القضاء على 14 إرهابيا وتوقيف أكثر من 30 مشتبها بهم" في جنين، مشيرا إلى أنه نفّذ "أربع ضربات جوية في المنطقة".
وتابع البيان أن "قوات الأمن الإسرائيلية تواصل العمل لتحقيق أهداف هذه العملية ضد الإرهاب" من دون تفاصيل إضافية.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل 36 فلسطينيّا تراوح أعمارهم بين 13 و82 عاما برصاص الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية منذ 28 آب (أغسطس). من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن أحد جنوده قتل خلال المواجهات في جنين يوم 31 آب (أغسطس).
وشارك الآلاف اليوم الجمعة ومنهم أعداد كبيرة من المسلحين الذين أطلقوا النار في الهواء في جنازات أشخاص قتلوا في أثناء القتال. وجرى لف العديد من الجثث إما بالأعلام الفلسطينية أو بالأعلام الخضراء والسوداء والصفراء التي ترمز لحركات "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"فتح".
وقتل 21 شخصا في جنين خلال العملية. وقيل إن العديد منهم أعضاء في فصائل مسلحة إلا أن عددا منهم كانوا من المدنيين، بما في ذلك فتاة تبلغ من العمر 16 عاما أصيبت برصاص قناص على ما يبدو وهي تنظر من النافذة.
وفي حين كان التركيز الرئيسي للجيش الإسرائيلي خلال معظم العام الماضي في قطاع غزة، فقد شهدت الضفة الغربية زيادة في العنف مع تكرر الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين فضلا عن الهجمات التي شنها المستوطنون اليهود على قرى فلسطينية وهجمات لفلسطينيين على إسرائيليين.