أعلنت ثلاثة مصادر أمنية لوكالة "رويترز" مقتل رجل الأعمال السوري البارز براء القاطرجي، المعروف بقربه من الحكومة السورية، في غارة إسرائيلية قرب الحدود اللبنانية - السورية. فمن هو؟
محمد براء القاطرجي رجل أعمال يدير إمبراطورية اقتصادية، ويمتلك شبكة علاقات واسعة مع ميليشيات وفصائل مدعومة من إيران في سوريا، وخصوصاً "حزب الله" اللبناني.
أدرج في لوائح العقوبات الأميركية نظراً لدوره في تعزيز الاقتصاد الحكومي السوري إبان الحرب في سوريا، ولانتهاكه العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على الرئيس السوري بشار الأسد.
كان الراحل يدير ميليشيات خاصة تسمى "ميليشيا القاطرجي"، يملك أسطولاً من الصهاريج لنقل النفط. وتعرضت صهاريجه في الأيام الأخيرة لهجمات مفاجئة شنها عناصر تابعة لتنظيم "داعش" في البادية السورية وغرب مدينة دير الزور.
لبراء شقيقان، حسام ومحمد، ويتحدرون من مدينة الباب بريف حلب الشمالي. ولدوا وترعرعوا في محافظة الرقة، ولم يعرف لهم أي نشاط تجاري أو اقتصادي قبل عام 2011، ثم برزت أسماؤهم بعد وساطتهم في صفقات نفط وقمح بين الحكومة السورية وتنظيم "داعش" عقب سيطرة الأخير على حقول النفط في المنطقة الشرقية في عام 2014.
وعقد الأخوة القاطرجي صفقات مشابهة بين الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) منذ عام 2016 حتى الآن، فضلاً عن تمكنهم من شراء القمح من الفصائل العسكرية المختلفة في منطقة الجزيرة لصالح الحكومة السورية، فحققوا من هذه الصفقات أرباحاً طائلة.
وبحسب تقرير نشرته وكالة "رويترز"، استخدم الإخوة القاطرجي هذه الأرباح في تمويل مجموعة كبيرة من الشركات والاستثمارات التجارية والنفطية، فضلاً عن تمويل وتسليح مجموعتهم المسلحة الخاصة، التي تولت حماية أكثر من 1000 صهريج ضمن اسطولهم النفطي، تنقل المشتقات النفطية اليوم من مناطق سيطرة "قسد" إلى مصفاتي حمص وبانياس، بمعدل 20 ألف برميل يومياً.
تتمركز "ميليشيا القاطرجي" اليوم في بعض مناطق ريفي الرقة ودير الزور، وقد شاركت في العمليات القتالية إلى جانب القوات الحكومية السورية في عام 2016 ضد فصائل المعارضة السورية في أحياء حلب الشرقية، كما شاركت في حصارها نهاية عام 2016. وقاتلت هذه الميليشيا أيضاً إلى جانب "قسد" ضد فصائل المعارضة في منطقة عفرين.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القاطرجي كان مسؤولاً في العامين الأخيرين عن تمويل "المقاومة السورية لتحرير الجولان"، وهذا فصيل أسسه "حزب الله" اللبناني وترأسه القيادي في الحزب سمير القنطار، قبل مقتله في قصف إسرائيلي قرب دمشق بنهاية عام 2015. ويتولى هذا الفصيل تنفيذ عمليات ضد إسرائيل، انطلاقاً من جنوب سوريا.