تتبادل إسرائيل وحركة "حماس" الاتّهامات في عرقلة التوصّل إلى اتّفاق يوقف القتال في غزة، وسط جمود في تقدّم المحادثات.
"فرصة استراتيجية"
في أحدث تصريحاته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في حوار مع صحافيين الإثنين أن اتّفاق هدنة مع "حماس" يسمح بالإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، سيمثّل "فرصة استراتيجية" لإسرائيل لتغيير الوضع الأمني على جميع الجبهات.
وقال إن إعادة الأسرى هو"الشيء الصحيح الذي يجب القيام به"، مضيفاً "إن التوصّل إلى اتّفاق هو أيضاً فرصة استراتيجية تمنحنا فرصة كبيرة لتغيير الوضع الأمني على جميع الجبهات".
وحضّ غالانت المجتمع الدولي على مواصلة الضغط على حركة "حماس" للتوصّل إلى اتفاق. وقال إنّه يؤيّد بشدّة المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المكوّن من ثلاث مراحل والذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 أيار (مايو)، معبّراً عن أمله في أن يتم البناء عليها للتوصّل إلى نهاية للحرب.
وتابع غالانت للصحافيين في لقاء جرى الإثنين في مكتبه على أن تُنشر التصريحات الثلاثاء، "يتعيّن على إسرائيل التوصّل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وإعادة الأسرى"، معتبراً أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة هيّأت الأرضية "لشروط إطلاق النار".
وقال إن "حركة حماس كتنظيم عسكري لم تعد موجودة" في قطاع غزة، مضيفاً "لا نزال نحارب إرهابيي حماس ونطارد قادتها"، إلا أن "حماس تقود الآن مجرد حرب عصابات".
في وقت سابق، أكّد غالانت خلال لقائه أهالي المحتجزين أن الصفقة مع "حماس" لم تتحرّك للأمام رغم أن هناك اتّفاقاً على 90% من الأمور، مشيراً إلى أن الفشل في ردم الهوة بشأن 10% من محتوى الصفقة أدّى إلى تجميدها.
وأضاف أنّه يمكن استمرار التفاوض بشأن عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم، مشيراً إلى أن إسرائيل "أطلقت سراح ألف فلسطيني مقابل جندي إسرائيلي واحد"، متحدّثاً عن صفقة جلعاد شاليط.
وأفاد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من روّج لصفقة تبادل على مراحل.
"حماس" ترد!
بدوره، اعتبر عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق أن اتّهام المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي لـ"حماس" بأنها غيّرت بعض شروطها بشأن وقف إطلاق النار لا أساس له من الصحة.
ولفت، عبر "تلغرام" إلى أن مزاعم كيربي بأن "حماس" هي العقبة الرئيسية أمام التوصل لوقف إطلاق النار تماهٍ فاضح مع الموقف الإسرائيلي.
وقال إن "إدارة بايدن العاجزة عن الضغط على نتنياهو تعتبر أن إلقاء اللوم على حماس أقل كلفة في ظل الانتخابات الأميركية. ولكن العالم يعرف أن نتنياهو هو من أضاف شروطاً ومطالب جديدة، وليست حماس".
في السياق، كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن أن "مصر وقطر تدرسان إصدار إعلان يحمّل إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات"، مشيرة إلى "قلق في إسرائيل من توقف مصر وقطر عن ممارسة ضغوط على حماس".
الداخل الإسرائيلي
من جانبه، رأى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أنّه "يجب بذل كل ما هو ممكن لإعادة المختطفين الأحياء لتأهيلهم والموتى للدفن في إسرائيل".
وأضاف: "أي صفقة لإعادة المختطفين سيكون لها ثمن باهظ، لكن عدم إعادتهم سيكون ثمنه أكثر إيلاماً".
بدوره، اعتبر حزب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الصفقة أنها غير شرعية، قائلاً إنّها ستجلب المزيد من القتلى والمحتجزين لإسرائيل.
وشدّد الحزب على أنّه سيعارض المشاركة في أي مفاوضات "هدفها ابتزاز إسرائيل وتقديم تنازلات تؤدي إلى كارثة".
ووصف دعوة هرتسوغ لتشكيل حكومة وحدة لإعادة المحتجزين بـ"غير المسؤولة والمتعاونة مع دعاية حماس".
أمّا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد فذكر أنّه "كان من الممكن إبرام صفقة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين في تموز (يوليو) الماضي، لكنّها نسفت، ولا يمكن لمفاوضينا إنكار ذلك".
اجتماع أميركي
ومن المتوقّع أن يعقد الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الثلاثاء اجتماعاً مع فريقه للأمن القومي لمناقشة "الطريق المسدود" الذي وصلت إليه مفاوضات وقف إطلاق النار، وفق موقع "أكسيوس".
بدورها، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين أن الولايات المتحدة "تعيد النظر" في اقتراح الوساطة الذي تعتزم تقديمه، وأن مرد ذلك هو إدراك واشنطن أن الأجواء الحالية لا تسمح بتقديم الاقتراح، ولا ترغب في الفشل.
من جانبه، نقات صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مسؤول أميركي رفيع أن "شن إسرئيل حرباً شاملة ضد حزب الله بدون التفكير في العواقب أمر خاطئ، فإذا ذهبت إسرائيل للحرب فلن تكون هناك منازل لتعود إليها".
وأكد أن "اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيفتح الباب أمام اتفاق شامل في لبنان"، وقال: "نحاول منع تصعيد الصراع لأنه ينطوي على خطر الانجرار إلى حرب إقليمية".