رأى مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم الاثنين أن العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية تؤدي إلى تفاقم وضع "مأسوي" أساساً، بسبب أعمال عنف يرتكبها مستوطنون ويسقط فيها ضحايا.
وفي كلمة ألقاها أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، ندد تورك بتصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
وأوضح: "في الضفة الغربية، تؤدي عمليات قاتلة ومدمرة بلغ بعضها حداً غير مسبوق خلال العقدين الماضيين، إلى تفاقم الوضع المأسوي المتردي أصلاً بسبب أعمال عنف مميتة يرتكبها مستوطنون".
وفي الأسابيع الأخيرة، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في الضفة الغربية حيث تصاعدت وتيرة العنف منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة رداً على هجوم نفذته "حماس" في إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وقتلت القوات الإسرائيلية أو مستوطنون إسرائيليون أكثر من 660 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ ذلك التاريخ، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقضى 23 إسرائيلياً على الأقل، بينهم عناصر أمن، في هجمات نفّذها فلسطينيون في المنطقة خلال الفترة ذاتها، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
وأردى مهاجم ثلاثة حرّاس إسرائيليين الأحد عند معبر تسيطر عليه الدولة العبرية بين الضفة الغربية والأردن، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأكد تورك أن "نحو 10 آلاف فلسطيني محتجزون في سجون أو منشآت عسكرية إسرائيلية خاصة"، مرجحاً أن يكون العدد الحقيقي "أعلى" من ذلك.
وأضاف أن "الكثير" من هؤلاء الأشخاص احتجزوا "تعسفياً"، وتوفي أكثر من 50 شخصاً "بسبب الظروف غير الإنسانية وسوء المعاملة".
كذلك، شدد المفوض السامي على أن "إنهاء هذه الحرب وتجنب نزاع إقليمي واسع النطاق يمثل أولوية مطلقة وعاجلة".
أدى هجوم "حماس" إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لـ"فرانس برس" يستند إلى بيانات رسمية. ويشمل هذا العدد الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.
وردّت إسرائيل على هذا الهجوم بحملة قصف وهجوم بري على غزة، مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 40988 قتيلاً في القطاع، وفق وزارة الصحة التابعة لـ"حماس". وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.