النهار

بعد مقتل قادته بعمليات إسرائيليّة... الحرس الثّوري في سوريا ينشئ مكتباً للتّحري عن تسريبات
المصدر: دمشق - النهار العربي
أصدر قائد الحرس الثوري في الشرق السوري الحاج كميل قرارات أمنية وعسكرية أبرزها إنشاء "مكتب التحري والمتابعة" الخاص بدراسة أوضاع عناصر المليشيات المحلية من أبناء محافظة ديرالزور وملفاتهم.
بعد مقتل قادته بعمليات إسرائيليّة... الحرس الثّوري في سوريا ينشئ مكتباً للتّحري عن تسريبات
ميليشيات ايرانية في سوريا
A+   A-
بعد الاختراق الأمني الواسع الذي تسبب بمقتل عدد من كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني في سوريا جراء غارات إسرائيلية دقيقة، تبين أنها تعتمد على معلومات موثقة مسربة إلى أجهزة استخبارات في الخارج عن أماكن وجود هؤلاء الضباط وطبيعة تحركاتهم، اتخذت قيادة الحرس الثوري الإيراني مجموعة من التدابير الاحترازية لإنهاء حالة الاختراق التي استنزفت كوادرها القيادية، وجعلت المتبقين منهم يعيشون في حالة من الخوف والرعب.
 
وفي هذا السياق أصدر قائد الحرس الثوري في الشرق السوري الحاج كميل قرارات أمنية وعسكرية، أبرزها إنشاء "مكتب التحري والمتابعة" الخاص بدراسة أوضاع عناصر الميليشيات المحلية من أبناء محافظة دير الزور وملفاتهم، ويشرف على عمل المكتب عناصر من "الوحدة 313" المرتبطة بميليشيا "حزب الله" اللبناني، والتي أغلب عناصرها ينحدرون من محافظات حمص وحماة واللاذقية وطرطوس، وموالون بالمطلق للمشروع الإيراني في سوريا، وفق موقع "عين الفرات" المحلي المعارض.
 
ويتبع مكتب التحري والمتابعة المؤسس حديثاً في دير الزور مكتب الأمن العلوي الواقع بالقرب من جامع الفتح خلف مبنى فرع أمن الدولة في حي القصور في مدينة دير الزور، والذي يرتبط مباشرةً بـ"المكتب العام للأمن العلوي" في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق والذي يشرف عليه المدعو الحاج فضل الله الإيراني.
 
وخصصت قيادة الحرس الثوري في الشرق السوري مكاتب خاصة لأعضاء "الوحدة 313" المكلفين إدارة "مكتب التحري والمتابعة"، منها مكتب في مقر الموارد البشرية عند شارع بور سعيد في الأطراف الشرقية لمدينة دير الزور، ومكتب ضمن مقر "الأمن العلوي" بالقرب من مدرسة المعري في مدينة البوكمال شرق دير الزور، ومكتب آخر ضمن "المربع الأمني" الإيراني في حي التمو في مدينة الميادين.
 
ومن أبرز مهمات "مكتب التحري والمتابعة"، إعادة دراسة ملفات المنتسبين القدامى ضمن المجموعات والميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري وميليشيا "حزب الله" اللبناني، والتي تشمل دراسة التوجهات الدينية والسياسية للعناصر، وارتباطاتهم بجهات خارجية، أو أشخاص يقطنون خارج مناطق سيطرة النظام من المعارضين أو الذين يعملون في شبكات إعلامية، ودراسة الحالة المادية ومصادر الدخل.
 
وكشفت مصادر خاصة من داخل الحرس الثوري أن المرحلة الأولى من الدراسة ستشمل ما يقارب 1500 عنصر من المنتسبين إلى الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري وميليشيا "حزب الله" في مدن دير الزور والبوكمال والميادين، فيما ستشمل المرحلة الثانية المنتسبين الجدد، الذين سيتم قبولهم أو رفضهم ضمن الميليشيات بعد نتائج الدراسة.
 
ويرى مراقبون متابعون للنشاط الإيراني في سوريا أن الهدف الأساس من وراء تأسيس مكتب المتابعة والملاحقة هو محاولة سد الثغرات التي تتسرب منها المعلومات حول المستشارين الإيرانيين وطبيعة تحركاتهم، ما يؤدي في النهاية إلى مقتلهم، وأن هذا الأمر بات يشكل الهاجس الرئيسي لقيادة الحرس الثوري، لا سيما بعد قصف القنصلية الإيرانية في دمشق الذي أسفر عن مقتل كامل طاقم قيادة الحرس الثوري في سوريا ولبنان.
 
وتعتبر الوحدة "313" من أبرز الوحدات التي أسستها إيران في سوريا بالتعاون مع "حزب الله اللبناني"، وكان يفترض أن تشكل لبنة أولى لإنشاء "حزب الله" السوري، لا سيما في منطقة الجنوب في محافظتي درعا والقنيطرة، غير أن دور هذه الوحدة بدأ يتوسع حتى وصل إلى الشرق السوري حيث أصبح لها نفوذ واسع في مدينتي البوكمال والميادين. ويشير البعض إلى أن تسمية هذه الوحدة بالعدد 313 يكتسب أهميته في الموروث الشيعي لأنه يمثل عدد المقاتلين الذي سوف يظهرون مع المهدي المنتظر، الذي يؤمن الشيعة بأنه سوف يظهر في آخر الزمان.
 
ويضم مكتب الأمن العلوي في دير الزور عدداً من ضباط الاستخبارات والأمن يبلغ عددهم نحو 15 ضابطاً يتوزعون على الشكل التالي: (3) من محافظة دير الزور، و(7) من محافظة حمص، و(3) من الجنسية الإيرانية، و(2) من الأفغان، وجميعهم من الطائفتين الشيعية والعلوية.
 
وتُعتبر رواتب العناصر مرتفعة مقارنة برواتب عناصر باقي تشكيلات الميليشيات الإيرانية، ويقدّر راتب العناصر المحلية بأكثر من مليون ليرة سورية، بينما تبلغ رواتب العناصر الأجنبية حوالى (700) دولار أميركي، أي حوالى (6) ملايين ليرة سورية.
 
وتنحصر مهمات "مكتب الأمن العلوي الإيراني" بالقضايا الأمنية العالية المستوى، ويمتلك عناصره صلاحيات شبه مطلقة بفتح تحقيقات مع القيادات العسكرية، ويمكنهم الدخول إلى أيّ مقر أو موقع عسكري ضمن محافظة دير الزور في أيّ وقت.


 

اقرأ في النهار Premium