النهار

الميليشيات الإيرانية تعيد انتشارها في دير الزور وتستقدم تعزيزات من العراق
المصدر: دمشق- النهار العربي
وسط أنباء غير مؤكّدة عن سحب إيران كبار قادتها ومستشاريها العسكريين من سوريا بسبب التهديد الإسرائيلي المتواصل، تستمر الميليشيات الإيرانية في تنفيذ خطة واسعة لإعادة الانتشار والتموضع،
الميليشيات الإيرانية تعيد انتشارها في دير الزور وتستقدم تعزيزات من العراق
عناصر من الميليشيات الايرانية في دير الزور
A+   A-
 
وسط أنباء غير مؤكّدة عن سحب إيران كبار قادتها ومستشاريها العسكريين من سوريا بسبب التهديد الإسرائيلي المتواصل، تستمر الميليشيات الإيرانية في تنفيذ خطة واسعة لإعادة الانتشار والتموضع، مستقدمة في الآونة الأخيرة تعزيزات من العراق ووسط سوريا إلى منطقة شرق الفرات وتحديداً إلى مدينتي البوكمال والميادين، وذلك في ظل معلومات عن عقد قادة الحرس الثوري الإيراني اجتماعاً ضمّ عدداً من القيادات من جنسيات مختلفة، لمناقشة ظاهرة تسريب إحداثيات مواقع كبار القادة الإيرانيين وكيفية التعاطي مع هذه الظاهرة وأساليب تجنّبها.
 
وفيما وصلت قبل أيام دفعتان متتاليتان من تعزيزات عسكرية أرسلتها ميليشيات الحشد الشعبي من العراق إلى مدينة البوكمال، وتمّ نقلها تحت حماية سيارات تابعة لـ "مكتب الأمن" الإيراني الذي يشرف عليه المدعو "الحاج عباس" المُعين حديثاً في هذا المنصب، وفق شبكة "عين الفرات" المحلية المعارضة، هبطت بالتزامن في مطار ديرالزور العسكري طائرة شحن عسكرية من طراز "يوشن" تقل حوالى 50 عنصرًا من ميليشيا "فاطميون" الأفغانية، بينهم قياديون، وصلوا بكامل عتادهم الميداني، وسط حالة استنفار  للاستخبارات الجوية والميليشيات الإيرانية التي كانت في استقبالهم.
 
ونُقل العناصر فور وصولهم إلى مدينتي الميادين والبوكمال في حافلتين مدنيتين برفقة سيارات رباعية الدفع تتبع لقوات النظام السوري خوفًا من ضربات جوية مفاجئة. 
 
وتزامن استقدام الحرس الثوري دفعات من ميليشيا "فاطميون" الأفغانية مع تنفيذ الميليشيات الإيرانية والأفغانية عملية إعادة انتشار وإخلاء لبعض المواقع ضمن المدينة وعلى أطرافها، بعد الضربات الجوية المركّزة التي طالت بعض المواقع والمستودعات بداية شهر شباط (فبراير) 2024. 
 
وكانت ميليشيا "فاطميون" قد أخلت أحد أهم مقارها في محيط صوامع الحبوب من العناصر والحراسة، وجرت عملية الإخلاء باتجاه معامل مسبقة الصنع تعدّ أكثر تحصّناً أمام الضربات الجوية.
 
كما نقل الحرس الثوري عناصر من قرية حطلة المحاذية لمدينة دير الزور إلى مدينة البوكمال ليتمّ توزيعهم على نقاطهم وتبديل المناوبات بنظام 20 يوماً خدمة مقابل 10 أيام إجازة.
 
وذكرت شبكة "عين الفرات" أنّ إرسال عناصر من الميليشيات المحلية المرتبطة بالميليشيات الإيرانية من قرية حطلة يتمّ عادة مرّة واحدة أسبوعيًّا، لكن أخيراً زادت عمليات نقل العناصر إلى 3 مرّات أسبوعيًّا، وسط ترجيحات بمشاركة العناصر في عمليات حفر الخنادق والأنفاق التي بدأها الحرس الثوري في محيط مقاره ومعسكراته ومستودعاته في مدينة البوكمال وباديتها، بعد الغارات الجوية الأخيرة.
 
