النهار

"كان لديها الكثير من الأحلام"... تالا خرجت لتلعب في غزة ضحية جديدة للحرب
المصدر: ا ف ب
قرّر حسام صلاح أبو عجوة السماح بعد تردّد لابنته تالا (10 سنوات) باللعب بزلاجات قرب منزلهم في مدينة غزة، لكن ضربة جوية تلت خروجها بدقيقتين جعلتها ضحية جديدة للحرب الدامية المتواصلة بين إسرائيل وحركة حماس منذ أحد عشر شهرا.
"كان لديها الكثير من الأحلام"... تالا خرجت لتلعب في غزة ضحية جديدة للحرب
الطفلة تالا
A+   A-
قرّر حسام صلاح أبو عجوة السماح بعد تردّد لابنته تالا (10 سنوات) باللعب بزلاجات قرب منزلهم في مدينة غزة، لكن ضربة جوية تلت خروجها بدقيقتين جعلتها ضحية جديدة للحرب الدامية المتواصلة بين إسرائيل وحركة "حماس" منذ أحد عشر شهرا.

تسبّبت العمليات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية بمقتل أكثر من 40 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة التابعة لـ"حماس". وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

وقال الوالد لوكالة فرانس برس الخميس بعد الغارة التي نُفذت الثلاثاء: "كانت تتوسل إلي وتطلب مني السماح لها بالخروج. تأثرت كثيرا لأنها كانت ترغب باللعب" مع صديقاتها في الحي.

ولدى سماعه دوي الانفجار، هرع إلى الخارج بحثا عنها.

وقال الرجل الذي لا تزال ملامح الصدمة بادية على وجهه: "عندما وصلت إلى الشقة التي تعرضت للقصف وجدتها بين الركام"، مضيفا: "تعرفت عليها من الزلاجات، الشيء الوحيد منها الذي كان يظهر من بين الركام".

وأظهرت صورة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع جثمانها المغطى بكفن أبيض ويبدو منه حذاء التزلج الزهري.
 


وتسببت الحرب في نزوح أعداد كبيرة من السكان وتدمير المدارس، الأمر الذي حرم الأطفال في قطاع غزة من أي مساحة للعب.

واعتبر فيليب لازاريني المفوض العام لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنه "كلما ارتفع عدد الأطفال الذين يبقون خارج المدرسة، ازداد خطر ضياع جيل، ما يغذي الاستياء والتطرف".

واضاف: "في ظل غياب وقف لإطلاق النار، يتعرض الأطفال لخطر الاستغلال، مثل إجبارهم على العمل أو تجنيدهم في مجموعات مسلحة".

"لا نريد حروبا يا أمي" 
ويروي والدها أن تالا لم تكن تحب البقاء في المنزل طوال الوقت "كانت مرحة وتحب الضحك وتحب الخروج، كان لديها الكثير من الأحلام".

وأضاف "كانت تطلب مني دائما الكثير من الأشياء، وكنت أحضرها لها" و"قالت لي إنها تريد زلاجات واشتريتها لها".

واندلعت الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) إثر شنّ "حماس" هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل أسفر عن مقتل 1205 أشخاص، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجزت "حماس" 251 رهينة، ما زال 97 منهم في غزة، بينهم 33 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.

وردت اسرائيل بحملة قصف وعمليات برية الإسرائيلية في قطاع غزة تسببت بمقتل ما لا يقل عن 40,878 شخصا، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس.

وترك مقتل تالا والديها وإخوتها في حالة صدمة.

وتروى والدتها "قالت لي: لماذا لا نعيش مثل كل أطفال العالم؟ أريد أن نعيش حياة هادئة. لا نريد الحروب يا أمي. لقد اكتفيت من الحروب، أريد أن أتعلم مثل جميع الأطفال... لقد كانت طالبة متفوقة".

واشارت إلى أن ابنتها "ماتت دون أن تحقق رغباتها".

واضافت: "ما ذنب هذه الطفلة؟ كان تريد الذهاب إلى المدرسة وألا تضع في حقيبتها ثياب النزوح بل الكتب".


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium