النهار

حاجز "العنقود" يضع السويداء على صفيح ساخن... والهجري يتصل بموسكو
المصدر: دمشق - النهار العربي
ارتفع منسوب التوتر في محافظة السويداء بالجنوب السوري الأحد، إثر نصب وحدات من الجيش السوري حاجزاً عسكرياً على مدخل المدينة الشمالي
حاجز "العنقود" يضع السويداء على صفيح ساخن... والهجري يتصل بموسكو
مسلح تابع لأحد الفصائل المحلية في محافظة السويداء إلى جانب مدنيين يشاركون في الاحتجاج الأحد (حساب "السويداء 24" بمنصة "أكس")
A+   A-
ارتفع منسوب التوتر في محافظة السويداء بالجنوب السوري الأحد، إثر نصب وحدات من الجيش السوري حاجزاً عسكرياً على مدخل المدينة الشمالي، الأمر الذي رفضه الأهالي، فخرجوا في تظاهرة عفوية مطالبين بإزالته. لكن الأمر تطور لاحقاً إلى تبادل لإطلاق الرصاص والقذائف، في خطوة نادرة في المحافظة الجنوبية التي تشهد احتجاجات ضدّ النظام السوري منذ أشهر عدة، من دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
 
 
حاجز العنقود
في التفاصيل، نصب الجيش السوري حاجزاً جديداً قرب دوار العنقود عند مدخل مدينة السويداء الشمالي، قريباً من مفرزة الاستخبارات الجوية، بعد استقدامه تعزيزات عسكرية تضمّ دبابة وعربتين تقلاّن عشرات العناصر من فوج القوات الخاصة 44 على طريق قنوات بريف السويداء، وتمركزت في مدخل المدينة لتعزيز الحاجز.
 
وفي أثناء إقامة الحاجز، تجمّع عشرات المواطنين في محيط دوار الباسل، تزامناً مع وصول عناصر من فصائل محلية على متن سيارات مزودة برشاشات متوسطة. وطالب المحتجون بإزالة حاجز دوار العنقود، وانسحاب عناصر قوات النظام وعودتهم إلى ثكناتهم، وسط معلومات عن مفاوضات غير مباشرة تجري بين وجهاء المنطقة وقوات النظام، وفق ما ذكر تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
 
كما تحرّك عشرات المواطنين المعارضين للنظام من مناطق مختلفة في السويداء باتجاه مركز المحافظة، رفضاً لنصب هذا الحاجز، وحاول بعضهم إزالة مجسم لباسل الأسد وسط دوار الباسل عند مدخل مدينة السويداء الشمالي القريب من الحاجز.
 
 
تطور الأمر مساء الأحد، فدارت اشتباكات مسلحة بين الفصائل المحلية في السويداء وعناصر الجيش السوري التي رفضت التقيّد بالمهلة التي حدّدتها الفصائل المحلية لانسحاب عناصر الحاجز الجديد إلى الثكنات العسكرية. فدوّت الانفجارات وسُمع إطلاق رصاص كثيف في دوار العنقود، وسط استنفار كبير في الثكنات العسكرية وحواجز قوات النظام، وأطلقت تحذيرات للمدنيين من الاقتراب من منطقة الحاجز الجديد. ودوّى انفجار تردّد صداه في مدينة السويداء نتيجة إطلاق الفصائل المحلية قذيفة صاروخية في الجو لتحذير عناصر قوات النظام وإجبارهم على الانسحاب من الحاجز، كما سُمعت أصوات رشقات نارية متقطعة قرب دوار الباسل.
 
وشهدت المنطقة استنفاراً شديداً في كافة الأفرع الأمنية والثكنات العسكرية في مدينة السويداء، وطالب عناصر قسم الاستخبارات الجوية قرب دوار العنقود المدنيين القاطنين بجانب القسم الابتعاد عن الشرفات والنوافذ، والتزام البقاء داخل البيوت.
 
الهجري يتصل بموسكو
وتقول مصادر محلية، إن الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحّدين الدروز في السويداء، تواصل مع قيادة القوات الروسية في سوريا عبر سفارة موسكو في دمشق، للتعبير عن الرفض الشعبي لتحركات قوات النظام في المحافظة.
 
وتضيف هذه المصادر، أن الهجري أكّد للروس أن لا مبرّر لنصب قوات النظام حواجز في المحافظة التي تشهد حراكاً سلمياً منذ العام الماضي، يطالب بتنفيذ الحل السياسي من خلال تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، وأشار في الوقت نفسه إلى عدم ثقة الشارع بالتحركات الأمنية التي يجريها الجيش، وفقاً لما نقلت شبكة "السويداء 24".
 
 
وبحسب المصدر نفسه، استفسر الهجري من الجانب الروسي إن كانت موسكو تؤيّد تحركات الجيش السوري، فردّ الجانب الروسي بعدم وجود أي توجيه من روسيا للنظام السوري بإنشاء الحواجز، وأكّد أن الرسالة وصلت، وأن موسكو حريصة على منع أي مواجهة مع المدنيين والمتظاهرين.
 
 
 
خطف متبادل
وجاءت هذه التطورات بعد ساعات قليلة من الإفراج عن ثلاثة ضباط من القوات الحكومية احتُجزوا فجر السبت 22 حزيران (يونيو) الجاري، رداً على اختطاف الشيخ رائد المتني، أحد أبرز وجوه الحراك السلمي في المدينة، بحسب ما أورد المرصد، الذي قال إن أوامر الإفراج جاءت بتوجيهات مباشرة من الشيخ الهجري، لعدم صلة هؤلاء الضباط بالقضية، بينما أبقت الفصائل على عنصر برتبة رقيب وشخص آخر مدني هو والد أحد العاملين كسائق في فرع أمن الدولة.
 
وشهدت المدينة تصعيداً أمنياً صباح السبت بعد اختفاء المتني واحتجاز ضباط حكوميين، وانتشرت عناصر تابعة لفصائل محلية ضمن أحياء المدينة وفي محيط دوار الباسل.
 
ويُعدّ المتني واحداً من أبرز وجوه الحراك المدني المستمر في المدينة منذ أكثر من 10 أشهر، لذا وجّه الاتهام مباشرة إلى عناصر أمن الدولة باختطافه، وفقاً للمرصد السوري.
 
ويستمر الحراك السلمي في السويداء من خلال تظاهرات شعبية تخرج يومياً في ساحة الكرامة وسط المدينة، يؤكّد فيها المتظاهرون مطالبتهم بالتغيير السلمي والانتقال السياسي للسلطة والإفراج عن المعتقلين، وتطبيق القرار الدولي 2254. ومنذ منتصف آب (أغسطس) الماضي، تتعالى الأصوات المطالبة بتعزيز نظام اللامركزية وتحقيق انتقال سياسي في سوريا.
 

اقرأ في النهار Premium