واستهدفت إسرائيل مساء الأربعاء 24 نيسان (إبريل) الجاري مبنى تتمركز فيه عناصر جيش النظام في ريف القنيطرة، وقالت صفحات محلية إنّ الجيش الإسرائيلي قصف بالصواريخ مبنى لجيش النظام بالقرب من قرية الرواضي في ريف القنيطرة من دون ذكر تفاصيل عن حجم الخسائر البشرية أو المادية.
 
وبعد القصف، ألقت طائرات إسرائيلية منشورات ورقية في القنيطرة أكّدت فيها عملية الاستهداف، وحملت تهديداً لقادة جيش النظام وجنوده باستمرار عمليات القصف في حال بقائهم ضمن المنطقة المنزوعة السلاح.
 
بالتزامن مع هذه التطورات الميدانية التي جاءت على وقع الإعلان عن سحب إيران كبار ضباطها ومستشاريها من سوريا، كما نقلت وكالة "فرانس برس" نقلاً عن قيادي في "حزب الله"، عقد عدد من الضباط الإيرانيين اجتماعًا سريًّا مع قادة الميليشيات في البوكمال، لبحث أسباب اختراق تحرّكاتهم. وحضر الاجتماع ضباط أفغان تابعون لإيران، إضافة إلى قادة في الحشد الشعبي العراقي، وقياديين محليين. وتمّ خلال الاجتماع اقتراح منح مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات تكشف "العملاء والجواسيس" داخل صفوفهم، بعد كثرة الضربات التي طالت كبار قادة إيران في سوريا.
 
وقد اتخذت الميليشيات الإيرانية عدداً من الإجراءات المبدئية لتجنّب التعرّض لخسائر كبيرة جراء أي غارات إسرائيلية جديدة. ومن بين هذه الإجراءات رفع حالة التأهب الأمني تحسبًا لأي ضربات جوية جديدة قد تتعرّض لها، وزادت الميليشيات الإيرانية من حجم تشديدها الأمني على طرق إمدادها البرية.
 
وأبعدَ الحرس الثوري الإيراني كبار قادته من المواقع والمقار العسكرية التابعة له في ديرالزور، تحت مسمّى "الإجازة"، تخوفًا من قصف إسرائيلي محتمل.
وأخلت الميليشيات الإيرانية عددًا من المواقع التابعة لها في مناطق الجنوب السوري وريف دمشق ودرعا والقنيطرة، خلال الأسابيع الماضية.
وكان "النهار العربي" https://www.annaharar.com/arabic/news/arab-world/syria/215957/%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AF-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%86%D9%81%D8%A7%D8%B1-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%82%D9%84%D9%82-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%B1%D8%AF-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7
 قد نقل عن مصدر قيادي في ميليشيا "النجباء" عدم صحة ما يُشاع حول سحب إيران كبار قادتها من سوريا، مشيرة إلى أنّ مثل هذه المعلومات لو كانت صحيحة لكان يفترض أن تكون سوريا خالية من الإيرانيين منذ سنوات، في إشارة إلى التقارير الإعلامية التي تتحدث باستمرار عن إخلاء إيران قادتها من سوريا بعد كل استهداف يطال أحد هؤلاء القادة.
 
ولعلّ الغارة الإسرائيلية الأخيرة على القنيطرة تؤكّد عدم اقتناع إسرائيل بما يجري تداوله من سحب إيران قادتها من منطقة الجنوب السوري، ما يشير بدوره إلى أنّ الأراضي السورية ستظل بمثابة مسرح لتصفية الحسابات بين إسرائيل وإيران، ولكن مع عدم تجاوز سقف التصعيد الذي قد يهدّد بإشعال صراع إقليمي واسع. 
 

اقرأ في النهار Premium