النهار

"داعش" يوسّع عمليّاته ضدّ الجيش السّوري ويصل إلى أوتوستراد الرّقة - دير الزّور ​
عبدالله سليمان علي
المصدر: النهار العربي
قُتل ما لا يقل عن 11 عنصراً من ميليشيات "الدفاع الوطني" و"لواء القدس" والفرقة الرابعة، ليل الجمعة - السبت إثر هجمات واسعة نفذتها خلايا تنظيم "داعش" على مواقع للجيش السوري
"داعش" يوسّع عمليّاته ضدّ الجيش السّوري ويصل إلى أوتوستراد الرّقة - دير الزّور
​
هجمات متكررة على مواقع الجيش السوري في البادية (صورة من الارشيف)
A+   A-
 بعد نجاح تنظيم "داعش" بين شهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) في اختراق مدينتي الحسكة والقامشلي بعمليتين أمنيتين غير مسبوقتين منذ سنوات، وفق تقرير سابق لـ"النهار العربي" (التقرير في آخر النص)، وما أعقبهما من هجمات متصاعدة في البادية السورية ضد جامعي الكمأة وعناصر الجيش السوري وحلفائه، تمكن التنظيم من تنفيذ هجوم منسَّق مكّنه من الوصول للمرة الأولى منذ سنوات أيضاً إلى الأوتوستراد الرابط بين محافظتي الرقة ودير الزور وسط معلومات تفيد بتزايد قوته في سوريا تحديداً. وفي حال صحة الاتّهام الذي وجهته "هيئة تحرير الشام" إلى"داعش" بالضلوع في قتل القيادي العراقي أبو ماريا القحطاني في مدينة سرمدا قبل يومين، يشكل ذلك مؤشراً إضافياً إلى نيّة التنظيم توسيع نشاطه في سوريا التي كان لها نصيب في كلمة المتحدث الرسمي باسمه الأسبوع الماضي.
 
وقُتل ما لا يقل عن 11 عنصراً من ميليشيات "الدفاع الوطني" و"لواء القدس" والفرقة الرابعة، ليل الجمعة - السبت إثر هجمات واسعة نفذتها خلايا تنظيم "داعش" على مواقع للجيش السوري بالقرب من أوتوستراد الرقة - دير الزور من الجهة الشرقية لحاجز القوس في بلدة معدان عتيق عند الشريط الفاصل بين محافظتي الرقة ودير الزور.
 
وعرف من القتلى أيمن السعد، وساهر العساف، وأكدت مصادر محلية وصول جثث عدد من العناصر إلى مستشفى الأسد في دير الزور، وكانت هذه المرة الأولى التي يصل فيها مقاتلو التنظيم إلى أوتوستراد الرقة دير الزور منذ سنوات.
 
وأشارت المصادر إلى انسحاب التنظيم بعد الهجمات باتجاه البادية بعد قتل عدد من عناصر الجيش السوري و"لواء القدس" وتدمير سيارات وخطف عنصر من ميليشيا "الدفاع الوطني" ينحدر من بلدة المسرب غرب دير الزور. وكان التنظيم قد سيطر على البلدة لساعات، للمرة الأولى منذ سنوات، وفق تقرير لشبكة "شام" المعارضة.
 
وأكدت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام خطورة الهجوم من خلال حديثها عن مشاركة أعداد كبيرة من إرهابيي التنظيم في تنفيذه نقلاً عن مصادر ميدانية، لكنها شددت على أن الجيش السوري نجح في إحباط الهجوم، وأنه لم تحصل أي تغييرات في خريطة السيطرة في المنطقة، نافيةً ما تردد عن سيطرة التنظيم على أي من النقاط العسكرية للجيش أو قطع طريق عام الرقة - دير الزور أمام حركة المرور.
 
وبعدما كانت خلايا "داعش" تعتمد على تنفيذ هجمات منفردة ضد الجيش السوري في البادية، يشكل الهجوم على بلدة معدان دليلاً جديداً إلى وجود تغيّر في استراتيجية التنظيم التي أصبحت تميل أكثر إلى استخدام هجمات جماعية منسقة بين مفارز وخلايا عدة.
 
ويأتي الهجوم الأخير ضمن مسار تصاعدي تشهده عمليات التنظيم في البادية السورية منذ مطلع العام الحالي. وهو ما أكده تقرير لمركز "مشروع مكافحة التطرف" صدر هذا الأسبوع، ذكر أن التنظيم "نفذ بشكل مؤكد ما لا يقل عن 69 هجوماً في وسط سوريا الشهر الماضي"، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 84 عنصراً في النظام السوري و44 مدنياً، وهو أكثر من ضعفي العدد الإجمالي لعمليات "داعش" المؤكدة خلال عام 2024.
 
ولفت "مشروع مكافحة التطرف" الذي يعرف عن نفسه بأنه منظمة غير ربحية وغير حزبية للسياسة الدولية أُنشئت لمكافحة التهديد المتزايد للأيديولوجية المتطرفة، إلى أن شهر آذار (مارس) الفائت "كان الأكثر عنفاً في تمرد داعش في البادية السورية منذ أواخر عام 2017، حينما فقد التنظيم السيطرة على مناطق استولى عليها".
 
وأشار المشروع إلى أن "خلايا داعش استهدفت بنجاح وباستمرار مواقع النظام السوري، ونصبت كمائن وأسرت عناصر وأعدمتهم بشكل متكرر".
 
وفي تقرير صدر هذا الأسبوع عن "مركز معلومات روج آفا" المقرب من "قوات سوريا الديموقراطية/ قسد"، فإن "داعش" واصل هجماته بوتيرة كبيرة في أجزاء من سوريا تسيطر عليها "قسد"، المدعومة من الولايات المتحدة. وأحصى المركز 27 هجوماً لـ"داعش" في آذار، وقبلها 26 في شباط، و16 هجوماً في كانون الثاني (يناير) الماضي.
 
وحذر تقييم استخباري أعدته الأمم المتحدة وصدر في كانون الثاني، استناداً إلى معلومات من الدول الأعضاء، من أن "داعش" يستعد لعودة محتملة. وقال التقرير إن التنظيم لا يزال لديه على الأرجح ما بين 3000 إلى 5000 مقاتل في أنحاء سوريا والعراق، مضيفاً أن صحراء وسط سوريا (البادية) أصبحت "مركزاً للخدمات اللوجستية والعمليات يضم ما بين 500 إلى 600 مقاتل".
 
بالتزامن مع هذه التطورات قالت القيادة المركزية الأميركية (سينتكوم) إنها نفذت بالتعاون مع شركائها في سوريا والعراق 94 مهمة لضد تنظيم “داعش” أسفرت عن مقتل 18 عنصراً واعتقال 63 آخرين بين آذار ونيسان (أبريل).
وأضافت عبر منصة “إكس” أن عملياتها في سوريا وحدها بلغت 28 عملية مشتركة، وأسفرت عن مقتل سبعة عناصر من التنظيم واعتقال 27 آخرين.
وقالت "سنتكوم” إن الملاحقة المستمرة لحوالي 2500 من مقاتلي التنظيم في كل أنحاء العراق وسوريا هي عنصر حاسم في الهزيمة الدائمة له.
 
  

اقرأ في النهار Premium