فاز حزب البعث الحاكم في سوريا مجدداً بغالبية مقاعد مجلس الشعب، وفق ما أظهرت الخميس نتائج الانتخابات التي جرت في مناطق سيطرة الحكومة قبل ثلاثة أيام، مع نسبة اقتراع بلغت 38 في المئة، بحسب السلطات.
وهذه رابع انتخابات تُجرى في سوريا بعد اندلاع النزاع في العام 2011، في غياب أيّ معارضة فعليّة على الأرض. واعتبرت تحالفات معارضة سياسيّة تأسست خلال سنوات النزاع في المنفى، أن الانتخابات "غير شرعية" في غياب أي تسوية سياسية للنزاع.
وأعلن رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات القاضي جهاد مراد في مؤتمر صحافي أسماء الفائزين الـ250، في الانتخابات التي جرت الاثنين.
ولدى مقارنتها مع قوائم المرشحين، يتبين كما كان متوقعاً أن حزب البعث وحلفاءه حصدوا 185 مقعداً في مجلس الشعب (169 لحزب البعث وحده)، في حين فاز بالمقاعد المتبقية مرشحون خاضوا السباق الانتخابي بصفة "مستقلين"، ولكن غالبيتهم الساحقة ترشحت على قوائم حزب البعث.
وبلغت نسبة الاقتراع، وفق مراد، 38,16 في المئة.
وأدلى أكثر من سبعة ملايين ناخب بأصواتهم في الانتخابات من إجمالي أكثر من 19 مليونا يحق لهم الاقتراع وفق السجلات الرسمية.
وبلغت نسبة المشاركة 33,17 في المئة عام 2020، حين فاز حزب البعث مع حلفائه بـ177 مقعداً، مقارنة مع 57,56 في العام 2016.
ولم يتمكن السوريون المقيمون خارج البلاد، بينهم ملايين اللاجئين الذين شرّدتهم الحرب، من المشاركة في الاقتراع، وكذلك المقيمون في مناطق خارج سيطرة الحكومة.
وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية المدعومة أميركياً على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، بينما تسيطر هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى أقل نفوذا على مناطق في إدلب (شمال غرب) ومحيطها. وتنتشر فصائل موالية لأنقرة مع قوات تركية في شريط حدودي واسع في شمال البلاد.
وشهدت محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب البلاد تحركات اعتراضاً على تنظيم الانتخابات. وأقدم محتجون، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين محليين، على اقتحام مراكز اقتراع وتحطيم الصناديق في مناطق عدة.
وأصيب شخص جراء "إطلاق رصاص عشوائي من عناصر أمن" في مدينة السويداء، خلال اعتصام أمام مقر قيادة الشرطة، وفق شبكة "السويداء 24" المحلية الإخبارية.
ووصف رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة بدر جاموس الثلاثاء مجلس الشعب بأنه "مسلوب الإرادة"، بعد أيام من تأكيد هادي البحرة رئيس الائتلاف الوطني المعارض، أبرز مكونات المعارضة في المنفى، أن أي انتخابات "تجري في جزء محدود من جغرافية سوريا، ولا تشمل جميع السوريين الذين تحق لهم المشاركة (...) هي انتخابات غير حرة وغير نزيهة وغير شرعية".
وتنظم الانتخابات التشريعية مرة كل أربع سنوات، ويفوز فيها بانتظام حزب البعث الذي يقوده الرئيس بشار الأسد بغالبيّة المقاعد، في غياب أيّ معارضة فعليّة مؤثرة داخل سوريا.
وينتخب البرلمان المنتخب في أول جلسة يعقدها، رئيساً له. وتتحول الحكومة عندها حكومة تسيير أعمال إلى حين تعيين الأسد رئيساً جديداً للوزراء يكلف تشكيل حكومة جديدة.