في إطار تحسن العلاقة بين الرياض ودمشق، ذكر مصدر أمني يعمل في أحد المطارات السورية أن المملكة العربية السعودية أعادت قبل أيام طائرتي "بوينغ" إلى السلطات السورية بعد احتجازهما في الرياض منذ عام 2010. ويأتي ذلك بعد نحو أسبوع من وصول شحنة مساعدات سعودية إلى سوريا تضمنت معدات وقطع تبديل لصيانة الطائرات المدنية.
وكانت المملكة قد عينت الشهر الماضي فيصل بن سعود المجفل سفيراً لها في دمشق، في خطوة أنهت حالة القطيعة بين البلدين وأعادت العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى سياقها الطبيعي.
وتكتسب إعادة الطائرتين أهمية خاصة في هذا التوقيت بسبب افتقار الأسطول الجوي السوري إلى العدد الكافي من الطائرات اللازمة لنقل الحجاج إلى السعودية. وكان مدير مؤسسة الطيران السورية باسم منصور قد أعلن أواخر الشهر الماضي عن امتلاك سوريا تسع طائرات، خمس منها للخطوط الجوية السورية، وأربع تابعة لشركة "أجنحة الشام". ويعتقد أن الرياض أعادت الطائرتين بهدف مساعدة مؤسسة الطيران على تلبية حاجة موسم الحج وضرورة نقل الحجاج وإعادتهم خلال مواعيد محددة.
ورغم غيابهما منذ عام 2010 إلا أن السلطات السورية لم تصرح شيئاً بخصوص الطائرتين المحتجزتين في السعودية إلا في عام 2017 عندما سُئل وزير النقل السوري آنذاك علي حمود عن مصير الطائرتين في مجلس الشعب، فكشف أن السلطات السعودية تحتجزهما وترفض إعادتهما إلى الدولة السورية، وهما كانتا في الرياض قيد التصليح.
وأكد حمود في حينه أن "الوزارة أجرت المراسلات اللازمة لاستعادة الطائرتين ولكن دون جدوى".
ولم يحدد حمود زمن تعطل الطائرتين، إلا أنه في 29 شباط (فبراير) 2016، أعلنت صفحة "الطيارين السوريين" في "فايسبوك"، المتخصصة بأطقم شركات الطيران السورية أن طائرة من طراز "إيرباص A320-232” تعطلت في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة في السعودية.
وكان أسطول المؤسسة السورية للطيران قد تعرض للتدهور خلال السنوات الماضية، إذ لم يبق منه عام 2016 سوى طائرة واحدة قادرة على التحليق.
غير أن الرئيس التنفيذي في "شركة السلام" للطائرات محمد فلاتة أعلن في حزيران (يونيو) 2012 في تصريحات صحافية أن مشروع صيانة الطائرات التابعة للخطوط الجوية السورية لا يزال موجوداً لكنه تعثر وجمد موقتاً بسبب الظروف السياسية ونقص قطع الغيار.
وعن مصير الطائرات التي كانت ما زالت عالقة في السعودية قال: حصل في المشروع بعض التوقف بسبب عدم قدرتهما على الطيران، وغياب قطع الغيار وتوقف العقد، وإذا انفرجت الأمور فسنكمل المشروع".
وكانت "شركة السلام" قد وقعت مطلع عام 2011 عقداً بقيمة 50 مليون دولار، مع المديرة العامة للخطوط الجوية العربية السورية غيداء عبد اللطيف لصيانة طائراتها.
وفي العام الماضي نقلت وسائل إعلام سورية موالية أن المملكة العربية السعودية أبلغت وفداً سورياً يزورها نيتها إعادة طائرتي الركاب من نوع "بوينغ 747" الموجودتين في السعودية منذ عام 2010.
وأوضحت أن السعودية احتجزت الطائرتين بعد توتر العلاقات بين البلدين في أعقاب اندلاع الأزمة السورية عام 2011، بينما كان وجودهما في المملكة بقصد الصيانة، بناءً على عقد موقع بين "شركة السلام" السعودية و"السورية للطيران".
وذكر موقع "سيرياستيبس" الموالي والمتخصص بالشأن الاقتصادي، أن المملكة أبلغت الوفد السوري أنها ستتكفل بأعمال صيانة الطائرتين، بعد بقائهما من دون طيران حوالي 12 سنة، بالإضافة إلى تزويدهما أحدث التقنيات وقطع الغيار اللازمة.